في غمرة الصفحات الـ 642 لكتاب “وقعة صفين”، الذي ألفه المؤرخ المرموق المنقري، تنسجم معالم التاريخ والسياسة في لحظة مفصلية على أرض العراق وبلاد الشام. يستعرض الكتاب تلك الواقعة التاريخية البارزة التي شهدتها بلدة صفين، والتي أدت إلى تحولات جوهرية في حياة الأمة العربية والخلافة الإسلامية.
تعمق المؤلف في أعالي العراق وبلاد الشام، مرسماً للقارئ لوحة تاريخية دقيقة تتنوع فيها ألوان المآثر والأحداث. يظهر الكتاب كرصيد ثر من الحقائق والتحليلات حول الصراع الذي نشب في صفين، وكيف أن هذه البلدة أصبحت مسرحاً للتلاقي بين العناصر الدينية والسياسية.
تحفل صفحات الكتاب بالتفاصيل الدقيقة والروح التاريخية التي عكستها أحداث صفين. يأخذنا المؤلف في رحلة تاريخية مميزة تعيد بناء الأحداث بأسلوب سلس وشيق، حيث يبدع المنقري في تسليط الضوء على تداعيات هذه الحرب على الخلافة الإسلامية وعلى الأمة العربية بأسرها.
تأتي الدراسات التاريخية التي تضمنها الكتاب كمصدر ثري للفهم العميق للظروف الاجتماعية والدينية والسياسية التي أحاطت بحرب صفين. يبرز المنقري قدرته على تقديم تحليلات متقنة واستنتاجات فصلية، مما يضفي على القارئ فهمًا شاملاً للخلفيات والتأثيرات التي ترتبط بتلك الفترة الزمنية الحيوية.
تعتبر دار الجيل للطباعة والنشر والتوزيع منصة مثلى لنشر هذا العمل الرائع، حيث يجمع الكتاب بين الرصانة العلمية وجودة الطباعة. يتألق الكتاب بغلافه الكرتوني الجذاب الذي يعكس أهمية محتواه، ما يضفي لمسة جمالية إضافية على هذا العمل الرفيع.
في نهاية اليوم، يكمن جمال “وقعة صفين” في تقديمه لرحلة فريدة في عمق التاريخ، حيث يتيح للقارئ فهمًا أعمق للأحداث والتحولات التي أثرت في مسار الأمة الإسلامية، مما يجعله لا غنى عنه في مكتبة كل من يهوى الاطلاع على الدراسات التاريخية ذات القيمة والفائدة.