4 أطعمة عليك تجنبها كي تبقى بعيداً عن العصبية
العصبية، أو التوتر العاطفي، هي حالة نفسية شائعة تؤثر على العديد من الأشخاص في حياتهم اليومية. قد يكون السبب وراء هذا التوتر عوامل نفسية، بيئية، أو حتى جسدية، ولكن الكثير من الدراسات الحديثة تؤكد أن النظام الغذائي يلعب دورًا كبيرًا في التأثير على الصحة النفسية. في هذا المقال، سنتناول أربعة أطعمة يجب تجنبها للحفاظ على الاستقرار العاطفي والمساعدة في تقليل العصبية.
1. الأطعمة الغنية بالسكر المضاف
السكر هو أحد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تقلبات مزاجية شديدة. قد تشعر بالراحة فور تناول السكريات، لكن هذا الشعور غالباً ما يزول بسرعة ويحل محله شعور بالانخفاض الحاد في الطاقة مما يؤدي إلى زيادة العصبية. يعد السكر المضاف في الأطعمة مثل الحلويات، والمشروبات الغازية، والعصائر المعلبة، من أكبر المحفزات لتقلبات المزاج.
عند تناول كميات كبيرة من السكر، يتسبب الجسم في إفراز هرمون الأنسولين بشكل مكثف لتحويل السكر إلى طاقة، وعند ارتفاع هذا الهرمون بشكل مفاجئ، يشعر الشخص بنشاط مؤقت يليه انخفاض حاد في مستويات السكر في الدم. هذا الانخفاض يسبب حالة من الإرهاق العقلي والجسدي التي يمكن أن تزيد من مشاعر العصبية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي السكر إلى زيادة في إنتاج الأدرينالين والكورتيزول، وهما هرمونات التوتر التي تساهم في حالة العصبية.
من أجل التحكم في العصبية، يجب تقليل تناول السكر المضاف بشكل كبير والتركيز على تناول الأطعمة الطبيعية مثل الفواكه التي تحتوي على سكريات طبيعية، حيث تفرز هذه السكريات بشكل بطيء في الجسم دون أن تسبّب تقلبات كبيرة في مستويات الطاقة.
2. الأطعمة المعالجة والمعلبة
الأطعمة المعالجة، مثل الوجبات السريعة، النقانق، والمعلبات الجاهزة، تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم والدهون المشبعة التي يمكن أن تؤثر على صحتك النفسية. فالصوديوم، الذي يوجد بوفرة في الملح، يساهم في احتباس السوائل في الجسم، مما يسبب ارتفاع ضغط الدم. هذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى شعور بالتوتر والضغط النفسي، بالإضافة إلى تأثيره على الأداء العقلي والشعور بالراحة.
عندما يتناول الشخص الأطعمة المعالجة بكثرة، يصبح الجسم أكثر عرضة للتقلبات في مستويات السكر في الدم والهرمونات المسؤولة عن التوتر. علاوة على ذلك، تحتوي هذه الأطعمة على العديد من المواد الكيميائية مثل المواد الحافظة، والأصباغ، والمنكهات الصناعية، التي ثبت أنها تؤثر على الحالة المزاجية وتزيد من مستويات العصبية.
لتفادي هذه الآثار السلبية، من الأفضل اختيار الأطعمة الطازجة التي يمكن تحضيرها في المنزل باستخدام مكونات طبيعية. بذلك، يمكن ضمان الحفاظ على توازن الهرمونات داخل الجسم والابتعاد عن التوتر العصبي الذي تسببه الأطعمة المعالجة.
3. الكافيين
الكافيين، الموجود في القهوة والشاي والمشروبات الغازية، هو من المنبهات التي قد تحفز الجهاز العصبي وتزيد من اليقظة والتركيز. على الرغم من أن البعض يظن أن شرب القهوة قد يساعد في تحسين المزاج، إلا أن الكافيين يمكن أن يكون سببًا رئيسيًا في زيادة العصبية. يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الكافيين إلى ارتفاع في مستويات الأدرينالين، مما يعزز الشعور بالتوتر والقلق.
