في عام 2017، قدم الكاتب محمد صفا إلى الجمهور العربي عملًا أدبيًا استثنائيًا بعنوان “100 يوم في معتقل أنصار”، حيث أصدرت دار الفارابي للنشر والتوزيع الطبعة الجديدة والمنقحة من هذا الكتاب الذي يعتبر شاهدًا حيًا على مرحلة من تاريخ الشعوب والمجتمعات.
الكتاب، الذي يتألف من 264 صفحة من الورق الجودة، يعيدنا إلى فترة زمنية محددة، ولكنها لا تزال تتنفس بروحها القوية حتى يومنا هذا. يروي “100 يوم في معتقل أنصار” قصة مأساوية تتعامل مع قضايا الظلم والقمع وانتهاكات حقوق الإنسان، حيث يجسد الكاتب بأسلوبه السلس والمؤثر تلك التفاصيل بكل حساسية.
ما يميز هذا الكتاب هو قدرته على إيصال أحداثه وتفاصيله بطريقة تجعل القارئ يشعر وكأنه يعيشها في تلك اللحظة. يجذب الكتاب القارئ إلى عالم من التعذيب والقسوة، حيث يتخلل الجلاد نفسه والتعذيب نفسه في سجون وأماكن أخرى، مما يجعل القارئ يعيش تلك التجربة بكل واقعية.
تأتي قوة الكتاب من قدرته على البقاء راهنًا وملمسًا، حيث يشير إلى أن الظروف قد تتغير، لكن الظلم والإذلال لا يزالان حاضرين. يتناول الكتاب تطوير تقنيات القتل والإعدام والتعذيب، وكيف يتغير الزمان وتبقى الظروف قائمة، مما يجعل القارئ يتفاعل مع المضمون بشكل عاطفي وفكري.
“100 يوم في معتقل أنصار” ليس مجرد كتاب، بل هو تجربة حية تترك أثراً في نفس القارئ، حيث يتركه وهو يفكر بعمق في قضايا العدالة وحقوق الإنسان. يظهر الكاتب محمد صفا في هذا العمل بمهارة فائقة في فن السرد والتصوير الحي للوقائع، مما يجعل هذا الكتاب إضافة قيمة لأدب الخيال والتاريخ.