3 خطوات لاكتساب عادات جديدة
تعتبر العادات جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان اليومية، فهي تشكل الطريقة التي يتصرف بها الفرد ويعيش بها. ومع ذلك، قد يجد الكثيرون صعوبة في تغيير أو اكتساب عادات جديدة، سواء كانت عادات صحية، تنظيمية، أو مهنية. في هذا المقال، سنستعرض ثلاث خطوات رئيسية يمكن أن تساعد الأفراد في اكتساب عادات جديدة بشكل مستدام وفعّال.
1. ابدأ بخطوات صغيرة ومحددة
أحد أكبر الأخطاء التي يقع فيها الأشخاص عند محاولة اكتساب عادة جديدة هو التوجه نحو تغيير جذري وفوري. غالبًا ما يشعر الشخص بالإحباط إذا لم يتمكن من التكيف بسرعة مع هذه التغييرات الكبيرة. لذا، تكمن الخطوة الأولى لاكتساب عادات جديدة في البدء بخطوات صغيرة وسهلة.
من خلال هذا الأسلوب، يستطيع الشخص تجنب الشعور بالضغط أو الفشل بسبب الأهداف غير الواقعية. على سبيل المثال، إذا كان الهدف هو ممارسة الرياضة بانتظام، فلا يجب البدء بممارسة التمارين الرياضية الشاقة يوميًا منذ البداية. بدلاً من ذلك، يمكن البدء بحصة صغيرة من التمارين لمدة خمس دقائق يوميًا. تدريجيًا، يمكن زيادة الوقت والجهد مع مرور الوقت حتى تصبح هذه العادة جزءًا راسخًا في الحياة اليومية.
هذا المبدأ يعتمد على فكرة أن العقول البشرية تفضل التقدم البسيط والمتواصل على التغييرات الجذرية التي يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالإرهاق أو الإحباط.
2. استخدم قاعدة الدقيقتين
قاعدة الدقيقتين هي إحدى الأدوات الفعالة التي يستخدمها العديد من الأشخاص لاكتساب عادات جديدة. تقوم الفكرة على أنه إذا كان هناك شيء يمكن أن يتم في دقيقتين أو أقل، يجب أن يتم فورًا دون تأجيل. الهدف من هذه القاعدة هو تقليل الحواجز النفسية التي تجعل الشخص يماطل أو يؤجل المهام.
على سبيل المثال، إذا كانت العادة التي تريد اكتسابها هي القراءة، يمكنك أن تبدأ بتحديد هدف بسيط مثل قراءة صفحة واحدة فقط يوميًا. بعد مرور الوقت، ستكون قد أكملت العديد من الكتب لمجرد أنك قمت بتخصيص دقائق قليلة من وقتك بشكل يومي. يتيح لك هذا الأسلوب البدء في ممارسة العادة دون الحاجة إلى الشعور بالعبء أو التحدي الكبير. إن الفكرة الرئيسية من قاعدة الدقيقتين هي أنها تبني عادة جديدة بشكل تدريجي، حيث يصبح من السهل لاحقًا زيادة الوقت والجهد المخصصين لهذه العادة.
القاعدة لا تقتصر فقط على الأنشطة التي تتطلب وقتًا طويلاً، بل يمكن تطبيقها أيضًا على المهام اليومية التي نميل إلى تأجيلها مثل تنظيم المكتب، تنظيف الأماكن المحيطة، أو حتى الرد على رسائل البريد الإلكتروني.
3. اخلق بيئة داعمة تحفز على الاستمرارية
إن البيئة المحيطة بالفرد تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز أو تقويض العادات الجديدة. لذا، من المهم أن يحرص الشخص على تعديل البيئة التي يعيش فيها بطريقة تدعم العادة التي يرغب في اكتسابها. هذا يشمل التفاعل مع الأشخاص الذين يشاركونه نفس الأهداف، وإزالة المشتتات، وتوفير الأدوات التي تسهل ممارسة العادة.
على سبيل المثال، إذا كان الشخص يريد أن يكتسب عادة تناول الطعام الصحي، فيجب عليه البدء بتخزين الأطعمة الصحية في المنزل وعدم الاحتفاظ بالأطعمة الغير صحية التي قد تكون مصدرًا للإغراء. من خلال خلق بيئة داعمة، يصبح من السهل التمسك بالعادات الجديدة دون الإحساس بالمقاومة.
كما يمكن أن تساعد هذه البيئة الداعمة في زيادة الدافع للاستمرار. على سبيل المثال، يمكن الانضمام إلى مجموعات دعم أو مشاركة الأهداف مع الأصدقاء أو أفراد العائلة. وجود شخص آخر يدعمك في هدفك يعزز من فرص النجاح ويزيد من التزامك.
إضافةً إلى ذلك، فإن التخلص من المحفزات التي تؤدي إلى العادات القديمة غير المرغوب فيها، مثل ترك التلفاز أو الهواتف الذكية بعيدًا عن مكان ممارسة الرياضة أو العمل، يسهم في تعزيز البيئة المناسبة. الفكرة الأساسية هي أن الشخص يجب أن يحيط نفسه بعوامل تحفزه على الاستمرار بدلاً من أن تشتت انتباهه عن الهدف المنشود.
الخلاصة
باستخدام هذه الخطوات الثلاث البسيطة، يمكن لأي شخص أن يبدأ في اكتساب عادات جديدة بشكل فعال وملموس. البداية بخطوات صغيرة تجعل العادة الجديدة أكثر قابلية للتنفيذ والاستمرار، بينما تساعد قاعدة الدقيقتين في تجاوز المماطلة والتأجيل، وأخيرًا فإن خلق بيئة داعمة يعزز من دافع الشخص ويبني شبكة من المحفزات التي تسهل النجاح. إن التمسك بهذه الخطوات سيؤدي بالتأكيد إلى تحولات إيجابية في حياة الفرد على المدى الطويل، ويزيد من القدرة على التحمل والمثابرة لتحقيق الأهداف الشخصية.
