“وراء المكتب البيضاوي: الفوز بالرئاسة في التسعينيات”
يقدم ديك موريس في كتابه “وراء المكتب البيضاوي: الفوز بالرئاسة في التسعينيات” رواية داخلية نهائية حول إعادة انتخاب الرئيس كلينتون بطريقة درامية، والتي من المؤكد أن تثير الجدل حول كيفية عمل السياسة حقًا في أمريكا اليوم. لم يصف أحد من قبل بشكل أكثر حيوية ما يفعله مستشارو السياسة ومحللو الاستطلاعات والمعلنون خلف الستائر في المكتب البيضاوي. ولم يحدد أحد بشكل حاد القوى السياسية الجديدة التي تهيمن على أمريكا اليوم كما فعل موريس.
ديك موريس كان، كما وصفه مجلة تايم، الشخصية الخاصة الأكثر تأثيرًا في أمريكا. كان استراتيجي الانتخابات السري للرئيس كلينتون، دعي لتقديم النصائح للرئيس المكتئب بعد الهزيمة الوسطية في عام 1994 التي منحت نيوت جينغريتش وبوب دول سيطرة على الكونغرس، وبدا أنها انتصار مؤكد للجمهوريين في حملة الرئاسة عام 1996. لكنه لم يحدث ذلك بهذه الطريقة. قام كلينتون بأكبر عودة في تاريخ السياسة الحديثة، وذلك إلى حد كبير بفضل شراكته مع ديك موريس، الرجل الذي ساعد كلينتون بفضل رؤيته السياسية الملفتة للنظر على أن يصبح حاكمًا لأركنساس في عام 1978 وأنقذه من الهزيمة في عام 1982. كان لديهم تفاهم قال كلينتون نفسه إنه “ربما يكون فريدًا في تاريخ أمريكا”.
بدأت المهمة بعد انتصار الكونغرس الجمهوري في عام 1994 بأقصى درجات السرية. كان موريس، الذي كان يجب عليه أن يعبر الطريق من أن يكون مستشارًا للجمهوريين مثل وليام ويلد ودان كوتس وترينت لوت، يعرف لأشهر فقط باسم تشارلي، مصدر مجهول يتصل برقم هاتف البيت الأبيض الخاص بكلينتون. لم يكن أي من أعضاء حكومة كلينتون أو الدائرة الداخلية يعرفون شيئًا عن ذلك، ولم يستطيعوا فهم سبب بداية كلينتون في التحدث بصوت جديد. عندما قرر كلينتون أنه يحتاج إلى موريس في البيت الأبيض للعمل مع الآخرين، أصبح موريس كائنًا تحت المراقبة الكثيفة والتأمل والغيرة. كان رجل الغموض الكبير في واشنطن. رفض المقابلات الصحفية على السجل الرسمي. كان مثيرًا للجدل. لكنه نجح ببراعة. وضع أسس عودة كلينتون إلى البيت الأبيض لولاية ثانية. قرر كتابة كتاب عن كل هذا – عن رؤيته لكلينتون ودوره الخاص، وتصوره لتغيير في مزاج الناخبين. في أغسطس، طلب الرئيس من موريس الانتظار حتى بعد الانتخابات لكتابة هذا الكتاب وجعله “مناسبًا لبيل كلينتون ولديك موريس.”
وبعد ذلك، فشل موريس.
في يوم للاستمتاع بانتصاره، في اليوم الذي خاطب فيه كلينتون الاتحاد الديمقراطي، كان موريس في طريقه إلى الخروج بخزانة العار: تم الكشف عنه كشخص قد كان لديه علاقة مع عاهرة ادعت أنه تحدث بحرية عن عمله لصالح الرئيس.
في “وراء المكتب البيضاوي”، لا يعتذر ديك موريس عن سلوكه الشخصي. إنه صريح حول ذلك – بشكل مؤلم – يتأمل في خراب مسيرته المهنية والضرر الذي لحق بزواجه. ولكن مع كتابه، يحقق شيئًا مهمًا على ثلاثة مستويات. من خلال إلقاء الضوء على القوى غير المرئية التي تحرك السياسة اليوم، يكشف عن كيف تم هزيمة الجمهوريين بواسطة مزيج من تحول الديمقراطيين إلى المركز واستراتيجية بيع سرية وغير مسبوقة. لدينا مقعدًا في الصف الأمامي لصراعات البيت الأبيض من أجل روح الحزب الديمقراطي. ندخل في علاقة مخفية بين الرئيس كلينتون وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ترينت لوت. يشرح المؤلف كيف صياغت الصفقات التي قطعوها القوانين التي صوتوا عليها – قوانين أودعت محاولة دول للفوز بالرئاسة. وثم هناك وليام جيفرسون كلينتون. يقدم موريس صورة ثلاثية الأبعاد للرجل والسياسي. يستند إلى علاقتهما على مدى عشرين عامًا ليشرح لنا كلينتون بشكل واقعي، بتلك الرؤية الجديدة، حتى نلتقي به كما لو كان لأول مرة. يتيح لنا موريس أخيرًا فهم بيل كلينتون ويقدم لنا مؤشرات حيوية حول ما سيقوم به خلال الأربع سنوات القادمة. ونرى هيلاري رودهام كلينتون في العمل وفي المنزل، تواجه عواصفًا سياسية وتضيف صوتها إلى الجدل حول الاتجاه الذي يجب أن يسلكه الديمقراطيون.
أخيرًا، يقدم موريس، سيد التصويت، وجهة نظر مفاجئة حول قيم ورغبات أمريكا، المفتاح الذي سمح لكلينتون بالاستجابة وفتح الباب لولاية ثانية في البيت الأبيض، ليكون أول رئيس ديمقراطي يحقق ذلك في خمسين عامًا. إنه كتاب غير عادي بسرد مثير وتحليل حاد من قبل فاعل سياسي ذو تجربة لا مثيل لها. إنه مليء بالتحليلات والمشاعر. إنه يجب قراءته لكل من يهتم بمستقبل الديمقراطية الأمريكية.