علماء هارفارد: 3 أشياء تزيد سعادتك إذا فعلتها اليوم
في عالم مليء بالضغوط والتحديات اليومية، يبحث العديد من الناس عن الطرق التي تساعدهم على تحسين حياتهم وزيادة سعادتهم. لطالما كان موضوع السعادة يشغل العلماء، وقد أجرى العديد من الدراسات المتعمقة لفهم العوامل التي تؤثر على شعور الفرد بالراحة النفسية والسعادة. على رأس هذه المؤسسات العلمية، كانت جامعة هارفارد، التي تحتل مكانة مرموقة في مجال البحث النفسي والسلوكي، حيث تمكن العلماء فيها من تحديد ثلاث أشياء يمكن أن تساعد الأشخاص على زيادة سعادتهم وتحقيق حياة أكثر توازنًا ورضا.
في هذا المقال، سنستعرض ثلاث ممارسات أو أشياء بسيطة يمكن أن تزيد من مستوى السعادة إذا تم تبنيها في حياتنا اليومية، وفقًا لأبحاث علماء هارفارد.
1. التعبير عن الامتنان بانتظام
أظهرت الأبحاث النفسية التي أجراها علماء هارفارد أن الامتنان له تأثير كبير على الصحة النفسية وجودة الحياة. إذا تمكنا من تخصيص لحظات يومية للتعبير عن الامتنان، فإن هذا سيؤدي إلى تحسين مزاجنا وزيادة سعادتنا بشكل ملحوظ.
أثر الامتنان على الدماغ
الامتنان له تأثير مباشر على الدماغ، حيث يعزز إطلاق المواد الكيميائية المسؤولة عن الشعور بالراحة مثل “الدوبامين” و”السيروتونين”، وهما هرمونات تلعب دورًا في تحسين المزاج والشعور بالرفاهية. الدراسات أكدت أن الأشخاص الذين يكتبون أو يتحدثون عن أشياء يشعرون بالامتنان لها، حتى لو كانت بسيطة، يواجهون مستويات أقل من التوتر والاكتئاب.
كيف يمكن ممارسة الامتنان؟
يمكنك ممارسة الامتنان عبر تخصيص وقت يومي لتدوين ثلاث أشياء تشعر بالامتنان تجاهها. هذا لا يقتصر على الأشياء الكبيرة في الحياة، مثل النجاح في العمل أو الوصول إلى أهدافك الشخصية، بل يشمل أيضًا اللحظات الصغيرة التي تجلب لك السعادة مثل فنجان القهوة المفضل لديك، أو لحظة هادئة مع العائلة. هذه الممارسة تساعدك على إعادة ترتيب أولوياتك في الحياة والتركيز على الجوانب الإيجابية، مما يؤدي إلى رفع مستويات السعادة بشكل عام.
2. ممارسة النشاط البدني بانتظام
من بين التوجهات الأساسية التي أكد عليها علماء هارفارد في بحوثهم حول السعادة، كان النشاط البدني المنتظم أحد العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الدماغ والجسد. إن ممارسة التمارين الرياضية لا تعود بالنفع فقط على الجسم بل على العقل أيضًا. ففي دراسة طويلة الأمد، تبين أن الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام يشعرون بمستويات أعلى من السعادة مقارنة بمن لا يمارسون الرياضة.
كيف تؤثر الرياضة على السعادة؟
عند ممارسة الرياضة، يتم إفراز مواد كيميائية في الدماغ تعرف باسم “الإندورفينات”، وهي مركبات تعمل على تقليل الشعور بالتوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج العام. كما تؤدي الرياضة إلى زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، مما يساعد على تحسين الوظائف العقلية والقدرة على التركيز.
أي نوع من الرياضة يجب ممارسته؟
ليست هناك حاجة لممارسة تمارين مكثفة؛ حتى الأنشطة البسيطة مثل المشي أو ركوب الدراجة أو اليوغا يمكن أن تكون مفيدة. تشير الأبحاث إلى أن التمرين المنتظم، حتى لو كان لمدة 20 إلى 30 دقيقة يوميًا، يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في الحالة المزاجية على مدار فترة زمنية.
الفوائد النفسية للرياضة
إلى جانب الفوائد الجسمانية، توفر الرياضة أيضًا فرصة للهروب من التوترات اليومية، إذ تساعد على تحسين نوعية النوم، وتزيد من مستويات الطاقة، كما تمنح الشخص إحساسًا بالإنجاز والرضا، مما يعزز شعوره بالسعادة.
3. بناء علاقات اجتماعية قوية
من العوامل التي تم التأكيد عليها في دراسات هارفارد أيضًا، هي أهمية بناء علاقات اجتماعية قوية مع الأشخاص من حولنا. تعتبر العلاقات الإنسانية واحدة من الركائز الأساسية لتحقيق السعادة. في أحد أكبر الدراسات التي أُجريت في جامعة هارفارد، تم تتبع حياة آلاف الأشخاص على مدار عقود من الزمن، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم روابط اجتماعية قوية يتمتعون بحياة أكثر سعادة وصحة.
أهمية العلاقات الاجتماعية للسعادة
العلاقات القوية توفر لنا الدعم العاطفي والاجتماعي الذي نحتاجه لمواجهة تحديات الحياة. يشعر الأفراد الذين يتمتعون بشبكة من الأصدقاء والعائلة بالدعم العاطفي في الأوقات الصعبة، مما يقلل من الشعور بالوحدة والعزلة. كما أن التواصل الاجتماعي يعزز من الشعور بالانتماء والقبول، وهما من العوامل الأساسية التي تساعد على تحسين جودة الحياة وزيادة السعادة.
كيف نبني علاقات اجتماعية قوية؟
لا يحتاج الأمر إلى شبكة كبيرة من الأصدقاء، بل تكمن الأهمية في بناء علاقات حقيقية ومبنية على الثقة والتفاهم. يمكن أن تبدأ هذه العملية بالاهتمام بالأشخاص المقربين منك، سواء كانوا أفرادًا من العائلة أو أصدقاء أو زملاء في العمل. البقاء على اتصال منتظم مع هؤلاء الأشخاص ومشاركتهم في الأنشطة اليومية يعزز العلاقة ويزيد من الشعور بالاتصال والراحة النفسية.
خاتمة
إن السعي لتحقيق السعادة ليس أمرًا معقدًا، بل يمكن أن يكون شيئًا بسيطًا يعتمد على تعديلات صغيرة في عاداتنا اليومية. إذا كنت تبحث عن زيادة سعادتك، فإن علماء هارفارد يقدمون لك ثلاث نصائح هامة:
-
التعبير عن الامتنان بانتظام: من خلال تحديد وتقدير الأشياء الصغيرة في حياتك التي تجلب لك السعادة.
-
ممارسة النشاط البدني: حتى وإن كان بتمارين بسيطة، فإن الرياضة تؤثر إيجابيًا على صحتك الجسدية والعقلية.
-
بناء علاقات اجتماعية قوية: من خلال الاهتمام بالعلاقات الإنسانية التي تعتبر مصدراً كبيراً للدعم العاطفي.
بتطبيق هذه النصائح اليوم، ستتمكن من الشعور بتحسن ملحوظ في حياتك اليومية، وتحقيق مزيد من التوازن الداخلي والراحة النفسية.
