“وطني الوهمي: سيرة ذاتية”، هو عمل أدبي يتلألأ بقلم الكاتبة الشهيرة إيزابيل الليندي، بالتعاون مع مارغريت سايرز بيدين، ويندرج تحت فئة السفر وجنوب أمريكا العامة. في هذا الكتاب الذي أُصدر عن دار Harper Perennial في إبريل 2004، تأخذنا الليندي في رحلة لا مثيل لها إلى عوالم بديعة، تمتزج فيها المناظر الطبيعية الرائعة لبلدها بتاريخ عنيف وروح لا تُقهر لشعب تشيلي ذو طابع فريد.
تستحضر إيزابيل الليندي في صفحات كتابها هذا لحظات حياتها الأساسية، حيث يتناول الكتاب حينها اغتيال عمها سلفادور أليندي جوسينز في 11 سبتمبر 1973، حادثة أرغمتها على الهجرة وحولتها إلى كاتبة أدبية. ومع هجمات 11 سبتمبر 2001 في وطنها الجديد، الولايات المتحدة، يبرز الاعتراف اللاحق بأن الليندي قد تركت وطنها الأصلي. “وطني الوهمي”، يحاكي أسلوب الذاكرة نفسه، حيث يتراوح ذهابًا وإيابًا عبر تلك الفجوة بين الماضي والحاضر.
يتحدث الكتاب بشكل مقنع إلى المهاجرين ولنا جميعًا الذين يحاولون الاحتفاظ بحياة داخلية متسقة في عالم مليء بالتناقضات. يستكشف بأناقة السياحة والثقافة في أمريكا الجنوبية بشكل عام، مع التركيز على تشيلي وشعبها الذي يتميز بسحره الخاص وتاريخه الغني. ينسج الكتاب ببراعة بين السياسة والدين والأساطير والسحر الذي يمتلكه وطنها، والذي تحمله معها حتى يومنا هذا.
“وطني الوهمي” ليس مجرد سيرة ذاتية، بل هو مسكون بالروح الأدبية التي تميز أسلوب الليندي. يقدم للقارئ لحظات مؤثرة وتأملات عميقة في حياة الكاتبة وفي تفاعلها مع الأحداث التاريخية الهامة. إنه ليس مجرد كتاب، بل تجربة لا تُنسى تأخذنا في رحلة عبر الزمن والمكان، ترسم لوحة حية ومعبرة عن جمال وتعقيد الوجود الإنساني.