“جزء من روحي ذهب معه”، هو عنوان يرتبط بأحد الكتب الرائدة التي صاغتها وكتبتها ويني مانديلا، وهي واحدة من أبرز معارضي الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. تعتبر يني مانديلا شخصية بارزة ولبست ثوب المعارضة بشكل واضح، حيث قضت سنوات عديدة وهي “محظورة” في بلادها الخاصة. عاشت تحت حظر تام، حيث كان لها منع التحدث في التجمعات العامة أو لقاء أكثر من شخص في وقت واحد.
تحكي يني مانديلا في هذا الكتاب، من خلال مقابلات ورسائل، قصة حياتها وتطورها السياسي. كانت تلك فترة حياتها مليئة بالتحديات والصعوبات، حيث تم فرض عليها الفصل القسري لمدة 27 عامًا عن زوجها نيلسون مانديلا، الزعيم الذي أصبح لاحقًا رمزًا للمقاومة والحركة من أجل المساواة في جنوب أفريقيا.
تتناول ويني مانديلا في صفحات هذا الكتاب لحظات الصراع والتحمل، وكيف واجهت تلك الفترة الصعبة بإصرار وقوة لا تضاهى. يظهر الكتاب كنافذة تاريخية تفتح أمام القارئ ليدخل إلى عالم يني مانديلا الشخصي والسياسي، مسلطًا الضوء على الظروف الصعبة التي واجهتها وعلى الواقع الذي عاشته في إطار نضالها ضد النظام الفصلي في بلادها.
تصنف هذه السيرة الذاتية والتاريخية تحت فئة الكتب البيوغرافية والذاتية، والتي تعد من الأنواع الأدبية التي تسلط الضوء على حياة الأفراد وتأثيرهم على المجتمع والتاريخ. يُنشر الكتاب تحت علامة الناشر “W. W. Norton & Company”، وقد أبصر النور في شهر نوفمبر من عام 1985، مما يمنحه البعد التاريخي والثقل الذي يعكسه في قلب الزمان.
“جزء من روحي ذهب معه” ليس مجرد سيرة ذاتية، بل هو لوحة فنية تاريخية تتيح للقارئ فهم أعماق الصراع والتحديات التي واجهتها يني مانديلا في رحلتها الفريدة. إنه عمل يستحق القراءة لفهم أفق حياة النضال والتضحية في سبيل تحقيق العدالة والحرية.