10 أمور يجب عليكِ أن تعلميها عن المواليد الجدد
يعد قدوم مولود جديد إلى العائلة من أكثر اللحظات المميزة والمشوقة في حياة أي أم وأب. ومع ذلك، هناك العديد من الجوانب التي قد تكون غير معروفة للأمهات الجدد. يتطلب التعامل مع المولود الجديد معرفة دقيقة ووعياً عميقاً بالاحتياجات الصحية والنفسية والمادية التي يمر بها. في هذا المقال، سوف نعرض أهم 10 أمور يجب أن تعلميها عن المواليد الجدد لكي تتمكني من توفير أفضل رعاية للمولود وتستمتعي بتجربة الأمومة بكل تفاصيلها.
1. الحاجة إلى الرضاعة المتكررة
تعد الرضاعة من أهم الأنشطة التي يجب على المولود الجديد القيام بها بشكل متكرر. في الأسابيع الأولى بعد الولادة، يحتاج المولود إلى الرضاعة من 8 إلى 12 مرة في اليوم. يعتبر ذلك أساسياً لنموه وتطوره بشكل صحي. وعادةً ما تكون فترات الرضاعة قصيرة في البداية، حيث تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة لكل وجبة. الرضاعة الطبيعية توفر للمولود الغذاء اللازم وتساعد في تقوية جهازه المناعي من خلال حليب الأم الذي يحتوي على الأجسام المضادة.
من المهم أن تتفهمي أن المواليد الجدد يمرون بفترات من الجوع الشديد أو الراحة، وهو أمر طبيعي تمامًا. إذا كنتِ ترضعين صناعيًا، ينبغي عليكِ الالتزام بتقديم الكمية المناسبة من الحليب وفقًا لتوجيهات الطبيب أو استشاري الرضاعة.
2. النوم المتقطع
يُعرف عن المواليد الجدد أنهم ينامون لفترات طويلة ولكن بشكل متقطع. قد ينام الطفل لمدة تتراوح بين 16 إلى 18 ساعة في اليوم في بداية حياته، لكنهم لا ينامون طوال الليل. بدلاً من ذلك، يستيقظون بشكل متكرر بسبب حاجتهم إلى الطعام أو الراحة. هذا النوم المتقطع قد يسبب بعض التحديات للأمهات، ولكنّه أمر طبيعي خلال الأشهر الأولى.
يحتاج المولود إلى بيئة هادئة ومريحة للنوم. من الأفضل أن تضمني له غرفة مظلمة هادئة مع درجة حرارة معتدلة، بالإضافة إلى استخدام سرير مناسب له يضمن سلامته. قد تشعرين بالإرهاق بسبب قلة النوم في البداية، ولكن مع مرور الوقت، سيتكيف الطفل على نمط نوم أكثر انتظامًا.
3. التطور الحسي للمولود الجديد
عند الولادة، يمتلك المولود الجديد الحواس الأساسية مثل السمع والبصر. ومع ذلك، يكون بصره في البداية غير مكتمل تمامًا، حيث يستطيع رؤية الأشياء القريبة منه فقط، وتحديدًا على مسافة لا تتجاوز 20-30 سم. يفضل المولود في هذه المرحلة التحديق في الوجوه البشرية، خاصة وجه أمه. يمكن أن تبدأ قدرة الطفل على التركيز على الأشياء البعيدة تدريجيًا خلال الشهرين الأولين.
من ناحية السمع، يستطيع الطفل الاستجابة للأصوات العالية أو المفاجئة منذ الولادة. في البداية، قد تكون الحواس الأخرى مثل اللمس والذوق أكثر تطورًا، حيث يميل المولود إلى الاستجابة للمس من خلال حركات متقطعة.
4. التعامل مع الحبل السري
عند الولادة، يتم قطع الحبل السري الذي يربط المولود بالمشيمة. ومع ذلك، فإن الجزء المتبقي من الحبل السري، الذي يُطلق عليه “القطب السري”، يحتاج إلى عناية خاصة. في البداية، يكون القطب السري مبللاً بالدم والسوائل ويجب الحفاظ عليه جافًا ونظيفًا. يجب على الأم تجنب وضع الحفاضات بشكل يؤدي إلى تغطيته، وتركه ليجف في الهواء. عادةً ما يسقط القطب السري من تلقاء نفسه بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الولادة.
5. التمتع بتركيز قوي على اللمس والاحتضان
يميل المواليد الجدد إلى التفاعل بشكل قوي مع اللمس والاحتضان. يحتفظ المولود الجيد بعلاقة تفاعلية مع أمه من خلال حاسة اللمس. الحمل في الذراعين والمكوث مع الأم يساهم بشكل كبير في شعور الطفل بالراحة والأمان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأم استخدام طريقة “الاحتضان الجلد إلى الجلد”، حيث يتم وضع الطفل على صدر الأم مباشرة، مما يساعد في تعزيز الرابط العاطفي بينهما.
