أعراض ارتفاع السكر في الدم

أعراض ارتفاع نسبة السكر في الدم: أسبابها، تأثيراتها، وطرق التعامل معها

يعد ارتفاع نسبة السكر في الدم أو ما يعرف بـ “ارتفاع الجلوكوز” من أكثر الحالات الصحية التي تؤثر على الأفراد في جميع أنحاء العالم. ومن المعروف أن السكري، سواء كان النوع الأول أو النوع الثاني، هو السبب الرئيسي في الإصابة بهذه الحالة، لكن هناك أيضاً العديد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم. وعلى الرغم من أن هذه الحالة يمكن أن تكون غير مؤلمة في البداية، إلا أن تأثيراتها قد تكون شديدة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.

ما هو ارتفاع نسبة السكر في الدم؟

ارتفاع نسبة السكر في الدم يحدث عندما يكون هناك فائض من الجلوكوز (أو السكر) في مجرى الدم. في الوضع الطبيعي، يقوم الجسم باستخدام الجلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة، ويعتمد في ذلك على هرمون الأنسولين الذي تفرزه غدة البنكرياس. لكن عندما لا يستطيع الجسم إنتاج كمية كافية من الأنسولين أو عندما لا يستطيع الأنسولين القيام بوظائفه بشكل فعال، يصبح الجلوكوز غير قادر على الدخول إلى الخلايا، مما يؤدي إلى تراكمه في الدم.

تختلف الأعراض بحسب شدة الحالة وطول المدة التي يستمر فيها ارتفاع السكر في الدم. وفي الحالات غير المعالجة، يمكن أن يؤدي ارتفاع السكر المزمن إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل أمراض القلب، تلف الأعصاب، والفشل الكلوي.

أسباب ارتفاع نسبة السكر في الدم

تتنوع الأسباب التي قد تؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، ويمكن تلخيص أبرزها في النقاط التالية:

1. السكري النوع الأول والنوع الثاني: في النوع الأول من السكري، يكون الجسم غير قادر على إنتاج الأنسولين بسبب تدمير الخلايا المسؤولة عن إنتاجه في البنكرياس. أما في النوع الثاني، فيصبح الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بشكل فعال، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.

2. الإجهاد البدني والعاطفي: يمكن أن يؤدي التوتر والقلق إلى زيادة إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يعزز من ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم.

3. نظام غذائي غير صحي: تناول كميات كبيرة من الأطعمة عالية السكر والكربوهيدرات المكررة يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم.

4. نقص النشاط البدني: عدم ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز بشكل فعال.

5. أدوية معينة: بعض الأدوية مثل المنشطات، وبعض أدوية الأمراض النفسية، وأدوية ارتفاع ضغط الدم قد تتسبب في زيادة مستويات السكر في الدم.

6. مشاكل صحية أخرى: بعض الحالات الطبية مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو التهابات الجسم يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

أعراض ارتفاع نسبة السكر في الدم

تختلف الأعراض من شخص لآخر، وتعتمد على درجة ارتفاع السكر في الدم ومدة استمراره على هذا النحو. في البداية قد لا يلاحظ الشخص أي أعراض واضحة، ولكن مع مرور الوقت قد تبدأ الأعراض في الظهور، وهي تشمل:

1. العطش الشديد: من أبرز الأعراض التي تصاحب ارتفاع السكر في الدم هو الشعور بالعطش المستمر، والذي لا يزول رغم شرب كميات كبيرة من الماء. يحدث هذا لأن الجسم يحاول التخلص من الجلوكوز الزائد عن طريق البول، مما يؤدي إلى فقدان السوائل وزيادة العطش.

2. التبول المتكرر: مع ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، يبدأ الجسم في محاولة التخلص منه عن طريق البول. وبالتالي، يشعر الشخص بالحاجة للتبول بكثرة، ويزداد معدل التبول في الليل أيضًا.

3. التعب والإرهاق: أحد الأعراض الشائعة هو الشعور بالتعب الشديد أو الإرهاق، حتى عند عدم بذل أي جهد كبير. يحدث هذا لأن الجسم لا يستطيع استخدام الجلوكوز بشكل صحيح، مما يؤدي إلى نقص الطاقة التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه الطبيعية.

