في إطار التاريخ السياري الفريد، تأتي سيارة HONDA 1300 Sedan التي تم إنتاجها في الفترة من عام 1969 حتى عام 1973، لتضع بصمتها في عالم صناعة السيارات. تمثل هذه السيارة فترة خاصة في تاريخ شركة هوندا، حيث كانت آخر سيارة صممها السيد سويشيرو هوندا بمحرك مبرد بالهواء، وكانت في الوقت نفسه السباقة لتمهيد الطريق لجيل أول من سيارة Civic الشهيرة.
في عام 1968، شهدت معرض طوكيو للسيارات الكشف عن النسخة الأولية لسيارة HONDA 1300 Sedan، والتي كانت مختلفة قليلاً عن النموذج الذي أطلق لاحقًا. يُقال إن الشبك المقسمة في الواجهة الأمامية تأثرت بسيارة Pontiac Firebird التي كان يقودها سويشيرو هوندا. وعلى الرغم من أن النتيجة النهائية لم تكن جذابة تمامًا من الناحية الجمالية، إلا أن التكنولوجيا المبتكرة كانت تحت الهيكل.
ورغم كل التحذيرات والنصائح، أصر مؤسس الشركة على تجهيزها بمحرك مبرد بالهواء بقوة انتاج قدرها 1.3 لتر، والذي كان متاحًا بقوتين: 100 و 115 حصانًا على التوالي. كانت هذه القوة النوعية العالية غير عادية في تلك الفترة، مع نقطة حمراء عند 8،000 دورة في الدقيقة. وكلا النسختين كانتا مرتبطتين بناقل حركة يدوي من 4 سرعات. وفي نهاية مسيرة HONDA 1300، أقر سويشيرو هوندا بأنه كان مخطئًا في قرار استخدام محركات بتبريد بالهواء، ووافق على تركيب وحدة مبردة بالماء سعة 1.4 لتر وأخف وزنًا.
ومن بين الابتكارات الهامة التي جلبتها السيارة، كانت التعليق المستقل للعجلات الأربع والتي كانت نادرة في تلك الحقبة حيث كانت معظم السيارات تعتمد على محور صلب في الجزء الخلفي. كما جاءت نظام الدفع الأمامي كتحول جديد لشركة السيارات اليابانية. وبفضل سعة محركها الصغيرة، كانت السيارة مؤهلة للحصول على استردادات ضريبية من الحكومة اليابانية.
تقدم HONDA 1300 Sedan في مجملها محرك بقوة 1.3 لتر بقوة 80 حصان، وتعتمد على نظام الكربوريتر من Keihin الذي كان يستخدم في الدراجات النارية والقوارب. كما أنها تتميز بناقل حركة أوتوماتيكي بثلاث سرعات، وفرامل قرصية في الجزء الأمامي وفرامل دائرية في الجزء الخلفي. الأداء الديناميكي للسيارة كان ممتازًا بفضل تسارعها من 0 إلى 62 ميلا في الساعة في 16 ثانية، وتصل سرعتها القصوى إلى 93 ميلا في الساعة.
مع مواصفات محرك مفصلة، يعكس نموذج HONDA 1300 Sedan الاهتمام بالابتكار والتقنية الهندسية التي كانت سائدة في تلك الحقبة. ورغم أن المعلومات حول سعة الشحن وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون قد لا تكون متاحة، إلا أن الموديل يظل شاهدًا على تفرد هوندا في تقديم سيارات تجمع بين الأداء والابتكار.