وظائف مشاهير العالم في البداية

تعرّف على وظائف مشاهير العالم في بداياتهم

النجاح ليس محض مصادفة، بل هو نتاج جهود مضنية، تحديات مستمرة، ورغبة في التفوق. وراء كل شخصية مشهورة وعظيمة، كانت هناك رحلة طويلة من المعاناة، والشكوك، والعمل الجاد. لم يولد هؤلاء المشاهير وهم يحصدون الجوائز أو يحققون الشهرة العالمية، بل بدأوا حياتهم المهنية من أماكن بسيطة وأحيانًا متواضعة، ويستحقون أن نتعرف على وظائفهم في بداياتهم، حيث شهدوا تحديات فريدة وطريقًا مليئًا بالعقبات التي تجاوزوها بفضل إصرارهم على النجاح.

الوظائف الأولى لعدد من أشهر الشخصيات العالمية

1. أوبرا وينفري – من المذيعة المتدربة إلى ملكة الإعلام

أوبرا وينفري، واحدة من أشهر الشخصيات الإعلامية في العالم، والتي لا تحتاج إلى مقدمة. لكنها لم تبدأ كملكة للإعلام، بل مرّت بتجربة متواضعة في بداية مسيرتها. في البداية، عملت أوبرا كـ “مقدمة أخبار” في قناة تلفزيونية في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي. كانت في ذلك الوقت واحدة من أصغر المذيعات في تاريخ الشبكة. تم طردها من هذا المنصب لأنها كانت “عاطفية جداً” حسب تقييم رؤسائها. ومع ذلك، لم تستسلم أوبرا لتلك الانتكاسة، وواصلت تطوير مهاراتها في تقديم البرامج الحية التي قادتها في النهاية إلى تقديم برنامجها الخاص، الذي أصبح واحدًا من أكثر البرامج تأثيرًا في تاريخ الإعلام.

2. إلين ديجينيرس – من الكوميدية إلى ملكة البرامج الحوارية

في بداياتها، كانت إلين ديجينيرس تعمل في أحد المطاعم كخادمة. لكنها لم تكتفِ بذلك، بل حاولت مرارًا وتكرارًا أن تحقق حلمها في عالم الكوميديا. بدأت إلين بالظهور في عروض الكوميديا المحلية، وظهرت لأول مرة في برنامج “The Tonight Show” وهو ما جعلها تكسب شهرة تدريجية. لم يكن الطريق سهلاً، حيث واجهت العديد من الصعوبات في الحصول على فرص مهمة. لكن سرعان ما أصبحت واحدة من أبرز وجوه الكوميديا التلفزيونية، حيث أطلقت برنامجها الحواري “The Ellen DeGeneres Show”، الذي نال شعبية كبيرة وأدى إلى تعزيز مكانتها في عالم الإعلام.

3. جاك ما – من معلم إنجليزي إلى إمبراطور التجارة الإلكترونية

بدأ جاك ما، مؤسس موقع “علي بابا” الشهير، حياته المهنية كمعلم للإنجليزية في إحدى المدارس في الصين. لم تكن تلك الوظيفة هي السلم الذي سيرتقي به إلى القمة، بل كانت خطوة أولى على طريق مليء بالتحديات. تعرض جاك لعدة محاولات فاشلة في بداية مسيرته، فشلت محاولاته في دخول جامعة هارفارد، كما تم رفضه في العديد من الوظائف الأخرى مثل وظيفة في “كنتاكي فرايد تشيكن”. رغم كل ذلك، كانت رؤيته وطموحاته تفتح له أبواب الفرص. بدأ في تأسيس شركة “علي بابا”، التي أصبحت واحدة من أكبر شركات التجارة الإلكترونية في العالم، ليصبح جاك ما واحدًا من أغنى وأقوى رجال الأعمال في الصين.

4. جيف بيزوس – من موظف في بنك إلى ملك التجارة الإلكترونية

جيف بيزوس، مؤسس شركة “أمازون” العملاقة، بدأ حياته المهنية كمحلل مالي في بنك “دي إي شو” في نيويورك. كان يعمل في مجال التمويل حيث كان يخطط ويحلل الاستثمارات الخاصة بشركات كبيرة. لكن بيزوس كان يرى أن هناك فرصة أكبر في عالم الإنترنت، مما دفعه إلى ترك وظيفته في مجال المال والأعمال، مؤسسًا موقع “أمازون” لبيع الكتب عبر الإنترنت في عام 1994. على الرغم من أنه بدأ في مساحة صغيرة للغاية، حيث كانت شركته تبيع الكتب فقط من مكتبه في منزله، فإن إصراره على تطوير أعماله وتحويلها إلى منصة تجارية ضخمة جعلت من “أمازون” الشركة الأكبر في العالم.