4. فقدان الوزن غير المبرر: رغم أن الشخص قد يأكل بشكل طبيعي أو حتى أكثر من المعتاد، إلا أنه قد يعاني من فقدان الوزن بسبب أن الجسم يبدأ في تكسير الدهون والعضلات للحصول على الطاقة بدلاً من استخدام الجلوكوز.

5. رؤية ضبابية: ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يؤثر على الأوعية الدموية في العين، مما يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية أو رؤية ضبابية. في بعض الحالات المتقدمة، قد يؤدي ارتفاع السكر المستمر إلى مشاكل دائمة في الرؤية.

6. الشعور بالجوع المفرط: بالرغم من تناول الطعام بشكل منتظم، يعاني الشخص المصاب بارتفاع السكر في الدم من الجوع المفرط نتيجة فشل الجسم في استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة.

7. التهيج والتقلبات المزاجية: الأفراد الذين يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم قد يشعرون بتقلبات مزاجية حادة وعصبية، وهو ما يرتبط بتأثير الجلوكوز على الدماغ والنظام العصبي.

8. الجلد الجاف والحكة: ارتفاع السكر في الدم قد يؤدي إلى جفاف الجلد وزيادة الشعور بالحكة. كما يمكن أن تتعرض البشرة لالتهابات وتشققات سهلة.

9. بطء شفاء الجروح: نتيجة لضعف الدورة الدموية التي يسببها ارتفاع السكر المزمن، قد يعاني الشخص من بطء شفاء الجروح أو العدوى.

10. التهابات متكررة: من أبرز الأعراض المرتبطة بارتفاع السكر في الدم هي التهابات المسالك البولية أو الجلدية، وهي أمراض شائعة بين مرضى السكري.

11. الحماض الكيتوني السكري: في الحالات المتقدمة من ارتفاع السكر في الدم، قد يتعرض الشخص إلى الحماض الكيتوني السكري، الذي يحدث عندما يبدأ الجسم في تكسير الدهون لإنتاج الطاقة بدلاً من الجلوكوز. هذا يؤدي إلى تراكم الأحماض في الدم، ويصبح الشخص عرضة للإغماء أو الدخول في حالة غيبوبة.

تشخيص ارتفاع نسبة السكر في الدم

لتشخيص ارتفاع مستويات السكر في الدم، يعتمد الأطباء على عدة اختبارات لتحديد مدى ارتفاع الجلوكوز في الدم. تشمل هذه الاختبارات:

1. اختبار الجلوكوز العشوائي: يُقاس فيه مستوى السكر في الدم في أي وقت خلال اليوم، بغض النظر عن موعد آخر وجبة.

2. اختبار الجلوكوز الصائم: يتطلب هذا الاختبار صيام الشخص لمدة 8 ساعات قبل أخذ عينة من الدم لقياس مستويات السكر.

3. اختبار تحمل الجلوكوز الفموي: يتطلب هذا الاختبار شرب محلول سكري، ثم قياس مستوى الجلوكوز في الدم بعد ساعتين.

4. الهيموجلوبين السكري (HbA1c): هذا الاختبار يعكس متوسط مستوى السكر في الدم على مدار الشهرين إلى الثلاثة أشهر الماضية.

التعامل مع ارتفاع نسبة السكر في الدم

يمكن الوقاية من ارتفاع السكر في الدم أو التعامل معه بفعالية من خلال:

1. تعديل النظام الغذائي: من خلال تناول غذاء متوازن منخفض السكر والكربوهيدرات، مثل تناول الأطعمة الغنية بالألياف.

2. ممارسة التمارين الرياضية: يساعد النشاط البدني في زيادة قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز بشكل أفضل.

3. متابعة مستوى السكر في الدم بانتظام: يمكن للأشخاص الذين يعانون من السكري متابعة مستويات السكر لديهم باستخدام أجهزة قياس السكر في الدم.

4. تناول الأدوية الموصوفة: في بعض الحالات، قد يحتاج الأشخاص إلى الأنسولين أو أدوية أخرى لتنظيم مستوى السكر في الدم.

خاتمة

يعتبر ارتفاع نسبة السكر في الدم من المشكلات الصحية التي تحتاج إلى مراقبة دقيقة وعلاج فعال لتجنب المضاعفات الصحية المستقبلية. من المهم أن يتم تشخيص الحالة مبكرًا والعمل على إجراء التعديلات اللازمة في نمط الحياة والأدوية اللازمة للحد من تأثيراته.