5 عادات سيئة تؤثر على دراسة الطالب ونجاحه
الدراسة هي الأساس الذي يبني عليه الطالب مستقبله، وكلما كانت دراسة الطالب منظمة وفعالة، زادت فرصه في تحقيق النجاح. ولكن هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر سلبًا على أداء الطالب الأكاديمي، ويعد من أبرزها العادات اليومية التي قد يكتسبها الطلاب على مر الزمن. إذا كانت هذه العادات غير صحية أو غير منظمة، فإنها يمكن أن تؤدي إلى تدهور مستوى التحصيل الدراسي وإعاقة التقدم الأكاديمي. سنستعرض في هذا المقال خمس عادات سيئة تؤثر على دراسة الطالب ونجاحه وكيفية تلافيها.
1. التأجيل المستمر (Procrastination)
التأجيل هو أحد أكبر الأعداء التي قد يواجهها الطالب خلال مسيرته الدراسية. يشعر الطالب في العديد من الأحيان أن لديه وقتًا كافيًا للقيام بالمهام الدراسية، سواء كانت دراسات أو واجبات منزلية أو تحضيرات للاختبارات، وبالتالي يؤجل إنجازها إلى وقت لاحق. هذه العادة تعتبر ضارة للغاية لأنها تؤدي إلى تراكم المهام في وقت ضيق، مما يزيد من مستوى التوتر والضغط النفسي.
تتسبب عادة التأجيل في انخفاض مستوى الأداء الأكاديمي للطالب، حيث يصبح من الصعب عليه إنجاز المهام المطلوبة بالجودة المطلوبة في الوقت المحدد. علاوة على ذلك، يؤثر التأجيل المستمر على قدرة الطالب على الاحتفاظ بالمعلومات، حيث يصبح المراجعة في اللحظات الأخيرة أقل فعالية وأقل كفاءة.
كيفية التلافي:
من أفضل الحلول للتغلب على هذه العادة هو تبني قاعدة “افعلها الآن”. يمكن للطالب تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر وأكثر تحديدًا، وتخصيص أوقات ثابتة للقيام بها بشكل منتظم. إذا بدأ الطالب في القيام بالمهام في وقت مبكر من دون تأجيل، فسيكون لديه الوقت الكافي لإتمام المهام بشكل جيد ويشعر بالتقليل من التوتر.
2. الاعتماد على الحفظ بدلاً من الفهم
كثير من الطلاب يعتمدون على حفظ المعلومات بشكل آلي دون فهمها. قد يعتقد الطالب أنه إذا حفظ نصوص الدروس والملاحظات عن ظهر قلب، فإنه سيكون جاهزًا للاختبارات. ولكن، عندما يواجه الطلاب أسئلة معقدة تتطلب فهمًا عميقًا للمادة، فإنهم يشعرون بالعجز عن الإجابة.
يؤدي الاعتماد على الحفظ فقط إلى ضعف في التفكير النقدي والتحليلي، حيث لا يستطيع الطالب الربط بين المعلومات واستخدامها بشكل مرن في مواقف جديدة. علاوة على ذلك، فإن المعلومات المحفوظة تبقى في الذاكرة لفترة قصيرة، ويصعب استرجاعها بعد مرور وقت طويل.
كيفية التلافي:
الطلاب يجب أن يتبعوا منهجية الفهم العميق للمحتوى بدلاً من حفظه فقط. يمكن تحقيق ذلك من خلال قراءة الدروس بتمعن، وطرح أسئلة حول المفاهيم المهمة، واستخدام أساليب مثل التلخيص وإعادة صياغة المعلومات بأسلوبهم الخاص. كما يمكن للطلاب الاستفادة من التمارين التطبيقية والمناقشات الجماعية لتحفيز عملية الفهم.
3. قلة النوم وعدم تنظيم وقت الراحة
النوم الجيد هو أحد العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر على قدرة الطالب على التركيز والاستيعاب. لكن هناك العديد من الطلاب الذين يتجاهلون أهمية النوم الكافي ويعتمدون على السهر لساعات طويلة في الدراسة أو لممارسة الأنشطة الاجتماعية. تؤدي قلة النوم إلى ضعف التركيز، وانخفاض القدرة على استرجاع المعلومات، وتدهور الصحة العامة.