تأثير الكافيين لا يتوقف عند هذا الحد، بل يمكن أن يؤدي إلى زيادة في معدل ضربات القلب، ما يجعل الشخص يشعر بالعصبية أو القلق. بالإضافة إلى ذلك، تناول الكافيين بكثرة يمكن أن يسبب اضطرابات في النوم، وهو ما يزيد بدوره من مستويات التوتر والعصبية. إذا كنت تشعر بزيادة في العصبية بعد تناول مشروب يحتوي على الكافيين، فقد يكون من الأفضل تقليص الكمية تدريجيًا والبحث عن بدائل طبيعية تساعد في الاسترخاء.
من الخيارات الجيدة استبدال القهوة بشاي الأعشاب مثل شاي البابونج أو شاي النعناع، فهذه المشروبات لها خصائص مهدئة يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر والعصبية.
4. الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة
الدهون المشبعة والمتحولة هي من أنواع الدهون التي ترفع مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. هذه الدهون توجد بكثرة في الأطعمة المقلية، والوجبات السريعة، والمنتجات المصنعة مثل المارجرين والكعك الصناعي. هذه الأطعمة يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على الصحة النفسية، إذ أظهرت بعض الدراسات أن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة يمكن أن تساهم في حدوث التهابات في الدماغ، ما يؤدي إلى زيادة الشعور بالعصبية والتوتر.
عندما يستهلك الشخص كميات كبيرة من هذه الدهون، يحدث تغير في كيمياء الدماغ، مما يعزز مشاعر الغضب والانفعال. كما أن الدهون غير الصحية تؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يرتبط بشكل مباشر بالتوتر. ولتقليل العصبية وتحقيق التوازن العاطفي، يُفضل الابتعاد عن الأطعمة الغنية بهذه الدهون والتركيز على تناول الدهون الصحية مثل تلك الموجودة في الأسماك الدهنية، وزيت الزيتون، والأفوكادو.
تأثير النظام الغذائي على العصبية: فهم العلاقة
الأطعمة التي نستهلكها لا تؤثر فقط على صحة الجسم، بل تلعب أيضًا دورًا محوريًا في صحتنا النفسية. عندما يستهلك الشخص أطعمة تحتوي على مكونات قد ترفع من مستويات التوتر أو تسبب اضطرابات في التوازن الهرموني، فإن هذا يزيد من احتمالية الشعور بالعصبية. لذلك، ليس فقط الجانب النفسي من الحياة الذي يحتاج إلى الاهتمام، بل إن النظام الغذائي يلعب دورًا لا يمكن تجاهله في مساعدة الشخص على الحفاظ على استقرار عاطفي وراحة نفسية.
في المقابل، يمكن أن تساعد بعض الأطعمة في تهدئة الأعصاب وتحسين المزاج. فالأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، مثل السبانخ والمكسرات، تعمل على تهدئة الجهاز العصبي، بينما تساعد الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا-3 في تقليل التوتر. كما أن تناول الوجبات التي تحتوي على البروتينات العالية والألياف يمكن أن يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة، مما يقلل من التقلّبات المزاجية.
الخلاصة
العصبية ليست مجرد مشكلة نفسية، بل هي نتيجة لتفاعل معقد بين العوامل البيئية، النفسية، والجسدية، ومن أهم هذه العوامل هو النظام الغذائي. من خلال تجنب بعض الأطعمة مثل السكر المضاف، والأطعمة المعالجة، والكافيين، والدهون المشبعة، يمكن للشخص أن يقلل من مستويات العصبية ويحسن حالته النفسية بشكل عام. الحفاظ على نظام غذائي متوازن وصحي لا يعزز فقط الصحة الجسدية، بل يسهم أيضًا في الحفاظ على الاستقرار العاطفي والتقليل من التوتر.
