15 قاعدة للإتيكيت يجب على الأهل تعليمها لأولادهم
يعد الإتيكيت أو ما يُعرف بـ”آداب السلوك” من الأساسيات التي ينبغي أن يتعلمها الأطفال منذ الصغر. فإلى جانب العلم والمعرفة، يُعد تعليم الطفل كيفية التصرف بشكل لائق في مختلف المواقف الاجتماعية خطوة هامة لبناء شخصيته. إن الإتيكيت لا يتعلق فقط بمعرفة القواعد الرسمية، بل يشمل أيضاً تنمية الشعور بالاحترام تجاه الآخرين وفهم أهمية التعامل بأدب ولباقة.
من هنا، يجد الأهل أنفسهم أمام مهمة كبيرة تتطلب إرشاد أطفالهم نحو اكتساب هذه القيم وتطبيقها في حياتهم اليومية. لهذا نقدم 15 قاعدة للإتيكيت يجب على الأهل تعليمها لأولادهم، تساهم بشكل فعال في تطوير سلوكهم الاجتماعي وتعزيز قدراتهم على التعامل في مختلف المواقف.
1. التحية والاحترام عند لقاء الآخرين
يعد تعلم التحية من أولى المهارات الاجتماعية التي يجب على الطفل تعلمها. إذ ينبغي على الأهل تعليم أطفالهم كيفية تحية الآخرين بشكل لائق. بدايةً من تحية الصباح مثل “صباح الخير”، ومروراً بتحية السلام، وصولاً إلى الابتسام عند لقاء أي شخص. ويجب أن يُشجع الأطفال على احترام الآخرين من خلال هذه التحيات، خاصةً كبار السن أو الأشخاص الذين قد يلتقون بهم لأول مرة.
2. الاهتمام بالكلام المهذب
يجب أن يُعلم الطفل منذ الصغر أهمية استخدام الكلمات المهذبة مثل “من فضلك”، “شكراً”، “عفواً”. ففي المجتمع الذي يعزز القيم الاجتماعية، تُعتبر هذه الكلمات بمثابة علامات على احترام الآخرين. يعلم الإتيكيت الطفل أن يُظهر الاحترام من خلال ألفاظه، مما يساهم في بناء علاقة إيجابية مع الآخرين.
3. الاعتذار عند الخطأ
الاعتذار هو سلوك أساسي يجب على الأطفال تعلمه في سن مبكرة. عندما يخطئ الطفل في حق شخص آخر، يجب أن يتعلم كيفية الاعتذار بشكل صادق. الاعتذار ليس فقط لتخفيف التوترات، بل هو أيضا مظهر من مظاهر النضج والقدرة على تحمل المسؤولية. تعليم الطفل كيفية الاعتذار يزرع فيه القيم الإنسانية التي تؤكد أهمية إظهار الندم عند ارتكاب الأخطاء.
4. التصرف بأدب في المائدة
التصرف بشكل لائق خلال الوجبات هو أحد المهارات الأساسية التي يجب على الأهل تعليمها لأطفالهم. ينبغي تعليمهم كيفية استخدام الأدوات المناسبة للطعام، وكيفية المضغ بشكل هادئ، وكذلك كيف يمكنهم التحدث مع الآخرين أثناء الوجبة دون التسبب في إزعاج. تعلم هذه الآداب يمنح الطفل الثقة في نفسه ويجعله أكثر تأهيلاً لتناول الطعام في مناسبات اجتماعية متنوعة.
5. الاستماع الجيد للآخرين
الاستماع الجيد هو مهارة اجتماعية هامة تؤثر بشكل كبير على العلاقات بين الأفراد. ينبغي على الأهل تعليم أطفالهم كيفية الاستماع بانتباه أثناء الحوار. كما يجب تحفيزهم على عدم مقاطعة الآخرين أثناء الحديث، وإعطائهم الوقت الكافي للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم. هذه القاعدة تعزز قدرة الطفل على بناء علاقات قوية ومستدامة مع الآخرين.
6. احترام المسافات الشخصية
من القيم المهمة التي يجب غرسها في الطفل منذ الصغر هي احترام المسافة الشخصية للآخرين. يتعلم الطفل أن ليس الجميع يفضلون التواجد بالقرب منهم طوال الوقت، وأنه من الضروري احترام المسافة بينه وبين الآخرين، خاصة في الأماكن العامة أو في المحافل الاجتماعية. كما يجب توجيه الطفل إلى أن تكون المسافة التي يحتفظ بها مناسبة لحجم العلاقة بينه وبين الشخص الآخر.
