4 أساليب ترويجية عليك تجنّبها إن كانت شركتك النّاشئة تمرّ بضائقة مالية
تعدّ التّرويج والإعلان عن المنتجات أو الخدمات جزءاً أساسياً في عملية نمو الشركات الناشئة. ولكن في حالة مرور الشركة بمرحلة ضائقة مالية، قد تصبح بعض الأساليب الترويجية باهظة الثمن أو غير فعّالة. وفي هذا السياق، يجب أن يكون صاحب الشركة الناشئة على دراية تامّة بالأساليب التي قد تزيد من الأعباء المالية دون أن تقدم نتائج ملموسة. لذا، من المهم تجنب بعض الاستراتيجيات التي قد تكون مغرية، لكن في الواقع، قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع المالية بدلاً من تحسينها. سنستعرض في هذا المقال أربعة أساليب ترويجية يجب على الشركات الناشئة تجنّبها في حال كانت تعاني من أزمة مالية.
1. الإعلانات المدفوعة على نطاق واسع عبر الإنترنت
في عالم التسويق الرقمي، لا تقتصر الإعلانات المدفوعة على منصات مثل Google AdWords أو Facebook Ads على تخصيص الميزانيات، بل يمكن أن تستنزف الأموال بسرعة إذا لم يتم تنظيمها وإدارتها بذكاء. بينما قد تكون هذه الإعلانات فعّالة لبعض الشركات الكبيرة التي تمتلك ميزانيات ضخمة، فإنها قد تكون عائقًا للشركات الناشئة في ظل وجود ضائقة مالية.
الإعلانات المدفوعة يمكن أن تجذب الكثير من الانتباه إلى منتجك أو خدمتك، ولكن إذا لم يتم تحديد الفئة المستهدفة بدقة، فقد ينتهي الأمر بجذب زوار غير مهتمين أو غير مستعدين للشراء. النتيجة هي صرف المال على حملات لا تجلب عوائد ملموسة، مما يزيد العبء المالي دون تحقيق النتائج المرجوة.
لماذا يجب تجنبها؟
-
الإعلانات المدفوعة، إذا لم تتم مراقبتها بشكل دقيق، قد تؤدي إلى زيادة النفقات بشكل سريع.
-
يمكن أن تستهدف حملات الإعلان جمهوراً عشوائياً غير مهتم بالمنتج أو الخدمة.
-
قد يؤدي الإنفاق الكبير على الإعلانات إلى استنزاف الموارد المالية للشركة دون الحصول على نتائج جيدة.
بديل أفضل: إذا كنت لا تستطيع تحمّل تكاليف الإعلانات المدفوعة، يمكنك التركيز على استراتيجيات تسويقية عضوية مثل تحسين محركات البحث (SEO) أو تسويق المحتوى الذي يتميز بتكلفة منخفضة أو مجانية مع نتائج طويلة المدى.
2. العروض الترويجية الكبيرة والمكافآت الفورية
قد يكون من المغري تقديم عروض ترويجية ضخمة لجذب عملاء جدد بسرعة، مثل تقديم خصومات كبيرة أو هدايا مجانية مع كل عملية شراء. على الرغم من أن هذه العروض قد تؤدي إلى زيادة فورية في المبيعات، إلا أن تكاليفها قد تتجاوز بكثير الأرباح التي يتم تحقيقها.
في أوقات الضائقة المالية، يمكن أن تكون العروض الترويجية التي تشمل تخفيضات ضخمة أو مكافآت غير مدروسة عبئًا ماليًا ثقيلًا. علاوة على ذلك، قد تدفع العملاء إلى انتهاز الفرص للحصول على التخفيضات دون أن يكونوا في حاجة فعلية للمنتج أو الخدمة.
لماذا يجب تجنبها؟
-
العروض الترويجية التي تتضمن خصومات كبيرة قد تقضي على هوامش الربح وتزيد من حجم الخسائر.
-
تقديم الهدايا أو المكافآت المجانية يمكن أن يشكّل عبئًا إضافيًا على ميزانية الشركة.
-
قد تجذب هذه العروض عملاء لم يعودوا يعودون بعد انتهاء العرض، مما يجعل العوائد قصيرة الأمد وغير مستدامة.
بديل أفضل: بدلاً من العروض الترويجية المكلفة، يمكنك التفكير في تقديم مكافآت مبنية على ولاء العملاء أو العروض الترويجية التي تمنح قيمة إضافية دون التأثير الكبير على الربحية، مثل توفير خصومات صغيرة على المشتريات المستقبلية أو تقديم تجارب مجانية محدودة الوقت.