من المهم أن تعرفي أن هذه اللحظات الحميمية توفر للطفل شعورًا بالأمان وتساعد في تنظيم وظائف جسمه مثل معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم.
6. الأنماط الطبيعية للبكاء
البكاء هو الوسيلة الأساسية التي يستخدمها المولود الجديد للتعبير عن احتياجاته. في البداية، لا يستطيع الطفل التواصل بشكل مباشر بالكلمات، لذا فإن البكاء هو الطريقة الوحيدة التي يعبر بها عن الجوع، أو الألم، أو الحاجة إلى تغيير الحفاض، أو حتى شعوره بالنعاس. البكاء في هذه الفترة يمكن أن يكون مزعجًا، لكن من المهم أن تعرفي أن هذا السلوك هو جزء من التطور الطبيعي للطفل.
مع مرور الوقت، سيبدأ الطفل في التمييز بين الأنماط المختلفة للبكاء وسيكون لديكِ القدرة على تحديد ما يحتاجه.
7. الطفح الجلدي عند المواليد
من الطبيعي أن يواجه المولود الجديد بعض المشكلات الجلدية في الأسابيع الأولى من حياته. قد يعاني الأطفال من طفح جلدي خفيف مثل “طفح الحفاضات” أو “حب الشباب عند المواليد”. في معظم الحالات، لا تكون هذه المشاكل خطيرة وتختفي من تلقاء نفسها بعد فترة قصيرة. ومع ذلك، يجب على الأم أن تظل حريصة على الحفاظ على نظافة بشرة الطفل وترطيبها.
إذا لاحظتِ تغيرات غير معتادة في جلد الطفل أو إذا استمر الطفح لفترة طويلة، يجب عليكِ استشارة الطبيب.
8. النمو العقلي والاجتماعي
على الرغم من أن المواليد الجدد لا يستطيعون التفاعل اجتماعيًا بالطريقة نفسها التي يقوم بها الأطفال الأكبر سنًا، إلا أن هناك إشارات من التفاعل الاجتماعي والعاطفي التي يمكنك مراقبتها. مع مرور الأسابيع، سيبدأ الطفل في الابتسام تفاعلًا مع الوجوه المألوفة له، خاصةً وجه الأم. تشير هذه الابتسامات إلى بداية تطور الطفل الاجتماعي والعاطفي.
من المهم أن تقدمي للطفل بيئة غنية بالتحفيز من خلال الحديث إليه والابتسام له، حيث تساعد هذه التفاعلات في تطور مهاراته الاجتماعية.
9. حساسية السمع والبصر
إن تطور السمع والبصر من الأمور التي تشهد تغيرًا سريعًا لدى المواليد الجدد. ففي الأسابيع الأولى، سيبدأ الطفل في التعرف على الصوت وتحديد الاتجاه الذي يأتي منه الصوت. يمكن أن تلاحظي أن الطفل يهدأ أو يستجيب للأصوات المألوفة مثل صوتك أو صوت الأب. من خلال هذا، يظهر بداية قدرته على التفاعل مع البيئة المحيطة به.
أما بالنسبة للبصر، فإن المولود الجديد يبدأ في تحسين قدرته على التركيز على الأشياء في الأشهر الأولى من حياته، ويفضل مشاهدة الوجوه البشرية، خاصة إذا كانت قريبة.
10. العناية بمحيط الطفل والأمان
من المهم توفير بيئة آمنة للمولود الجديد في كل وقت. تتطلب العناية بالأمان مراقبة مستمرة للمحيط، مثل التأكد من أن جميع الأسطح التي يتلامس معها الطفل نظيفة وآمنة. يجب أيضًا أن تضمني أن يكون سرير الطفل خاليًا من أي مخاطر مثل البطانيات السميكة أو الألعاب التي قد تتسبب في خطر الاختناق.
كما يجب أن تكوني حريصة على استخدام مقاعد السيارة المخصصة للأطفال بشكل صحيح، وتجنب ترك الطفل بمفرده في أي مكان قد يمثل خطرًا عليه.
الخلاصة
إن العناية بمولود جديد تتطلب فهماً عميقًا لاحتياجاته الجسدية والنفسية. من الرضاعة المتكررة إلى التفاعلات الحسية والنمو العقلي، يحتاج الطفل إلى بيئة مليئة بالحب والاهتمام ليتمكن من النمو بشكل سليم. تعلم هذه الأمور الأساسية يمكن أن يساعدكِ في تقديم أفضل رعاية لمولودكِ وتجعلكِ أكثر استعدادًا للتعامل مع التحديات التي قد تواجهكِ في هذه المرحلة المبكرة من الحياة.