7. إغلاق الهاتف أثناء التواجد مع الآخرين
من القواعد الأساسية التي يجب أن يتعلمها الأطفال هي أهمية إغلاق الهاتف أثناء التواجد مع الآخرين. يجب تعليم الأطفال أن وقتهم مع العائلة أو الأصدقاء هو وقت للتفاعل المباشر والتواصل الحقيقي، وليس وقتاً للهاتف أو الإنترنت. هذه القاعدة تعزز من أهمية اللحظات المشتركة مع الآخرين.
8. التحدث بنبرة هادئة
يجب على الأهل تعليم أطفالهم ضرورة التحدث بنبرة هادئة ولطيفة. لا ينبغي على الطفل رفع صوته أو التحدث بصوت مرتفع في الأماكن العامة. كما يجب أن يتعلم الطفل كيف يتحكم في نبرة صوته لكي لا يسبب إزعاجًا للآخرين. هذه القاعدة تساهم في تقليل الخلافات والتوترات التي قد تنشأ من سوء الفهم.
9. الاحترام عند الدخول والخروج من الأماكن
تعليم الأطفال كيفية التصرف عند الدخول والخروج من الأماكن هو جزء من آداب السلوك التي تُبني بمرور الوقت. يجب أن يتعلم الطفل أن يطرق الباب قبل الدخول إلى الغرف المغلقة، وأن يحيي الأشخاص عند الدخول. كما يجب أن يتعلم كيفية مغادرة الأماكن بشكل مهذب، مثل قول “إلى اللقاء” عند مغادرة مجموعة أو منزل.
10. عدم التحدث عن المال أمام الآخرين
يجب تعليم الأطفال أن الحديث عن المال أو الوضع المالي قد يسبب إحراجًا للآخرين. يمكن أن يشعر البعض بعدم الارتياح إذا تمت مناقشة الأمور المالية في سياقات اجتماعية غير مناسبة. بناءً على ذلك، من الأفضل تعليم الأطفال تجنب هذا الموضوع إلا إذا كان هناك سبب محدد ومناسب لذلك.
11. تقديم المساعدة عند الحاجة
تشجيع الأطفال على تقديم المساعدة عند الحاجة يُعد من القيم النبيلة التي يجب أن تُزرع في نفوسهم. ينبغي أن يتعلم الأطفال كيفية مساعدة الآخرين في المواقف الاجتماعية، مثل حمل الأشياء الثقيلة، أو مساعدة شخص في الحصول على شيء بعيد. هذه التصرفات البسيطة تعزز من روح التعاون وتعكس احترامهم للآخرين.
12. الاهتمام بالمظهر الشخصي
يعد المظهر الشخصي جزءًا لا يتجزأ من آداب السلوك. يجب على الأهل تعليم أطفالهم أهمية العناية بمظهرهم، بدءًا من الملابس النظيفة والمرتبة وصولاً إلى الشعر والمظهر العام. المظهر الشخصي يعكس الاحترام للذات وللآخرين، ويجعل الشخص يشعر بالثقة.
13. عدم التدخل في محادثات الآخرين
يجب على الأطفال تعلم عدم التدخل في محادثات الآخرين دون إذن. من الآداب الاجتماعية أن الشخص يحترم الحوار الذي يجريه الآخرون ويتركهم ينهونه دون تدخل غير ضروري. عند الدخول في محادثة مع مجموعة، يجب أن يتعلم الطفل أن يستمع أولاً قبل أن يشارك في الحديث.
14. التعبير عن الامتنان عند تلقي الهدايا
التعبير عن الامتنان هو من أكثر الآداب التي يجب أن يتعلمها الأطفال. يجب أن يتعلم الأطفال كيفية شكر الأشخاص عند تلقي هدية أو خدمة، سواء كانت هدية مادية أو معنوية. هذا يعزز من روح الامتنان فيهم ويشجعهم على تكوين علاقات جيدة مع الآخرين.
15. احترام الوقت والمواعيد
من أهم القيم الاجتماعية التي يجب أن يتعلمها الطفل هي احترام الوقت والمواعيد. يجب أن يتعلم الطفل أهمية الوصول في الوقت المحدد والالتزام بالمواعيد سواء في المدرسة أو الأنشطة الاجتماعية. الالتزام بالمواعيد يعكس النضج والاحترام للآخرين ويُعتبر من أبرز سمات الشخصيات المثقفة.
الخاتمة
إن تعليم الأطفال آداب السلوك والإتيكيت يشكل حجر الأساس في بناء شخصيتهم الاجتماعية وقدرتهم على التفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين. من خلال غرس هذه القيم في نفوسهم منذ الصغر، يصبح الأطفال أكثر استعدادًا للمشاركة الفعّالة في المجتمع والتعامل مع التحديات الاجتماعية بكل ثقة ولباقة. الأهل هم القدوة الأولى في هذه المهمة، وعليهم أن يكونوا حريصين على توجيه أطفالهم نحو هذه المبادئ التي سترافقهم طوال حياتهم.