إضافة إلى ذلك، فإن قلة النوم تؤثر على الحالة المزاجية للطالب، مما يجعله أكثر عرضة للتوتر والقلق، وهما عاملان رئيسيان يعوقان الأداء الدراسي. يصبح الطالب الذي لا يحصل على قسط كافٍ من النوم أكثر عرضة للمرض، وبالتالي يصبح غيابه عن المدرسة أو الجامعة أكثر احتمالًا.
كيفية التلافي:
من الضروري أن يحرص الطالب على تنظيم وقت نومه بشكل منتظم. ينبغي أن يحصل على 7-8 ساعات من النوم الجيد يوميًا. كما يجب على الطالب وضع روتين يومي يضمن التوازن بين الدراسة والراحة. يمكن أيضًا تحسين جودة النوم من خلال تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، حيث يمكن أن تؤثر الشاشة الزرقاء على نوعية النوم.
4. التشتت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لكن استخدامها المفرط يمكن أن يؤثر سلبًا على الدراسة. يضيع العديد من الطلاب ساعات طويلة في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، مما يستهلك وقتهم الثمين ويعوقهم عن متابعة دراستهم بفعالية.
يمكن للتشتت الناتج عن الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي أن يقلل من تركيز الطالب خلال ساعات الدراسة. كما يمكن أن يشغل الطالب ذهنه عن المهام الدراسية ويرتكب أخطاء في إنجاز واجباته أو الاستعداد للامتحانات. عندما يتعرض الطالب للإشعارات باستمرار، يصبح من الصعب عليه التمسك بمسار العمل أو متابعة تقدم المهام.
كيفية التلافي:
يجب على الطالب أن يحدد أوقاتًا معينة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ويخصص أوقاتًا أخرى للدراسة فقط. يمكنه أيضًا إيقاف الإشعارات أثناء ساعات الدراسة أو استخدام تطبيقات تساعده في حظر هذه المواقع أثناء فترة التركيز. على الطالب أن يخصص وقتًا للراحة والاسترخاء بعد إنجاز المهام الدراسية بدلًا من الانغماس في وسائل التواصل بشكل مفرط.
5. عدم الاهتمام بتغذية الدماغ
إن ما يتناوله الطالب من طعام يؤثر بشكل كبير على أدائه الأكاديمي. هناك الكثير من الطلاب الذين لا يولون اهتمامًا كبيرًا لتغذيتهم، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على طاقتهم الذهنية وتركيزهم. تتسبب الأطعمة غير الصحية مثل الوجبات السريعة، والأطعمة الغنية بالسكر، في تقلبات في مستويات الطاقة وزيادة الشعور بالإرهاق.
بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الضرورية، يؤثر بشكل مباشر على أداء الدماغ وقدرته على الاستيعاب والتذكر. يتعين على الطلاب أن يتبعوا نظامًا غذائيًا متوازنًا يعزز من وظائف الدماغ.
كيفية التلافي:
ينبغي أن يتناول الطالب أطعمة غنية بالبروتينات، مثل الأسماك والبيض، وكذلك الأطعمة الغنية بالألياف والفواكه والخضروات. تناول وجبات صغيرة ومتوازنة طوال اليوم يمكن أن يحسن مستويات الطاقة والتركيز. كما ينبغي للطلاب تجنب تناول الأطعمة السكرية قبل الجلسات الدراسية أو الامتحانات، لأنها تؤدي إلى تذبذب في مستويات السكر في الدم وتسبب شعورًا بالكسل.
الخلاصة
إن العادات السيئة التي يمارسها الطلاب يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قدرتهم على تحقيق النجاح الأكاديمي. من خلال القضاء على عادات مثل التأجيل المستمر، الاعتماد على الحفظ فقط، قلة النوم، التشتت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم الاهتمام بالتغذية، يمكن للطلاب أن يعززوا من قدرتهم على التركيز، وتحقيق نتائج أكاديمية أفضل. بالتالي، يتعين على الطلاب أن يكونوا واعين لهذه العادات السيئة ويعملوا على تلافيها من خلال تبني أساليب حياة أكثر صحة وتنظيمًا.
