في جولة فريدة داخل أسرار السماء، نتجول اليوم في إحدى ألبا الكون، لنلقي نظرة متأملة على كوكب يحمل اسمه الساطع، 30 Arietis B b. يعد هذا الكوكب إحدى المعجزات الكونية التي اكتشفت في عام 2009، حين كانت أعين العلماء تتأمل أعماق السماء بعيدًا عن الضوضاء الأرضية.
يتمتع هذا العملاق الغازي بموقع فريد في السماء، حيث يبعد عنا بمسافة تبلغ 146.0 سنة ضوئية. إن سطوعه النجمي يتلألأ في سماء الليل بقوة، حيث يُقدر بـ 7.09209 درجة من السطوع المطلق. هذا اللمعان الذي يعكسه يضيء الليل ويروي لنا حكاية الكواكب والنجوم في عرض فضائنا اللامتناهي.
بينما يندرج 30 Arietis B b ضمن فئة العمالقة الغازية، حيث ينتمي إلى عائلة الكواكب التي تتميز بتكوينها الرئيسي من الغازات، وبالتالي فإنه يشبه في هيكله كواكبنا العملاقة مثل المشتري. تمتلك هذه العمالقة الغازية سحرًا فريدًا في تكوينها، حيث يتنوع الألوان والأنماط في جوها الكثيف والغامض.
لكن السحر لا يتوقف هنا، فالاكتشاف الرائع لهذا العالم البعيد يأتي بالتفاصيل الدقيقة التي تجعله فريدًا بحق. يبلغ كتلة 30 Arietis B b مضاعفًا مذهلاً قدره 13.82 مرة تلك الخاصة بالمشتري، مما يمنحه وزنًا فلكيًا يتحدى حدود الخيال. أما قطره، فيبلغ مضاعفًا طفيفًا قدره 1.1 مرة من قطر المشتري، ما يجعله يبرز بشكل خاص في سماء هذا الكوكب البعيد.
تدور 30 Arietis B b حول نجمه الأم، بمسار دائري يبلغ نصف قطره 0.99 وحدة فلكية. يتجسد زمن دورانه في فترة تبلغ 0.9174538 سنة، ما يضفي عليه حركة غريبة وجذابة في سماء مجرتنا.
وكأي كوكب آخر يستعرض جماله في فضاءنا، يكتنف 30 Arietis B b سرًا يكشف عنه بتفاصيله المدهشة. تم اكتشافه باستخدام أسلوب الكشف عبر السرعة الشعاعية، حيث يتم رصد الاهتزازات الدقيقة في سطح النجم الأم نتيجة لحركة الكوكب حوله. هذا الأسلوب الدقيق يمكن العلماء من استنتاج خصائص الكواكب البعيدة دون الحاجة إلى رؤيتها بشكل مباشر.
إن 30 Arietis B b يكمن ككنز في سماء الليل، يروي لنا قصة عن الكواكب البعيدة وتعقيدات الكون. هو عالم غامض يحمل في طياته أسرارًا لا تزال تلهم العلماء والرواد في رحلة استكشاف تمتد إلى أبعد نقاط الكون.