في كتابه المميز الذي يحمل عنوان “واقع مكتبات السجون في الجزائر ومدى توافقها مع إرشادات الإفلا IFLA”، يقدم الكاتب مهدي شباحي رؤية شاملة وعميقة للحقيقة المعاشة في المكتبات السجنية الجزائرية. يتناول الكتاب جوانب متعددة تشمل المباني، وحالة المجموعات الكتابية، والامكانيات المادية والبشرية المتاحة، فضلاً عن القوانين التنظيمية المحيطة بهذه المؤسسات.
يبدأ الكتاب بتقديم نظرة شاملة على بنية المكتبات داخل السجون، حيث يلقي الضوء على التحديات التي تواجه هذه المؤسسات، سواء كانت ذلك من حيث التأمين والبنية التحتية أو توفير المصادر الثقافية. يستعرض الكاتب بعناية الرصيد الكتابي المتاح في هذه المكتبات ويقدم تحليلاً نقدياً لمدى اكتماله وتواكبه لاحتياجات النزلاء.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم مهدي شباحي بتحليل الجوانب الإدارية والإشرافية لهذه المكتبات، مع التركيز على مدى امتثالها لإرشادات الإفلا IFLA. يستعرض الكاتب الأدوار والمسؤوليات الملقاة على عاتق المكتبات داخل السجون ويُلقي الضوء على الخدمات المقدمة للنزلاء ومدى توافقها مع المعايير الدولية.
تكتسب فصول الكتاب أهمية خاصة عندما يسلط الضوء على دور المكتبات في تعزيز ثقافة القراءة داخل السجون. يناقش الكتاب بعمق كيفية ممارسة القراءة من قبل نزلاء السجون، ومدى تشجيع المكتبات داخل السجون لهم على اعتبارها جزءًا لا يتجزأ من عملية العلاج بالقراءة. يتناول الكتاب الإنعكاسات الإيجابية لهذه الجهود على النزلاء، مشيراً إلى الأثر العميق الذي قد تكون له المكتبات داخل السجون على تحسين الظروف النفسية والتعليمية للنزلاء.
تأتي هذه الدراسة الرائعة بعدما قام الكاتب ببحث دقيق وشامل، وتمتد إلى 420 صفحة. ويأتي الكتاب من إصدارات المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ما يبرهن على الجدية والتفاني في تقديم محتوى علمي ذي جودة عالية. “واقع مكتبات السجون في الجزائر ومدى توافقها مع إرشادات الإفلا IFLA” يعد إسهاما قيماً لفهم أعمق للواقع الثقافي والتعليمي داخل السجون، ويسلط الضوء على الأهمية المتزايدة لتحسين الظروف في هذا السياق.