في كتاب “The Most Glorious Fourth (Vicksburg and Gettysburg, July 4th, 1863)” يقدم الكاتب Duane Schultz رواية مثيرة عن اليوم الذي تحولت فيه مصير الحرب الأهلية. إن يوم 4 يوليو 1863 كان يومًا مجيدًا لقضية الاتحاد. شهد استسلام فيكسبورغ وانسحاب جيش الجنرال لي الشمالي الفيرجيني بعد هزيمة ساحقة في جيتيسبرغ. من خلال تشابك سردي لهذين الصراعين الشهيرين، قدّم Duane Schultz سردًا مفصلًا لما يمكن اعتباره النقطة الأكثر حاسمية في الصراع بأكمله. يتم إحياء جميع الشخصيات هنا، سواء كان ذلك لينكولن وهو يعاني في مكتب البرق بينما ينتظر أخباراً من الجنرالات جرانت وميد، أو الجنرال بيت لونغستريت وهو يحاول إقناع لي بتعديل خطته للهجوم، أو نساء مدن فيكسبورغ وجيتيسبرغ وهن يتعرضن للنيران ويعتنين بلفوج الجرحى.
نرى هنا أمة في خضم أعظم اضطراب لها، ونرى أنه في حين قضى اليوم المجيد الرابع على أعظم آمال الكونفدرالية، إلا أن الحرب كانت بعيدة كل البعد عن الانتهاء.
هذا الكتاب ليس مجرد سرد للأحداث، بل هو دراسة مفصلة للأفراد والأحداث التي شكلت خطوط هذه المعركتين المصيريتين. يسلط الضوء على القرارات الصعبة التي اتخذها كل من لي ولينكولن، وكيف كانت تلك القرارات تتداخل مع مصائر الملايين.
في قلب الكتاب، نجد لحظات من الإنسانية الحقيقية، حيث يجسد Duane Schultz الرجال والنساء الذين تأثروا بشكل مباشر بتلك الأحداث الضارية. يُظهر لنا الجوانب الشخصية لهؤلاء الأشخاص، لا سيما النساء اللواتي وجدن أنفسهن في قلب المعركة، يتنقلن بين خوفهن وشجاعتهن، بين الحزن والأمل.
بالإضافة إلى ذلك، يسلط الكتاب الضوء على التأثير العميق لهذه الأحداث على الحياة اليومية للناس، سواء كانوا في المدينة أو في الحقول. يروي لنا قصص النساء اللواتي عانين وعملن من أجل إنقاذ حياة الجرحى، والأطفال الذين نزحوا من ديارهم بحثًا عن المأمن.
يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة لفهمنا لتلك الفترة الحاسمة من تاريخ الولايات المتحدة، فهو يجمع بين السرد الشيق والتحليل العميق، ويوفر للقارئ نافذة إلى عالم ينقله في الزمان والمكان، ليعيش تلك اللحظات الحاسمة التي شكلت مسار الأمة بأكملها.
في النهاية، يمكن القول إن “The Most Glorious Fourth” يعتبر عملًا ممتعًا ومثيرًا للاهتمام، واحتفالًا بالشجاعة والتضحية التي شكلت الأساس لبناء الأمة الأمريكية الحديثة.