مدينة صنعاء، بجمالها الفني وأسطوريتها المعمارية، أصبحت خليطًا فريدًا من نوعه يتزامن مع فرقة موسيقية ألمانية راقية، هي فرقة السيمفونية الألمانية، المعروفة أيضًا باسم “يوربا فلهارموني أوركسترا”. تأسست هذه الفرقة الراقية في عام 1989م، كرد فعل مباشر على سقوط الستار الحديدي الذي شهدته أوروبا، وفتحت الأبواب لفترة جديدة من التلاحم والتفاهم بين دول القارة.
تجسد الفرقة السيمفونية هذه مزيجًا فريدًا من الفنانين الشبان الذين يمثلون التنوع الثقافي للقارة الأوروبية. يقودها المايسترو رينهارد سيهافر، وتتألف من 73 عازفًا موهوبًا. تحظى الفرقة بدعم كريم من رئيس البرلمان الألماني، سعادة فولفجانغ تيرسه.
كانت ليلة من ليالي الفخر الثقافي لصنعاء عندما أحيت الفرقة حفلاً فنيًا كلاسيكيًا في ساحة الهواء الطلق بالمدينة القديمة في 15 فبراير 2004م. تمازجت ألحان موزارت وبيتهوفن الشهيرة بشكل رائع مع ألوان المباني التاريخية في صنعاء، في تجربة فريدة من نوعها للمشاهدين.
تقدم الفرقة تشكيلة متنوعة من المقطوعات الموسيقية، بما في ذلك حركات من سيمفونيات براهامز وموزارت ولودفيغ فان بيتهوفن. كما قُدِّمت قصة الموسيقى اليمنية على منصة جوك، تعكس تفاعل الفرقة مع التراث المحلي.
في مقابلة أدلى بها مدير الفرقة، فيري توماسيك، أكد على أهمية تجاوز الحدود الثقافية في أوروبا بعد سقوط الستار الحديدي. يؤكد التواصل الثقافي وقوة الموسيقى في بناء جسور التفاهم بين الشعوب.
تمت متابعة الحفل بنجاح في البستان العمري بصنعاء القديمة، حيث جلست حوالي 1500 شخص، بينما اجتمع المئات خلف الجدران الطينية للحديقة. أثار هذا الحدث الفني استحسان الجماهير اليمنية التي استمتعت بليلة فريدة تمزج فيها الموسيقى العالمية بجمال صنعاء وتاريخها الغني.
قدمت فرقة يوربا فلهارموني أوركسترا أداءً لا يُنسى في عاصمة الثقافة العربية، تجمع بين الفخر بالتراث والانفتاح على الفنون العالمية. بيتهوفن وصنعاء، اجتمعا في لحظة تاريخية تجسد تأثير الفن على تواصل الثقافات والتفاهم الإنساني.
المزيد من المعلومات
إن فرقة السيمفونية الألمانية (يوربا فلهارموني أوركسترا)، التي أحيت حفلًا مذهلًا في صنعاء، تتميز بتركيبتها الموسيقية الفريدة، حيث تجمع بين الخبرة والشباب. يُعَدُّ المايسترو رينهارد سيهافر القائد الرئيسي للفرقة، وهو فنان مبدع ترعرع في أجواء فنية متنوعة. يقودها بإتقان ويساهم في تشكيلها الفني بمهاراته الموسيقية العالية.
تعكس القطع الموسيقية التي قدمتها الفرقة في صنعاء تنوعًا كبيرًا في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية. من بين القطع التي قدمتها، نجد الحركة الثالثة من السيمفونية الرابعة لبراهامز، والحركة الأولى من السيمفونية (G-MINOR KV 550) لموزارت. كما أضافت لمسة معاصرة من خلال افتتاحية السيمفونية “زفاف على ضفاف نهر الألب” لسيهافر وخاتمة السيمفونية “تليمانيانا” لهينز.
يعد الأداء في صنعاء جزءًا من الجولة العالمية التي تُقيمها الفرقة، والتي تشمل صالات مشهورة مثل “فيل هارموني” في برلين و”قيفاندهاوس” في لايبزيغ وصالة “الكونزرت هاوس” في فيينا وغيرها. يُظهِرُ هذا الجدول الزمني الكثيف التزام الفرقة بتقديم فنها المتميز لجمهور عالمي.
تأسست أوركسترا فيلهارموني كردة فعل فنية مباشرة لتغييرات العصر، وهي الآن تلعب دورًا فعّالًا في إحياء التراث الموسيقي الأوروبي. تستضيف الفرقة أيضًا الأكاديمية الموسيقية الصيفية في قلعة هونديس برغ في ألمانيا، حيث تجمع بين الفنانين المشهورين والمواهب الشابة.
تشكل زيارة الفرقة لصنعاء تجربة فريدة للجمهور اليمني، حيث تمزج الموسيقى العالمية بألوان صنعاء التاريخية، وتخلق لحظات فنية لا تُنسى. يُبرز الاستمتاع الجماهيري والتفاعل الإيجابي مدى قوة الفن في توطيد الروابط بين الثقافات وإثراء التجارب الإنسانية.