وظائف قديمة غريبة جداً

8 وظائف قديمة غريبة لن تصدق أنها وجدت من قبل!

عبر التاريخ، كان البشر بحاجة إلى مهن ووظائف كثيرة ومتنوعة لخدمة المجتمع وتنظيم الحياة اليومية، بعضها يندرج تحت مسميات معروفة وشائعة، وأخرى قد تبدو اليوم غريبة أو غير مألوفة، لكن في وقتها كانت ضرورية ومهمة. هذه الوظائف القديمة تعكس جانبًا من حياة الماضي، وتظهر كيف تطورت المجتمعات والاقتصادات عبر الزمن. في هذا المقال سنتناول ثمانية وظائف قديمة غريبة، لكنها كانت حقيقية وموجودة في مراحل مختلفة من التاريخ، مع شرح تفصيلي لكل منها ودورها في المجتمع آنذاك.

1. مراقب رائحة المدينة (The “Sniffer” or Smell Inspector)

في المدن الأوروبية في العصور الوسطى، وخاصة في لندن وباريس، كانت النظافة العامة تمثل تحديًا هائلًا. لم يكن هناك أنظمة صرف صحي متطورة، والمخلفات البشرية والنفايات كانت تُلقى في الشوارع. لذلك، كانت هناك وظيفة تُعرف بمراقب رائحة المدينة أو “مراقب الرائحة”. كان دوره الأساسي يتمثل في التنقل في الشوارع والأحياء، وتحسس وجود الروائح الكريهة التي تشير إلى تراكم القذارة أو وجود حالات مرضية مثل الطاعون. كان عليه تقديم تقارير للسلطات المعنية لاتخاذ إجراءات تنظيف عاجلة. رغم غرابة الوظيفة، إلا أنها كانت ضرورية للوقاية من الأوبئة.

2. كاتب الرسائل للمكفوفين (The Town Crier’s Assistant)

قبل انتشار الصحف والمطبوعات، كان الناس يعتمدون على منادي المدينة أو “كاتب الرسائل” لنقل الأخبار والإعلانات الرسمية. في بعض الأحيان، كان هناك أشخاص مكفوفون أو ضعيفو البصر يحتاجون إلى مساعدة في معرفة الأخبار أو الرسائل المهمة. كان هناك أفراد مختصون بقراءة الرسائل لهم أو كتابتها نيابة عنهم. هذه الوظيفة كانت تُعتبر جسرًا بين الأشخاص المكفوفين ومجتمعهم، وأظهرت مستوى من التكافل الاجتماعي في العصور القديمة.

3. محرر الأخطاء البشرية (The “Sin Eater” أو آكل الخطايا)

في بعض القرى الإنجليزية والويلزية في القرون الوسطى، كان هناك شخص يُعرف بـ “آكل الخطايا”. هذه الوظيفة كانت مرتبطة بالمعتقدات الدينية، حيث كان هذا الشخص يُطلب منه أن يأكل قطعة خبز أو طعام معين بعد وفاة شخص ما، ليأخذ على عاتقه خطايا الميت، وبالتالي يسمح للروح بالراحة والمغفرة. كانت هذه الوظيفة تحظى بقبول واسع في تلك المجتمعات، وكانت مهمة آكل الخطايا تحمل بعدًا روحانيًا ونفسيًا للسكان.

4. منظف المراحيض الملكية (Royal Toilet Cleaner)

رغم أن المراحيض هي جزء أساسي من حياتنا الآن، إلا أن مهمتها في الماضي كانت مختلفة تمامًا. في العصور القديمة وخاصة في البلاط الملكي الأوروبي، كان هناك أفراد مختصون بتنظيف المراحيض الملكية، وكانوا يعملون بسرية تامة وبأعلى درجات الدقة، لأن النظافة في تلك الأماكن كانت مرتبطة بالكرامة الملكية. كان على هؤلاء العمال التعامل مع نفايات الملك والعائلة المالكة، وهي وظيفة ذات طبيعة صعبة وغير محببة لكنها كانت ضرورية للحفاظ على صحة البلاط.

5. موظف مراقبة الظلال (Shadow Watcher)

في حضارات مثل مصر القديمة، حيث كان يُعتقد أن الظل يحمل جزءًا من روح الإنسان، كان هناك أفراد مختصون بمراقبة الظلال ومتابعتها في أماكن محددة مثل المعابد. كانوا يعتقدون أن حركة الظل يمكن أن تكشف عن نوايا أو تحذيرات روحية. كان هذا الدور يجمع بين الجانب الديني والروحي، ويُظهر كيف كانت المعتقدات القديمة تؤثر على تنظيم الوظائف والمجتمع.

6. ناقل رسائل الحمام الزاجل (Pigeon Postman)

قبل اختراع البريد الحديث، كان الحمام الزاجل وسيلة اتصال موثوقة لنقل الرسائل عبر مسافات طويلة، خاصة في الحروب أو في المناطق النائية. كان هناك أفراد متخصصون في تدريب الحمام الزاجل والاعتناء به، بالإضافة إلى تسليم الرسائل إليه. وظيفة ناقل رسائل الحمام الزاجل كانت أساسية لضمان التواصل بين القلاع أو المدن، وكانت تعد من الوظائف الحيوية في زمنها.

7. مراقب البرك والأسماك (Fishpond Keeper)

في أوروبا الوسطى، خاصة في القصور الملكية والأرستقراطية، كان هناك برك خاصة مخصصة لتربية الأسماك التي كانت مصدرًا هامًا للغذاء. وكان هناك أشخاص معينون لمراقبة هذه البرك، ضمان نظافتها، إطعام الأسماك، وحمايتها من الأمراض أو الصيادين غير الشرعيين. هذه الوظيفة كانت مهمة لضمان استمرارية الإمداد الغذائي في القصور.

8. المشرف على أضواء الشوارع (Lamplighter)

قبل انتشار الإنارة الكهربائية، كان تشغيل أضواء الشوارع يتم عبر الشموع أو الفوانيس التي تحتاج إلى إشعال يومي وإطفاء مساءً. كان هناك أشخاص يُعرفون بـ “مشغلي أضواء الشوارع” أو Lamplighters، يتجولون في المدينة في الليل لإشعال الفوانيس وضمان توفير الضوء الكافي للناس أثناء تنقلاتهم الليلية. كان لهذه الوظيفة أهمية كبيرة في تحسين الأمن والتنقل، خاصة في المدن الكبيرة.

جدول يوضح الوظائف القديمة الغريبة وأدوارها الرئيسية

تلك الوظائف الغريبة تعكس جانبا مهما من تاريخ تطور المجتمع البشري وكيف كانت الحاجة ملحة لأدوار مخصصة للحفاظ على النظافة، التواصل، الأمن، وحتى الجوانب الروحية. مع تقدم الزمن والتكنولوجيا، اختفت هذه الوظائف أو تطورت إلى أشكال جديدة، لكنها تبقى جزءًا من التراث التاريخي الإنساني الذي يكشف مدى التنوع والابتكار الذي شهدته المجتمعات البشرية عبر العصور.