في عام 1982، تاريخ محفور في ذاكرة الشرق الأوسط، صدر كتاب “1982 عام الاجتياح – لبنان والقدس والجولان في مجلس الأمن: القرار 508 والقرار 520” من تأليف الكاتب غسان تويني. يعتبر هذا الكتاب لوحة فنية ترسم بدقة تفاصيل الأحداث المأساوية التي شهدتها المنطقة خلال ذلك العام الحافل بالتحولات والصراعات.
على صفحات هذا العمل السياسي الرائع، يأخذنا تويني في رحلة معرفية مكثفة ومفصلة، حيث يستعرض ببراعة وعمق تاريخ الاجتياحات التي شهدتها لبنان والقدس والجولان، مسلطًا الضوء على الأحداث الرئيسية التي وقعت في تلك الفترة الزمنية المحورية. يتناول الكتاب بشكل خاص قرارات مجلس الأمن رقم 508 ورقم 520، فتحليله لهذين القرارين يعكس عمق فهمه للسياق الدولي والتداولات السياسية التي سبقت واتبعت هذه القرارات.
تأتي معلومات الكتاب ككنز من التحقيقات والشهادات، حيث يقوم تويني بفتح أبواب الفهم للقراء، يرسم لهم خلفية مفصلة حول الأحداث والتفاصيل التي كانت تتراكم في ذلك الزمان الحرج. تجسد صفحات الكتاب التحليل السياسي والتاريخي العميق، مع تقديم رؤية فريدة ومثيرة حول الأحداث التي شكلت مسار المنطقة.
الكتاب الذي صدر عن دار النهار للنشر والتوزيع يتميز بتقديمه بغلاف عادي، ما يعكس رغبة الكاتب في تسليط الضوء على جوانب الحقيقة والوقائع دون توريط أو تضخيم. يصنف هذا العمل ضمن الكتب السياسية، وتحديداً في فئة السياسة الدولية، حيث يتيح للقارئ فرصة استكشاف أعماق الأحداث الدولية وفهم السياق الذي أدى إلى صدور تلك القرارات المصيرية.
بإجمال، يعتبر كتاب “1982 عام الاجتياح” لغسان تويني مرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بالشؤون الدولية، حيث يمزج بين الوقائع التاريخية والتحليل السياسي بأسلوب يجمع بين القوة الوصفية والعمق الفكري، مما يجعله عملاً فريدًا ولافتًا في ميدان الأدب السياسي.