تطبيقات

ويندوز 10 إصدار 101 الكامل

ويندوز 10 إصدار 101: نظرة موسعة على نظام التشغيل وتطوره وأبرز خصائصه التقنية

يعد ويندوز 10 من الأنظمة التشغيلية الأوسع انتشاراً في العالم، وقد أعلنت شركة مايكروسوفت عنه للمرة الأولى في 2014، قبل أن تطلقه رسمياً للمستخدمين في 29 يوليو 2015. في سياق هذا المقال، سيتم التطرق بإسهاب إلى الإصدار 101 من هذا النظام، مع تحليل موسّع لكل ما يتعلق بمميزاته، بنيته، تقنياته، مكوناته البرمجية، وتطوره ضمن خارطة تحديثات مايكروسوفت المتواصلة.

يُفهم من التسمية “Windows 10 101” أنه يشير إلى إما إحدى نسخ المعاينة المبكرة التي سبقت الإصدار الرسمي، أو إلى نسخة تحمل رقم بناء معين (build 101xx)، ضمن دورة التطوير الأولى. تتبع مايكروسوفت نهجاً واضحاً في إطلاق إصدارات المعاينة (Insider Preview Builds)، وهي إصدارات موجهة للمطورين والمختبرين تحتوي على مزايا جديدة وتجريبية قد لا تصل جميعها إلى النسخة النهائية.


أولاً: السياق التاريخي لتطوير ويندوز 10

عقب إصدار ويندوز 8 الذي قوبل بانتقادات واسعة بسبب إلغاء زر “ابدأ” ودمج واجهة “ميترو” بشكل قسري، قررت مايكروسوفت تعديل المسار جذرياً عبر ويندوز 10. ويُعتبر ويندوز 10 خطوة تصالحية مع المستخدمين، حيث جمعت فيه الشركة ما بين عناصر ويندوز 7 التقليدية والحداثة البصرية لـ ويندوز 8.

الإصدار 101 من ويندوز 10 يقع ضمن مرحلة “Technical Preview”، حيث كانت مايكروسوفت تختبر فيه الواجهة الجديدة، التكامل مع السحابة، وتطبيقات “Universal Windows Platform” (UWP).


ثانياً: المواصفات التقنية لبناء ويندوز 10 إصدار 101xx

في المراحل المبكرة لتطوير ويندوز 10، أطلقت مايكروسوفت عدة إصدارات تجريبية حملت أرقام بناء مختلفة، من ضمنها ما يُعرف بـ Build 10122 و Build 10130 و Build 10158. هذه الإصدارات، على الرغم من كونها غير نهائية، قدمت تصوراً عملياً لخصائص النظام المستقبلية. من أبرز ما تميزت به هذه الإصدارات:

رقم البناء تاريخ الإصدار أبرز الميزات المضافة
Build 10122 مايو 2015 تحسين قائمة “ابدأ”، تحديث Microsoft Edge
Build 10130 يونيو 2015 تحسينات واجهة المستخدم، دعم رموز النظام الجديدة
Build 10158 يونيو 2015 تحسين أداء النظام، تطوير تطبيق Cortana، تحديثات على المتصفح

تشير هذه الأرقام إلى أن إصدار 101 ليس إصداراً نهائياً بل هو جزء من دورة التطوير التي سبقت الإطلاق الرسمي. وقد تمثل هذا الإصدار في تقديم ميزات تم اختبارها على نطاق محدود لتقييم أدائها واستقرارها.


ثالثاً: أبرز مميزات ويندوز 10 في إصدارات البناء 101xx

1. عودة زر ابدأ الكلاسيكي

واحدة من أبرز المزايا التي تم الترحيب بها في إصدارات ويندوز 10 المبكرة هي عودة زر “ابدأ”، بعد أن تم إلغاؤه في ويندوز 8. في إصدار 101، عاد الزر بحلّة جديدة تمزج بين البساطة الكلاسيكية والوحدات التفاعلية الحديثة (Live Tiles).

2. إطلاق المتصفح Microsoft Edge

تم استبدال Internet Explorer تدريجياً بمتصفح Microsoft Edge، والذي أطلق لأول مرة ضمن هذه الإصدارات التجريبية. تم بناء المتصفح الجديد على نواة مختلفة، وركز على الأداء، ودعم معايير الويب الحديثة، وتكامل Cortana.

3. تحسينات على مستوى الأمان

في إصدارات البناء 101 تم إدماج مجموعة من تقنيات الأمان التي شملت Windows Hello للتعرف على الوجه والبصمة، وتحديث بنية Windows Defender ليكون جزءاً مدمجاً من النظام.

4. التحول نحو تطبيقات UWP

تضمنت هذه الإصدارات دعمًا واسعًا لتطبيقات “المنصة العالمية لويندوز” (UWP)، ما أتاح تشغيل نفس التطبيق على مختلف أجهزة مايكروسوفت كالحواسيب، الهواتف، وأجهزة Xbox.

5. الإشعارات ومركز العمليات

تم إضافة مركز إشعارات جديد (Action Center) ضمن إصدار 101، يتيح للمستخدمين متابعة التنبيهات من التطبيقات، وتفعيل إعدادات النظام السريعة مثل الواي فاي والبلوتوث.