3. التركيز على الحملات الدعائية ذات الإنتاج الكبير
إنتاج حملات دعائية ضخمة تتضمن فيديوهات عالية الجودة، تصوير احترافي، وتصميمات مبهرة قد يكون مغريًا، خاصة في عالم التسويق البصري المعاصر. لكن إنتاج هذا النوع من المحتوى يتطلب ميزانية كبيرة، وقد تكون تكلفة الإنتاج أعلى بكثير من العوائد المتوقعة، خاصة بالنسبة للشركات الناشئة.
علاوة على ذلك، حتى وإن تم إنفاق مبالغ ضخمة على حملات دعائية، فإن النتائج قد لا تكون كما هو متوقع إذا لم تتم إدارة الحملة بشكل جيد أو لم يتم تحديد الجمهور المستهدف بدقة.
لماذا يجب تجنبها؟
-
الحملات الدعائية الكبيرة تتطلب ميزانية ضخمة لإنتاجها وتوزيعها.
-
حتى إذا كان المحتوى ذا جودة عالية، فقد لا يحقق نتائج فورية أو قد لا يصل إلى الجمهور المستهدف.
-
يمكن أن تؤدي هذه الحملات إلى صرف المال على جوانب غير ضرورية في الوقت الذي يتطلب فيه الوضع المالي تركيزًا على الأولويات.
بديل أفضل: يمكن التفكير في حملات دعائية منخفضة التكلفة باستخدام الوسائل المتاحة مثل التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن إنشاء محتوى مرئي بسيط ولكنه فعال باستخدام أدوات ميسورة التكلفة.
4. الاعتماد على التسويق التقليدي الباهظ
في عالم يعج بالقنوات الرقمية، قد يعتقد البعض أن العودة إلى الطرق التقليدية مثل الإعلان في الصحف، المجلات، أو اللوحات الإعلانية قد تكون خيارًا جيدًا للترويج للمنتجات أو الخدمات. ولكن مع ارتفاع تكاليف هذه الوسائل وتناقص تأثيرها في الجمهور المستهدف، يعد هذا الخيار غالبًا غير فعّال بالنسبة للشركات الناشئة، خصوصًا في ظل الضائقة المالية.
الإعلانات التقليدية تحتاج إلى ميزانية ضخمة للاستمرار في تقديم محتوى يجذب انتباه العملاء، وفي كثير من الأحيان قد تقتصر الفائدة على مَن يتصفحون الصحف أو يمرون أمام اللوحات الإعلانية دون أن يكون لديهم اهتمام حقيقي بالمنتج.
لماذا يجب تجنبها؟
-
الحملات التقليدية عادة ما تكون مكلفة بشكل غير مبرر بالنسبة للشركات الناشئة.
-
وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفزيون والإعلانات الصحفية قد لا تصل إلى جمهورك المستهدف بالشكل المثالي.
-
تكاليف الاستمرار في هذه الحملات عالية ولا تضمن نتائج ملموسة في ظل محدودية الميزانية.
بديل أفضل: بدلاً من ذلك، يمكن للشركات الناشئة الاستفادة من التسويق الرقمي الذي يتيح لك قياس العائد على الاستثمار (ROI) بشكل دقيق. يمكن استخدام منصات مثل LinkedIn أو Instagram التي يمكن أن تكون أكثر فعالية من حيث الوصول للجمهور المستهدف بتكلفة منخفضة نسبيًا.
خلاصة
إذا كانت شركتك الناشئة تمرّ بضائقة مالية، فمن الضروري أن تتحلى بالحذر عند اختيار استراتيجيات الترويج. بعض الأساليب مثل الإعلانات المدفوعة على نطاق واسع، العروض الترويجية الكبيرة، الحملات الدعائية ذات الإنتاج الكبير، والتسويق التقليدي، قد تكون مغرية في البداية لكنها ستزيد الأعباء المالية وقد لا تحقق العوائد المرجوة. يجب أن تركز على استراتيجيات تسويقية أكثر تكاملًا وفعالية من حيث التكلفة، مثل تحسين محركات البحث، التسويق عبر المحتوى، والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع ضمان أن كل خطوة تقوم بها مدروسة وأن مواردك المالية تُنفق بعناية وحكمة.
