3 أخطاء رئيسية يجب تجنبها في يوم تقدير الموظفين
يعد “يوم تقدير الموظفين” من الفعاليات المهمة التي يتم تنظيمها في العديد من الشركات والمؤسسات بهدف التعبير عن الامتنان والشكر للموظفين على جهودهم المستمرة وعملهم الدؤوب. هذا اليوم يمثل فرصة ذهبية لتحفيز الفريق وتعزيز علاقات العمل بين الموظفين والإدارة. ومع ذلك، يمكن أن تتحول هذه الفعالية إلى تجربة محبطة إن لم تتم إدارتها بشكل صحيح. في هذا المقال، سنتناول ثلاثة أخطاء رئيسية يجب تجنبها أثناء تنظيم يوم تقدير الموظفين، مع تقديم حلول فعّالة لضمان نجاح هذا اليوم وتحقيق أهدافه.
الخطأ الأول: عدم تخصيص التقدير لكل موظف بشكل فردي
من الأخطاء الشائعة التي قد تحدث في يوم تقدير الموظفين هو التعامل مع جميع الموظفين على قدم المساواة دون الأخذ في الاعتبار تفرد كل موظف. في بعض الأحيان، قد تلجأ الشركات إلى تقديم الهدايا أو الجوائز الجماعية التي تشمل الجميع دون النظر إلى الإنجازات الفردية أو مساهمات الموظفين المميزة. هذا النوع من التقدير قد يجعل الموظفين يشعرون بعدم التقدير الفعلي لجهودهم، مما ينعكس سلبًا على معنوياتهم.
على سبيل المثال، إذا كانت هناك مجموعة من الموظفين الذين قدموا أداءً استثنائيًا أو حققوا إنجازات ملحوظة في الفترة الأخيرة، فإن تقديم التقدير الجماعي لجميع الأفراد في الفريق قد يثير مشاعر الاستياء لدى هؤلاء الموظفين. من المهم أن يعرف الموظف أن تقديره لمجهوده قد تم ملاحظته بشكل شخصي، وبدون هذا الشعور بالخصوصية، يمكن أن تفقد الفعالية هدفها.
الحلول:
-
تخصيص التقدير: من الأفضل تخصيص جزء من يوم تقدير الموظفين للاحتفاء بالإنجازات الفردية، حيث يمكن تكريم الموظفين المتميزين بجوائز أو شكر علني.
-
رسائل شخصية: يمكن إرسال رسائل شكر شخصية لكل موظف، وتوضيح كيف أن عمله كان له تأثير إيجابي على الفريق أو الشركة.
-
الاعتراف بالإنجازات الخاصة: بدلاً من تقديم هدايا جماعية، يمكن تخصيص جوائز لموظفين معينين بناءً على إنجازاتهم، مما يمنحهم شعورًا بالتميّز.
الخطأ الثاني: عدم خلق بيئة احتفالية حقيقية
يعتبر يوم تقدير الموظفين فرصة لإنشاء بيئة احتفالية ترفع من روح الفريق وتساهم في تعزيز العلاقات بين الموظفين والإدارة. إلا أن بعض الشركات تقصر هذه الفعالية على كلمات شكر سريعة أو رسائل مكتوبة دون أي نشاطات حقيقية تجعل اليوم ممتعًا ومميزًا. هذا قد يؤدي إلى شعور الموظفين بأن اليوم مجرد إجراء شكلي لا يحمل أي قيمة حقيقية.
إذا كانت الفعالية غير محفزة أو ممتعة، فإن الموظفين لن يشعروا بالحماسة للمشاركة في مثل هذه الأنشطة في المستقبل، بل قد يرونها عبئًا إضافيًا. لذا، من المهم أن تكون هذه الفعاليات مليئة بالأنشطة الترفيهية التي تتناسب مع ثقافة الشركة واهتمامات الموظفين.
الحلول:
-
تنظيم أنشطة جماعية: يمكن تنظيم فعاليات مثل مسابقات الفريق، أو الأنشطة الترفيهية التي تساعد في بناء روح التعاون والتفاعل بين الموظفين. يمكن أن تشمل هذه الأنشطة ألعابًا أو ورش عمل تفاعلية.
-
إقامة حفل تقدير: يجب تنظيم حفل احتفالي بسيط، يمكن أن يتضمن عروضًا تقديمية أو فقرات ترفيهية، حيث يتم تكريم الموظفين بطريقة تليق بإنجازاتهم.
-
طعام ومشروبات مميزة: من المهم أن تشمل هذه الفعاليات تقديم الطعام والمشروبات التي تفضّلها الأغلبية، سواء كان ذلك طعامًا تقليديًا أو خفيفًا. وجود عناصر بسيطة من الترفيه كالموسيقى أو العروض الخاصة يمكن أن يساعد في خلق أجواء احتفالية حقيقية.
الخطأ الثالث: تجاهل تأثير التقدير المستمر
يوم تقدير الموظفين هو مجرد مناسبة واحدة في السنة. لكن الاعتراف بجهود الموظفين يجب أن يكون عملية مستمرة وطويلة الأمد، ولا يقتصر فقط على يوم معين. بعض الشركات تقوم بتنظيم يوم تقدير الموظفين بشكل موسمي ولكن دون أن يتبع ذلك أي نوع من التقدير المستمر على مدار العام. هذا يؤدي إلى شعور الموظفين بأن التقدير ليس حقيقيًا أو أنه مجرد إجراء شكلي.
تجاهل التقدير المستمر يمكن أن يؤدي إلى تراجع في دافعية الموظفين، حيث يبدأون في الشعور بأن الشركة لا تقدّرهم بشكل دائم وأن الاحتفاء بهم ليس إلا عرضًا موسميًا لا يعكس تقديرًا حقيقيًا. التقدير المنتظم والمستمر يساعد في بناء ثقافة من الشكر والامتنان داخل الشركة، مما يعزز من بيئة العمل الإيجابية.
الحلول:
-
تقدير مستمر: يجب أن يكون التقدير جزءًا من الثقافة اليومية في العمل. يمكن أن يتضمن ذلك تقديم الشكر العلني في الاجتماعات، أو الاعتراف بالإنجازات الصغيرة في كل أسبوع.
-
برامج تحفيزية دورية: يمكن أن يتم إنشاء برامج تحفيزية مستمرة، مثل “موظف الشهر” أو جوائز تقدير أسبوعية، وذلك لضمان أن الموظفين يشعرون بالتقدير طوال العام.
-
إشراك القيادة العليا: من المفيد أن يكون لدى القيادة العليا في الشركة سياسة تقدير مستمرة للمجهودات الفردية والجماعية. إشراك القادة في تقدير الموظفين يعزز من مصداقية التقدير ويجعله أكثر تأثيرًا.
الخاتمة
إن يوم تقدير الموظفين يجب أن يكون أكثر من مجرد يوم لإعطاء الهدايا أو الكلمات الجوفاء. يجب أن يكون هذا اليوم فرصة حقيقية لبناء علاقات مستدامة من التقدير والاحترام داخل الفريق. من خلال تجنب الأخطاء التي تم ذكرها، مثل عدم تخصيص التقدير بشكل فردي، وتجاهل خلق بيئة احتفالية حقيقية، وعدم التأكد من التقدير المستمر، يمكن أن يصبح هذا اليوم أكثر تأثيرًا ويعزز من معنويات الموظفين ويحفزهم على تقديم أفضل أداء ممكن.
