5 اعتقادات خاطئة متعلقة بالإمساك:
يُعد الإمساك أحد أكثر المشكلات الصحية شيوعًا التي تؤثر على حياة الناس اليومية، إذ يعاني منه كثيرون في مختلف الأعمار والجنسيات. يُعرف الإمساك بتأخر حركة الأمعاء، وتقلص التكرار الطبيعي لحركة الأمعاء عن ثلاثة مرات في الأسبوع، مصحوبًا بشعور غير مريح من الصعوبة أثناء التبرز. في ظل هذه المشكلة الصحية الشائعة، يكثر انتشار العديد من المعتقدات الخاطئة حول الإمساك، والتي قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة أو تأخير العلاج المناسب. فيما يلي سنتناول خمسًا من هذه المعتقدات المضللة التي يتم تداولها بشكل واسع، وسنوضح الحقيقة وراء كل منها.
1. الإمساك هو مجرد نتيجة لقلة الألياف في النظام الغذائي
أحد أكثر المفاهيم شيوعًا حول الإمساك هو اعتقاد الناس أن قلة الألياف في النظام الغذائي هي السبب الوحيد للإمساك. صحيح أن الألياف تلعب دورًا مهمًا في تحسين حركة الأمعاء وتنظيم التبرز، إلا أن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الإمساك، مثل العوامل النفسية، مثل التوتر والقلق، أو العوامل الطبية الأخرى كالإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل السكري أو اضطرابات الغدة الدرقية.
الألياف تعمل على زيادة حجم البراز، مما يسهل مروره عبر الأمعاء، ولكن من غير الصحي الاعتماد عليها فقط كحل لعلاج الإمساك. في الواقع، يمكن أن تكون هناك حالات طبية حيث يعاني المريض من الإمساك حتى مع تناول كمية كافية من الألياف. أيضًا، قد يؤدي تناول كمية كبيرة من الألياف دون شرب كميات كافية من الماء إلى تفاقم الإمساك.
2. تناول الملينات هو الحل الفوري للإمساك
قد يظن البعض أن استخدام الملينات بشكل متكرر هو الحل الفوري والسريع للتخلص من الإمساك. ورغم أن الملينات قد تؤدي إلى تخفيف الإمساك بشكل مؤقت، إلا أن استخدامها على المدى الطويل قد يكون ضارًا. يعتمد الكثير من الملينات على تحفيز الأمعاء لزيادة حركتها، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى التعود عليها، مما يجعل الأمعاء أقل قدرة على الحركة بشكل طبيعي دون هذه المنشطات.
في حالات معينة، يمكن أن يكون استخدام الملينات ضروريًا لمساعدة الأمعاء على استعادة نشاطها الطبيعي، ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب ولفترات قصيرة فقط. يُفضل تبني نمط حياة صحي يحتوي على نظام غذائي غني بالألياف، ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على مستوى كافٍ من السوائل في الجسم كخطوط دفاع أولية ضد الإمساك.
3. الإمساك يتسبب دائمًا في آلام شديدة
يعتقد الكثير من الأشخاص أن الإمساك دائمًا مصحوب بألم شديد أو مغص لا يُحتمل. لكن في الواقع، يمكن أن يتفاوت تأثير الإمساك من شخص لآخر، ويعتمد على عدة عوامل منها شدة الإمساك وحالة الأمعاء العامة. قد يعاني بعض الأشخاص من صعوبة طفيفة أو شعور بعدم الراحة أثناء التبرز دون أن يكون هناك ألم شديد.
في بعض الحالات، قد لا يشعر الشخص بأي ألم على الإطلاق رغم معاناته من الإمساك. قد يشعر البعض ببعض الانتفاخ أو الضغط في البطن، لكنه ليس بالضرورة أن يكون مؤلمًا. لذلك، من المهم أن نفهم أن الإمساك لا يتسبب دائمًا في آلام حادة، وأن المعاناة يمكن أن تكون متباينة.
4. الذهاب إلى الحمام يوميًا هو أمر طبيعي ومثالي للجميع
تُروج فكرة شائعة بين الناس أن الذهاب إلى الحمام مرة واحدة يوميًا هو المعيار المثالي وأن أي شيء أقل من ذلك يعني أن الشخص يعاني من الإمساك. في الواقع، ليس هناك قاعدة صارمة حول عدد المرات التي يجب أن يذهب فيها الشخص إلى الحمام. يتفاوت الأمر بشكل كبير بين الأفراد حسب النظام الغذائي، مستوى النشاط البدني، وتفاعل الجسم مع الطعام.
بعض الأشخاص قد يذهبون إلى الحمام مرة واحدة يوميًا، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا دون أن يعاني من الإمساك. الأهم من ذلك هو أن تكون حركة الأمعاء مريحة وتتم بشكل طبيعي بالنسبة للفرد. إذا كانت حركة الأمعاء لا تسبب أي مشاكل صحية أو شعور بالانزعاج، فلا داعي للقلق بشأن قلة عدد مرات الذهاب إلى الحمام.
5. الإمساك لا يرتبط بأي مشاكل صحية خطيرة
واحدة من أكبر الخرافات حول الإمساك هي أن المشكلة ليست أكثر من مجرد انزعاج بسيط وأنها لا ترتبط بأي مشاكل صحية خطيرة. قد يكون الإمساك في بعض الأحيان نتيجة لأسباب غير خطيرة مثل تغيرات في النظام الغذائي أو مستوى النشاط البدني. لكن في حالات أخرى، قد يكون الإمساك عرضًا لحالة طبية أكثر تعقيدًا، مثل سرطان القولون، أو اضطرابات في وظائف الأمعاء مثل داء القولون العصبي أو انسداد الأمعاء.
إذا استمر الإمساك لفترة طويلة أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل نزيف من المستقيم، فقد يشير إلى مشكلة صحية تحتاج إلى اهتمام طبي. من المهم أن يستمع الأفراد إلى أجسامهم وإذا لاحظوا تغييرات غير طبيعية في حركة الأمعاء أو صحته العامة، يجب عليهم استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
في الختام
الإمساك ليس مجرد مشكلة صحية بسيطة، بل هو حالة معقدة قد تكون ناتجة عن مجموعة من الأسباب المختلفة. من الضروري أن يكون لدينا فهم دقيق حول هذه المشكلة وأن نتجنب الاعتقادات الخاطئة التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض أو تأخير العلاج المناسب. من خلال تغيير أسلوب الحياة وتبني عادات غذائية صحية، يمكن الوقاية من العديد من حالات الإمساك وعلاجها بفعالية، وبالتالي تحسين جودة الحياة بشكل عام.