رابعاً: البنية البرمجية والتحسينات على النظام

الإصدارات التجريبية ذات البناء 101xx كانت تسعى لتحديث البنية التحتية للنظام لتتوافق مع متطلبات الأداء العالية. شملت هذه التحديثات:

  • تحسين الدعم للمعالجات متعددة النواة.

  • إعادة بناء إدارة الذاكرة للوصول إلى سرعة أكبر واستقرار أعلى.

  • دعم DirectX 12 للرسوميات المتقدمة، مما ساعد في تعزيز الأداء في الألعاب وتطبيقات التصميم.

توجهت مايكروسوفت إلى فصل واجهة المستخدم عن النواة لتتمكن من إرسال تحديثات متفرقة دون التأثير على استقرار النظام. هذا النموذج، المعروف باسم “Windows as a Service”، أتاح تحديث النظام بشكل دوري عبر ما يُعرف بـ Windows Update.


خامساً: التكامل مع الخدمات السحابية

واحدة من نقاط التحول في بناء 101 لويندوز 10 كانت التكامل العميق مع خدمات Microsoft السحابية:

  • OneDrive: تم إدماجه بشكل مباشر في مستكشف الملفات.

  • Cortana: المساعد الذكي الذي تم تقديمه لأول مرة في هذا الإصدار، يوفر إجابات فورية وربطًا بين الأوامر الصوتية والخدمات السحابية.

  • حساب Microsoft: أصبح الدخول إلى النظام أكثر سلاسة بفضل ربط النظام بحساب المستخدم على Microsoft، مما سمح بمزامنة الإعدادات والبيانات عبر الأجهزة.


سادساً: التصميم والواجهة المرئية

عُرف إصدار 101 بتقديم واجهة تصميم تُعرف باسم “Fluent Design”، وهي منهجية تصميم تتضمن استخدام الظلال، الإضاءة، والشفافية لإعطاء المستخدم تجربة بصرية أكثر عمقاً. تم تقليص الحواف الحادة في النوافذ، واستُخدم اللون الرمادي الداكن في العديد من عناصر الواجهة لتقليل الإجهاد البصري.

كما أضيف “الوضع الداكن” الذي طال انتظاره من قِبل المستخدمين، وقد أتاح تجربة استخدام مريحة في الإضاءة المنخفضة.


سابعاً: إدارة النظام وتعدد المهام

كان من الأهداف الأساسية للإصدار 101 من ويندوز 10 تعزيز قدرة النظام على التعامل مع المهام المتعددة، خاصةً في الأجهزة ذات الموارد المحدودة. تضمنت التحسينات:

  • دعم ميزة “سطوح المكتب المتعددة” (Multiple Desktops).

  • تطوير مدير المهام (Task Manager) لعرض تفاصيل أكثر عن استهلاك الموارد.

  • ميزة “Snap Assist” التي تسهل ترتيب النوافذ على الشاشة تلقائياً.


ثامناً: تقييم المستخدمين وردود الفعل

مع إطلاق إصدارات المعاينة 101، تلقّت مايكروسوفت ملايين التقييمات من المستخدمين حول العالم من خلال برنامج Windows Insider. هذه الآراء ساعدت الشركة في صقل تجربة المستخدم وتجاوز بعض العيوب التقنية. مثلاً، تكرر الحديث عن:

  • بطء في تحديث التطبيقات UWP في بعض الإصدارات.

  • مشاكل توافقية مع بعض التعريفات والأجهزة القديمة.

  • أعطال عرضية في متصفح Edge المبكر.

ورغم ذلك، كانت الغالبية العظمى من الردود إيجابية، خاصة فيما يتعلق بتحسينات الأمان، العودة إلى الأساسيات، والدعم الواسع للأجهزة القديمة والجديدة.


تاسعاً: موقع إصدار 101 في خارطة تطوير ويندوز 10

يشكل إصدار 101 نقطة انتقالية ما بين الأنظمة السابقة وما أصبح عليه ويندوز 10 لاحقاً. وقد أثبت هذا الإصدار التجريبي أن مايكروسوفت اتبعت منهجية تفاعلية قائمة على التجريب والتغذية الراجعة. بناءً على هذا الإصدار وما تلاه، تم إصدار النسخة الرسمية RTM (الإصدار الذي يُرسل لمصنّعي الأجهزة) تحت رقم بناء 10240، في يوليو 2015.


عاشراً: الأهمية الحالية لإصدارات البناء المبكر مثل 101

بالرغم من أنها لم تعد مستخدمة اليوم، تكتسب إصدارات مثل 101 أهمية بحثية وتاريخية لأنها:

  • تمثل قاعدة لاختبار تقنيات حديثة لأول مرة.

  • توثق مراحل تطور نظام التشغيل الأشهر في العالم.

  • تشكل مرجعاً للمطورين والباحثين في علم أنظمة التشغيل لفهم كيفية إدارة دورة حياة تطوير برمجيات معقدة مثل ويندوز.


المصادر