4 أفكار بسيطة للتخلص من مشاعر التوتر والعصبيَّة
في الحياة اليومية، يتعرض الكثير من الأشخاص لمواقف تجلب لهم مشاعر التوتر والعصبية، سواء كانت نتيجة للضغوطات العملية، التحديات الشخصية، أو حتى الانشغال بالأحداث اليومية. ومن المعروف أن هذه المشاعر قد تؤثر سلبًا على صحتنا النفسية والجسدية، مما يجعل من الضروري البحث عن طرق فعالة للتعامل معها. في هذا المقال، نستعرض أربع أفكار بسيطة تساعد في التخلص من مشاعر التوتر والعصبية وتحقيق راحة نفسية أفضل.
1. تقنيات التنفس العميق
تعتبر تقنيات التنفس العميق من أسهل وأبسط الطرق التي يمكن أن تسهم بشكل فعال في تخفيف مشاعر التوتر والعصبية. ففي لحظات التوتر، غالبًا ما يتسارع تنفس الشخص بشكل غير طبيعي، مما يساهم في زيادة مستويات القلق والإجهاد. إلا أن التنفس العميق يعيد تنظيم عملية التنفس ويساهم في تهدئة الجهاز العصبي.
تشير الدراسات النفسية إلى أن التنفس العميق يعمل على تحفيز الجهاز العصبي السمبثاوي، المسؤول عن التهدئة والاسترخاء. ويفضل اتباع الخطوات التالية للحصول على أقصى استفادة من هذه التقنية:
-
اجلس في مكان هادئ ومريح.
-
أغلق عينيك وركز على التنفس.
-
تنفس ببطء عبر أنفك لمدة 4 ثوانٍ.
-
امسك النفس لمدة 4 ثوانٍ.
-
ثم زفير ببطء عبر فمك لمدة 6 ثوانٍ.
-
كرر هذه العملية عدة مرات حتى تشعر بتقليص حدة التوتر.
تساعد هذه التقنية في تحقيق حالة من الاسترخاء الذهني والجسدي، وتخفض من مستويات القلق بشكل ملحوظ. يمكن استخدامها في أي وقت وأي مكان، سواء كنت في العمل، في المنزل، أو حتى أثناء التنقل.
2. ممارسة الرياضة بشكل منتظم
تعد ممارسة الرياضة واحدة من الطرق المثبتة علميًا التي تساهم في تخفيف التوتر والعصبية. فالتمارين الرياضية تُحسن من مستوى اللياقة البدنية، ولكن لها أيضًا تأثيرات إيجابية على صحتنا النفسية والعاطفية. عند ممارسة الرياضة، يُفرز الدماغ مواد كيميائية تعرف بالإندورفينات، وهي هرمونات تعمل على تحسين المزاج بشكل طبيعي، مما يساعد في تخفيف مشاعر العصبية.
على الرغم من أن الرياضة لا تحتاج إلى ساعات طويلة من الممارسة أو التمرين المكثف، إلا أن النشاط البدني المعتدل، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة، يمكن أن يكون له تأثير عميق على مستويات التوتر. في الواقع، يمكن لأقل من 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أن تُحسن المزاج وتزيد من الشعور بالراحة النفسية.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد الرياضة في تحسين جودة النوم، وهو عامل أساسي آخر في تقليل التوتر العصبي. فالنوم الجيد يساهم في استعادة الطاقة العقلية والجسدية، وبالتالي يتمكن الشخص من التعامل بشكل أفضل مع ضغوطات الحياة.
3. ممارسة التأمل واليقظة الذهنية (Mindfulness)
التأمل هو أداة فعالة أخرى للتخلص من مشاعر التوتر والعصبية. يساعد التأمل على تقليل تأثير الأفكار السلبية والتركيز على اللحظة الراهنة، مما يقلل من تأثير القلق والتوتر على العقل والجسد. تعتبر ممارسة التأمل باليقظة الذهنية (Mindfulness) إحدى أساليب التأمل التي أثبتت فعاليتها في تقليل مشاعر العصبية وتحقيق حالة من الصفاء الداخلي.
الهدف من اليقظة الذهنية هو أن يكون الشخص حاضرًا في اللحظة، دون الانشغال بالماضي أو المستقبل. ويمكن ممارسة هذه التقنية عن طريق:
-
الجلوس في مكان هادئ وتخصيص وقت معين يوميًا.
-
التركيز على التنفس أو على تفاصيل دقيقة في البيئة المحيطة مثل الأصوات أو الألوان.
-
إذا تشتت الذهن، يتم ببساطة العودة إلى التنفس أو التركيز على اللحظة الحالية.
تعمل هذه التقنية على تهدئة العقل وتخفيف التوتر، بالإضافة إلى أنها تعزز من القدرة على التأقلم مع المشاعر السلبية بشكل أفضل. ووفقًا للعديد من الدراسات، يمكن لممارسة اليقظة الذهنية أن تقلل من مستوى التوتر وتزيد من قدرة الشخص على مواجهة الضغوطات اليومية.
4. تخصيص وقت للراحة والترفيه
في كثير من الأحيان، يكون التوتر نتيجة لشعور الشخص بالإرهاق المستمر بسبب العمل أو المسؤوليات اليومية. لذلك، يعتبر تخصيص وقت للراحة والترفيه أمرًا بالغ الأهمية لصحة الجسم والعقل. هذا الوقت يمكن أن يتضمن نشاطات تساعد الشخص على الاسترخاء بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية مثل مشاهدة فيلم مريح، قراءة كتاب، أو قضاء وقت مع العائلة أو الأصدقاء.
من المهم أن يعترف الشخص بأهمية الراحة والترفيه كجزء أساسي من حياته اليومية، بدلاً من الاستمرار في العمل أو المسؤوليات دون أخذ قسط من الراحة. فعدم منح النفس فرصة للاسترخاء يمكن أن يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والجسدية على المدى الطويل. ولهذا السبب، يجب أن يسعى الجميع لتخصيص وقت يومي أو أسبوعي لأنشطة مريحة تمنحهم الطاقة وتجدد قدرتهم على التعامل مع التحديات الحياتية.
خلاصة
مشاعر التوتر والعصبية ليست بالضرورة شيء يمكن تجاهله أو التعايش معه لفترات طويلة. من خلال اتباع بعض الطرق البسيطة مثل تقنيات التنفس العميق، ممارسة الرياضة، التأمل، وتخصيص وقت للراحة، يمكننا التخلص من هذه المشاعر السلبية والحفاظ على صحة نفسية جيدة. تعتبر هذه الأفكار أدوات بسيطة لكنها فعّالة للغاية في تحسين جودة حياتنا وتقليل مستوى التوتر في مواقف الحياة اليومية.
