4 فحوص أساسية تبعد عن المرأة شبح الأمراض
تعتبر صحة المرأة من الأولويات الأساسية التي يجب على كل سيدة الاهتمام بها طوال حياتها. ومع التغيرات الجسدية والهرمونية التي تحدث مع مرور الوقت، تصبح الحاجة إلى الفحوصات الدورية أكثر أهمية. تُعد الفحوص الطبية ركيزة أساسية للكشف المبكر عن الأمراض، مما يزيد من فرص العلاج الفعّال ويقلل من المخاطر المستقبلية. إن إجراء الفحوص الطبية بانتظام يساعد على الكشف عن المشكلات الصحية قبل أن تتفاقم، ويعزز من فرص الشفاء السريع والتام. وفي هذا المقال، سنناقش أربعة فحوص أساسية يجب على كل امرأة إجراؤها للحفاظ على صحتها والتأكد من عدم وجود مشاكل صحية قد تؤثر على حياتها.
1. فحص الثدي (الفحص الذاتي والماموجرام)
يعد فحص الثدي من أهم الفحوصات التي يجب على المرأة أن تلتزم بها بشكل دوري. تتعرض النساء في مراحل مختلفة من حياتهن إلى خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء. ولكن إذا تم اكتشافه في مراحله المبكرة، فإن فرص العلاج والشفاء تكون أعلى بكثير.
الفحص الذاتي للثدي:
الفحص الذاتي هو إجراء بسيط يمكن للمرأة القيام به في المنزل، ويعتمد على فحص الثديين باليد للتأكد من وجود أي تكتلات أو تغيرات غير طبيعية في الشكل أو الحجم. يُنصح بأداء الفحص الذاتي مرة واحدة شهريًا، ويفضل أن يتم ذلك بعد الدورة الشهرية، حيث يكون الثدي في حالته الطبيعية.
الماموجرام:
الماموجرام هو فحص بالأشعة السينية يستخدم للكشف عن الأورام أو التكتلات في الثدي. يُنصح بإجراء هذا الفحص سنويًا أو كل عامين للنساء فوق سن الأربعين. في بعض الحالات، يمكن للطبيب أن يوصي به في سن أصغر، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي.
2. فحص عنق الرحم (بابا نيكولاو)
يعتبر فحص بابا نيكولاو (Pap smear) من الفحوص الأساسية التي يجب أن تخضع لها المرأة بداية من سن 21 عامًا أو بعد النشاط الجنسي الأول. هذا الفحص البسيط يساعد في الكشف عن أي تغيرات غير طبيعية في خلايا عنق الرحم، مثل التغيرات الخلوية التي قد تشير إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم.
أهمية الفحص:
يتمثل دور فحص بابا نيكولاو في الكشف المبكر عن أي تغيرات غير طبيعية قد تؤدي إلى سرطان عنق الرحم. إذا تم اكتشاف هذه التغيرات مبكرًا، يمكن معالجتها قبل أن تتحول إلى سرطان. كما يساعد هذا الفحص في الكشف عن وجود التهابات أو عدوى قد تتسبب في مشاكل صحية أخرى إذا لم يتم علاجها.
تكرار الفحص:
يوصي الأطباء بإجراء هذا الفحص بشكل دوري كل ثلاث سنوات للنساء بين سن 21 و29 عامًا. أما بالنسبة للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30 و65 عامًا، فيُنصح بإجراء الفحص كل خمس سنوات إذا كان الفحص يتضمن اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو الفيروس الذي يرتبط بالإصابة بسرطان عنق الرحم.
3. فحص كثافة العظام
تعتبر هشاشة العظام من الأمراض التي تهدد صحة المرأة بشكل خاص مع التقدم في العمر، وخاصة بعد انقطاع الطمث. يحدث هذا المرض نتيجة لانخفاض كثافة العظام وضعفها، مما يجعلها أكثر عرضة للكسور. لذلك، يعد فحص كثافة العظام أمرًا بالغ الأهمية للكشف المبكر عن هشاشة العظام.
اختبار كثافة العظام (DEXA):
يُعد اختبار DEXA (مقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي الطاقة) من أكثر الفحوصات دقة لتقييم كثافة العظام. يتم إجراء هذا الفحص عن طريق الأشعة السينية لقياس كمية الكالسيوم والمعادن الأخرى في العظام، وخاصة في منطقة الورك والفقرات. يساعد هذا الفحص في تحديد مدى هشاشة العظام ومدى احتياج المرأة للعلاج.
أهمية الفحص:
يُوصى بهذا الفحص للنساء اللاتي تجاوزن سن الخمسين، أو اللاتي لديهن عوامل خطر للإصابة بهشاشة العظام، مثل التاريخ العائلي للمرض، أو انخفاض مستوى الكالسيوم في النظام الغذائي، أو التاريخ الطبي للكسور. إذا تم اكتشاف هشاشة العظام مبكرًا، يمكن اتخاذ التدابير اللازمة لتقويتها والوقاية من الكسور في المستقبل.
4. فحص مستوى السكر في الدم
يعد فحص مستوى السكر في الدم من الفحوص الأساسية التي يجب على كل امرأة إجراؤها بشكل دوري، خاصة إذا كانت في سن متقدمة أو إذا كان لديها تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري. يعتبر مرض السكري من النوع الثاني من الأمراض الشائعة التي تصيب النساء بشكل متزايد، ويمكن أن يسبب مضاعفات صحية خطيرة مثل أمراض القلب، والسكتات الدماغية، والفشل الكلوي.
فحص السكر الصائم:
يتم إجراء هذا الفحص بعد صيام 8 ساعات على الأقل، ويعتمد على قياس مستوى الجلوكوز في الدم. إذا كان مستوى السكر في الدم مرتفعًا بشكل مستمر، فقد يكون ذلك إشارة إلى وجود مقاومة للأنسولين أو الإصابة بمرض السكري. يُنصح بإجراء هذا الفحص سنويًا للنساء فوق سن الأربعين، أو للنساء اللواتي يعانين من السمنة أو التاريخ العائلي للمرض.
أهمية الفحص:
يساعد هذا الفحص في الكشف المبكر عن مرض السكري أو مرحلة ما قبل السكري. يمكن للتحكم في مستوى السكر في الدم من خلال تغييرات في نمط الحياة، مثل النظام الغذائي المتوازن، وممارسة الرياضة، والأدوية، أن يمنع تطور المرض ويقلل من المضاعفات الصحية الخطيرة.
الخلاصة
إجراء الفحوصات الطبية الدورية يعد أمرًا حيويًا لضمان صحة المرأة على المدى الطويل. فحوصات مثل فحص الثدي، وفحص بابا نيكولاو، وفحص كثافة العظام، وفحص مستوى السكر في الدم توفر للمرأة فرصة للكشف المبكر عن الأمراض التي قد تؤثر على حياتها. من خلال الالتزام بهذه الفحوصات الأساسية، يمكن للمرأة تقليل مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة وتحسين نوعية حياتها. لذلك، يجب على المرأة ألا تتردد في استشارة طبيبها بشأن الفحوصات المناسبة لها وفقًا لسنها وتاريخها الطبي.
