5 أكاذيب تعلَّمناها عندما كنَّا أصغر سنَّاً وما زلنا نصدِّقها حتى اليوم
منذ أن كنا صغاراً، مررنا بالكثير من المعلومات الخاطئة التي قُدِّمت لنا على أنها حقائق لا تقبل الجدل. قد يكون هذا نتيجة للبيئة التي نشأنا فيها، أو بسبب الاعتقادات السائدة في مجتمعاتنا، لكن الأكيد أن هذه الأكاذيب تركت أثراً كبيراً في تفكيرنا، واستمرَّ البعض منها حتى وقتنا الحالي. سنستعرض في هذا المقال خمس أكاذيب تعلمناها عندما كنا أصغر سناً وما زلنا نصدقها حتى اليوم.
1. إذا ابتلعت علكة ستبقى في معدتك لسبع سنوات
منذ أن كنا أطفالاً، كنا نسمع تحذيرات متكررة من قبل الأهل والأصدقاء حول خطر ابتلاع العلكة. كانت النصيحة الأكثر شيوعاً هي أنه إذا ابتلعت العلكة، فإنها ستبقى في معدتك لمدة تصل إلى سبع سنوات قبل أن يتمكن جسمك من هضمها. هذه الفكرة الخاطئة كان يتم تكرارها بقوة لدرجة أن الكثير من الناس، رغم تقدمهم في السن، ما زالوا يعتقدون في صحة هذا الادعاء.
لكن الحقيقة هي أن العلكة ليست سامة ولن تظل عالقة في جهازك الهضمي لفترة طويلة كما قيل. العلكة تحتوي على مكونات غير قابلة للهضم مثل اللاتكس والشمع، ولكنها تمر عبر الجهاز الهضمي بنفس الطريقة التي يمر بها أي نوع آخر من الأطعمة غير القابلة للهضم. يتم إخراجها من الجسم خلال وقت قصير، ولا تبقى في المعدة أو الأمعاء لفترات طويلة.
2. السباحة بعد تناول الطعام تسبب التسمم
من أشهر المعتقدات التي انتشرت بين الأجيال السابقة هي ضرورة الانتظار لمدة ساعة أو ساعتين بعد تناول الطعام قبل السباحة. كانت هذه النصيحة قائمة على الاعتقاد بأن الدم يتدفق إلى المعدة لمساعدة الجسم على هضم الطعام، مما يؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى العضلات، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى التسمم أو حدوث تشنجات أثناء السباحة.
لكن الدراسات العلمية الحديثة كشفت أن هذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة. صحيح أن الجسم يوجه المزيد من الدم إلى المعدة بعد تناول الطعام، لكن هذا لا يؤثر على قدرتك على السباحة. قد تشعر ببعض الإحساس بالثقل أو الانزعاج إذا بدأت السباحة مباشرة بعد تناول وجبة كبيرة، لكن ذلك ليس خطراً صحياً حقيقياً.
3. إذا كان لديك أصابع طويلة فأنت ذكي
في المجتمعات القديمة، كانت هناك العديد من المعتقدات المرتبطة بمظهر الجسم وشخصية الفرد. واحدة من هذه المعتقدات كانت أن الأشخاص ذوي الأصابع الطويلة عادة ما يكونون أكثر ذكاءً من أولئك الذين لديهم أصابع أقصر. كان يعتقد أن هناك ارتباطاً بين طول الأصابع والقدرة على التفكير والتحليل المعقد.
لكن هذا الادعاء لا يعتمد على أي أسس علمية. الذكاء هو سمة معقدة تعتمد على مجموعة واسعة من العوامل البيئية والوراثية، وليس على طول الأصابع. فمهما كانت مواصفات يديك، فإن ذلك لا يحدد مستوى ذكائك أو قدرتك العقلية.
4. الزجاجة المكسورة تجلب الحظ السيء
من بين المعتقدات الشعبية التي سادت لفترة طويلة كانت تلك المتعلقة بكسر الزجاجة. فقد كانت النساء، على وجه الخصوص، يقال لهن إن كسر الزجاجة يعني جلب الحظ السيء أو حدوث مكروه. هذا الاعتقاد كان منتشرًا لدرجة أن الأشخاص كانوا يتجنبون كسر الزجاج خوفًا من العواقب السيئة التي قد تترتب عليه.
الحقيقة هي أن هذا الاعتقاد ليس له أي أساس علمي. لا توجد أي أدلة تشير إلى أن كسر الزجاج يؤدي إلى أي نوع من الحظ السيء. في الحقيقة، قد يكون كسر الزجاج مجرد حادث طبيعي يحدث في الحياة اليومية، ولا يؤثر على مجرى الأحداث في المستقبل.
5. الشراب البارد يسبب الزكام
منذ أن كنا صغاراً، كان يُقال لنا باستمرار أن تناول المشروبات الباردة أو الاستحمام بماء بارد يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالزكام. كان يُعتقد أن البرودة تؤدي إلى تراجع جهاز المناعة، مما يتيح للفيروسات مثل نزلات البرد أن تدخل الجسم بسهولة.
ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث العلمية أن الزكام لا يحدث بسبب شرب مشروبات باردة أو التعرض للبرد بمفرده. المرض يحدث بسبب العدوى الفيروسية، وليس بسبب انخفاض درجة الحرارة. بالطبع، التعرض للبرد لفترات طويلة يمكن أن يؤثر على جهاز المناعة بشكل مؤقت، ولكن ليس لدرجة التسبب في الإصابة بالزكام لمجرد شرب مشروب بارد.
الخلاصة
من الملاحظ أن العديد من المعتقدات التي نشأنا عليها ليست أكثر من أكاذيب أو تحريفات للواقع. في كثير من الأحيان، كانت هذه الأفكار تُستخدم للسيطرة على سلوك الأطفال، أو لتفسير الظواهر التي لم يكن لدى الناس تفسير علمي دقيق لها في ذلك الوقت. في النهاية، يجب علينا أن نتعلم كيفية التفكير بشكل نقدي وأن نسعى وراء المعرفة العلمية الدقيقة لنتخلص من هذه الأكاذيب التي ما زالت تلاحقنا حتى اليوم.