5. ريتشارد برانسون – من رجل مراهق إلى مؤسس مجموعة “فيرجن”

تعود بداية ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة “فيرجن” الشهيرة، إلى سنوات مراهقته. في سن السادسة عشرة، أسس برانسون أول شركة له التي كانت عبارة عن مجلة صغيرة اسمها “Student” والتي لاقت نجاحًا مبدئيًا. لم يتوقف عند ذلك، بل افتتح لاحقًا متجرًا لبيع الأسطوانات الموسيقية، حيث أسس شركة “فيرجن” التي انطلقت من بيع الموسيقى لتصبح واحدة من أبرز الشركات العالمية التي تضم مجموعة واسعة من الصناعات، مثل الطيران، والصحة، والموسيقى، والاتصالات.

6. إلين موسك – من البرمجة إلى صناعة الفضاء

إيلون ماسك، المهندس والملياردير الأمريكي الذي أسس العديد من الشركات مثل “تسلا” و”سبايس إكس”، بدأ حياته المهنية في عالم البرمجة. في سن الثانية عشر، قام ببرمجة لعبة فيديو وبيعها مقابل 500 دولار. لكن رغبة ماسك في التأثير على العالم دفعت به إلى خوض غمار صناعات أخرى، مثل صناعة الفضاء والطاقة المتجددة. بدأ بإنشاء “X.com”، وهي منصة للدفع الإلكتروني التي تحولت فيما بعد إلى “باي بال”، التي بيعت لاحقًا إلى “إي باي”. لكن إيلون ماسك كان لديه طموحات أكبر، فأسس “سبايس إكس” ليجعل الفضاء في متناول البشر، و”تسلا” ليحول صناعة السيارات الكهربائية إلى صناعة رائدة في عالم السيارات.

7. مايكل جوردان – من لاعب كرة سلة مبتدئ إلى أسطورة الرياضة

قبل أن يصبح “الملك” في كرة السلة، لم يكن مايكل جوردان محط الأنظار. في الواقع، تم استبعاده من فريق كرة السلة في مدرسته الثانوية بسبب سوء أدائه، ما كان بمثابة صفعة قوية لنفسه ولطموحاته الرياضية. لم يكن ذلك نقطة النهاية، بل بداية لرحلة قاسية مليئة بالتحديات التي خاضها جوردان بشجاعة. بفضل إرادته وتفانيه، نجح في الدخول إلى دوري الـNBA، ليحقق في نهاية المطاف أسطورة لا مثيل لها في عالم الرياضة.

8. سيرينا ويليامز – من الحي الفقير إلى أسطورة التنس

سيرينا ويليامز، واحدة من أعظم لاعبات التنس في تاريخ الرياضة، بدأت في حي فقير بمدينة كومبتون في كاليفورنيا. لم يكن لديها الكثير من الإمكانيات، لكن إصرارها على النجاح في الرياضة كان أكبر من أي عقبة. بدأت سيرينا التدريب على التنس في سن صغيرة، وتحملت الكثير من الصعوبات والتحديات الاجتماعية والاقتصادية. بفضل جهودها المستمرة، أصبحت واحدة من أشهر لاعبات التنس في العالم، محققة العديد من البطولات الكبرى.

خاتمة

تمثل هذه القصص تجسيدًا حقيقيًا للمثابرة والإصرار. كان المشاهير الذين أصبحوا اليوم رموزًا في مجالاتهم قد بدأوا في ظروف بسيطة أو حتى صعبة. لكنهم لم يستسلموا لتلك الظروف، بل واجهوها بتفاؤل وعزيمة لا تلين، وهذا ما جعلهم يصلون إلى ما هم عليه اليوم. إننا عندما نتمعن في حياتهم، نكتشف أن النجاح ليس سهلًا، بل هو مزيج من العمل الشاق، الرغبة الملحة في التغيير، والقدرة على تحويل الفشل إلى فرصة.