التسويف هو واحدة من أكبر المشاكل التي يواجهها العديد من الكتاب في مختلف أنحاء العالم. يمكن أن يتسبب التسويف في إبطاء عملية الكتابة والإنتاج الأدبي، مما يؤدي إلى شعور الكاتب بالندم والقلق على عدم تحقيق الأهداف المحددة. قد يظن الكثيرون أن التسويف هو مجرد مسألة نفسية بسيطة، ولكن الحقيقة هي أن هذا العائق يمكن أن يكون له تأثيرات بعيدة المدى على الإبداع والإنتاجية. في هذا المقال، سوف نستعرض خمس نصائح فعالة للتخلص من التسويف التي يعاني منها الكتاب، وكيف يمكن تحسين جودة الكتابة وزيادة الإنتاجية بشكل مستمر.
1. تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة
إحدى الطرق الفعالة للتغلب على التسويف هي تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء أصغر وأكثر قابلية للإدارة. عند كتابة مقال طويل أو كتاب، قد يشعر الكاتب بالكثير من الضغط بسبب حجم المهمة. ولكن، عندما يتم تقسيم هذا العمل إلى فصول أو أجزاء صغيرة، يصبح من السهل التعامل مع كل جزء على حدة، مما يقلل من الشعور بالإرهاق ويشجع الكاتب على البدء في الكتابة.
على سبيل المثال، بدلاً من التفكير في كتابة مقال كامل من 3000 كلمة دفعة واحدة، يمكن للكاتب تقسيم المهمة إلى أجزاء مثل: كتابة المقدمة، ثم كتابة الفقرات الأولى، ثم العمل على الخاتمة. يمكن أيضًا تقسيم كل جزء إلى نقاط محددة أو فقرات فرعية. هذه الطريقة تجعل الكتابة تبدو أكثر سهولة وتقلل من إمكانية التردد أو التوقف.
2. تحديد مواعيد نهائية واقعية
من أسباب التسويف أن الكثير من الكتاب لا يحددون مواعيد نهائية دقيقة أو واقعية لإنهاء أعمالهم. من السهل أن يتأخر الكاتب في تسليم عمله إذا لم يكن لديه موعد نهائي ثابت. لتجنب هذا، يجب على الكاتب تحديد مواعيد نهائية بوضوح، وعدم ترك الأمور عائمة أو غير محددة.
يمكن للكاتب أن يضع لنفسه جدولًا يوميًا أو أسبوعيًا، يحدد فيه مقدار الكلمات التي يجب أن يكتبها أو الأجزاء التي يجب أن ينجزها في كل يوم. تحديد مواعيد نهائية واقعية يعزز من الشعور بالمسؤولية ويخلق ضغطًا إيجابيًا، مما يدفع الكاتب إلى الالتزام بالعمل على مشروعه باستمرار.
3. التخلص من المشتتات
يعد التشتيت أحد أبرز العوامل التي تسهم في التسويف. من السهل أن يغرق الكاتب في بحر من المشتتات مثل وسائل التواصل الاجتماعي، الرسائل الإلكترونية، أو حتى البيئة المحيطة به. لتجنب التسويف وتحقيق الإنتاجية، يجب على الكاتب أن يخلق بيئة ملائمة للكتابة.
تخصيص مكان هادئ ومريح للكتابة قد يكون خطوة أولى جيدة. كما يمكن للكاتب أن يستخدم أدوات لحجب المشتتات الرقمية مثل تطبيقات حظر المواقع الاجتماعية أثناء فترة الكتابة. علاوة على ذلك، ينبغي تحديد وقت معين للكتابة، بحيث يكون الكاتب في حالة ذهنية مهيئة للعمل بشكل منتظم.
4. التركيز على البداية بدلاً من الكمال
يميل الكثير من الكتاب إلى السعي لتحقيق الكمال في كل كلمة وكل جملة، مما يؤدي إلى القلق المستمر وتأجيل العمل بشكل غير مبرر. الكاتب الذي يسعى للكمال في مرحلة الكتابة الأولية قد يقضي ساعات في مراجعة فقرة واحدة بدلاً من متابعة الكتابة وإتمام المشروع. هذا النوع من التسويف لا يؤدي إلى الإنتاج بل يعزز الشعور بالعجز والتأجيل.
أحد الحلول الفعالة هو تبني مفهوم “الكتابة الأولية السريعة” حيث لا يركز الكاتب على الكمال في البداية، بل يضع الأولوية للكتابة والتدفق الحر للأفكار. يمكن العودة لاحقًا لتحسين النص وتعديله، لكن التركيز في البداية يجب أن يكون على الإنجاز وليس على الجماليات. عندما يشعر الكاتب بالتقدم، سيزيد دافعه للمتابعة، وبالتالي يتجنب التسويف.
5. إيجاد مصادر تحفيز مستمرة
في بعض الأحيان، لا يكون التسويف ناتجًا عن قلة الرغبة في الكتابة فقط، بل عن غياب الحافز الداخلي. لتقوية الدافع وتحفيز الذات، من الضروري أن يبحث الكاتب عن مصادر تحفيز مستمرة. يمكن أن يكون هذا التحفيز من خلال قراءة كتب أخرى، متابعة أعمال كتاب مفضلين، أو تحديد أهداف واضحة تتعلق بالإنجازات الأدبية.
كذلك، يمكن للكاتب أن يشارك عمله مع أصدقائه أو زملائه في المجال الأدبي للحصول على تعليقات وملاحظات. هذه المشاركة يمكن أن تكون مصدرًا مهمًا للتحفيز والمراجعة التي تعزز من رغبة الكاتب في التقدم، مما يساعده على التغلب على التسويف. التواصل مع المجتمع الأدبي يشجع أيضًا على المنافسة الصحية ويحفز الكاتب على إتمام أعماله.
الختام
التسويف يعد من العقبات الشائعة التي يواجهها الكتاب، ولكن باتباع النصائح المناسبة، يمكن لأي كاتب أن يتغلب على هذه العادة ويحقق تقدماً ملحوظاً في أعماله. تقسيم المهام، تحديد مواعيد نهائية، التخلص من المشتتات، التركيز على البدء بدلاً من الكمال، والبحث عن تحفيز مستمر هي خطوات فعالة للمساعدة في التغلب على التسويف وزيادة الإنتاجية. مع الوقت، يمكن للكاتب أن يطور من نفسه ويحقق نجاحًا كبيرًا في مسيرته الأدبية.
