4 خطوات ينبغي التفكير بها قبل طلب المشورة
في حياتنا اليومية، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني، نواجه العديد من المواقف التي قد تجعلنا في حاجة إلى المشورة من الآخرين. سواء كان ذلك في مجال العمل أو العلاقات أو اتخاذ قرارات مهمة، يمكن أن تكون النصائح والمشورات مصدراً مهماً لاتخاذ قرارات أفضل. ومع ذلك، قبل أن نتوجه إلى الآخرين طلباً للمشورة، هناك بعض الخطوات الأساسية التي ينبغي التفكير فيها لضمان استفادتنا من هذه النصائح بالشكل الأمثل. هذه الخطوات لا تقتصر فقط على الحصول على مشورة سليمة، بل تتعداها إلى تطوير مهارات اتخاذ القرار التي تساعدنا على التميز في حياتنا.
الخطوة الأولى: تحديد الهدف بوضوح
قبل أن تطلب مشورة من شخص آخر، من الضروري أن تكون لديك فكرة واضحة عما تريد تحقيقه. تحديد الهدف بشكل دقيق سيمكنك من صياغة السؤال المناسب والحصول على إجابة فعّالة. على سبيل المثال، إذا كنت تواجه صعوبة في اتخاذ قرار مهني، مثل قبول عرض عمل جديد، ينبغي عليك أولاً تحديد ما إذا كانت الأولوية بالنسبة لك هي المال، أو فرص النمو الوظيفي، أو التوازن بين الحياة والعمل. كلما كان هدفك أكثر وضوحاً، كلما كانت المشورة التي تتلقاها أكثر فاعلية في مساعدتك على الوصول إلى القرار الصحيح.
يجب أيضاً أن تدرك أن المشورة التي تطلبها تختلف بناءً على طبيعة هدفك. إذا كنت تحتاج إلى نصيحة تتعلق بتطوير مهاراتك الشخصية، فقد تكون المشورة التي تطلبها مختلفة تماماً عن تلك المتعلقة بمشروع عمل أو موقف عائلي. على سبيل المثال، المشورة المهنية قد تركز على الخبرات والتوجهات الصناعية، في حين أن المشورة الشخصية قد تتعلق بتطوير القدرات الذاتية أو تحسين العلاقات مع الآخرين.
الخطوة الثانية: اختيار الشخص المناسب
طلب المشورة ليس مجرد طلب نصيحة من أي شخص. بل يجب أن تكون حريصاً على اختيار الشخص الذي يمتلك الخبرة أو المعرفة التي يمكن أن تساعدك في اتخاذ القرار السليم. الشخص المناسب قد يكون زميلاً في العمل، أو مرشداً مهنياً، أو حتى فرداً من العائلة. المهم هو أن يكون الشخص الذي تطلب منه المشورة لديه القدرة على تقديم نصائح عقلانية ومدروسة، وليس فقط آرائه الشخصية.
على سبيل المثال، إذا كنت تواجه تحديات في مجال المال أو الاستثمار، فقد يكون من الأفضل طلب المشورة من شخص لديه خبرة في هذا المجال، مثل مستشار مالي أو خبير في الاقتصاد. وإذا كانت المسألة تتعلق بالعلاقات الشخصية، فقد تكون النصائح الأكثر قيمة من شخص يمكنه أن ينظر إلى الوضع من زاوية محايدة وموضوعية.
الخطوة الثالثة: التقييم الذاتي قبل اتخاذ القرار
من الأمور الأساسية التي يجب أن تراعيها قبل طلب المشورة هو التقييم الذاتي. عليك أن تسأل نفسك بعض الأسئلة المهمة: هل لديك المعلومات الأساسية حول الموقف الذي تواجهه؟ هل قمت بتقييم جميع الخيارات المتاحة لك قبل اللجوء إلى الآخرين؟ إن إجراء هذا التقييم الذاتي يعزز من قدرتك على اتخاذ القرار المستنير، ويجنبك الاعتماد الكامل على الآخرين.
على سبيل المثال، إذا كنت تفكر في اتخاذ قرار مهم في العمل، مثل تغيير مسارك المهني، فإن النظر إلى خبراتك السابقة، مهاراتك الحالية، وأهدافك الشخصية قد يمنحك نقطة انطلاق واضحة قبل أن تطلب النصيحة. بهذا الشكل، ستكون المشورة التي تحصل عليها أكثر تحديداً وتوجيهًا نحو اتخاذ القرار الصحيح بناءً على وضعك الشخصي.
الخطوة الرابعة: قبول المسؤولية عن القرار النهائي
أحد النقاط الهامة التي يجب أن تتذكرها عند طلب المشورة هو أن المسؤولية عن القرار النهائي تقع على عاتقك أنت. مهما كانت المشورة التي تتلقاها، تذكر أنها مجرد وجهة نظر يمكن أن تكون مفيدة أو غير متوافقة مع احتياجاتك. المشورة لا تعني أن الشخص الذي يقدمها هو صاحب القرار، بل هي فقط أداة قد تساعدك في تقييم الخيارات المتاحة.
إن اتخاذ القرار بناءً على المشورة يتطلب منك أيضاً أن تكون مستعداً لتحمل عواقب هذا القرار. إذا كنت قد طلبت مشورة من شخص ذي خبرة واختيارات متعددة، وقررت في النهاية اتخاذ قرار بناءً على مشورته، يجب أن تكون مستعداً لقبول النتائج، سواء كانت إيجابية أو سلبية. يعتبر قبول المسؤولية عن القرار أحد أبعاد النضج الشخصي، حيث يعزز من قدرتك على التعلم من التجارب واتخاذ قرارات مدروسة في المستقبل.
خلاصة
طلب المشورة يمكن أن يكون أحد الأدوات القيمة التي تساعدك في اتخاذ قرارات مستنيرة، ولكن قبل اللجوء إلى الآخرين، من الضروري أن تفكر في الخطوات الأربعة الأساسية التي تم ذكرها. من خلال تحديد هدفك بوضوح، واختيار الشخص المناسب للحصول على المشورة، والتقييم الذاتي للموقف، ثم قبول المسؤولية عن القرار النهائي، يمكنك أن تعزز من قدرتك على اتخاذ قرارات حكيمة ومسؤولة. هذه الخطوات لا تقتصر فقط على طلب المشورة، بل تعد أساسية في تحسين مهارات اتخاذ القرار وتطوير الذات بشكل عام.
