في يوم الأحد الموافق للحادي والعشرين من ديسمبر عام 1884، هزت هزة أرضية مدينة نيو هيفن بولاية كونيتيكت الأمريكية قرابة الساعة الحادية عشر ليلاً، وبعد خمسة عشر دقيقة من الهزة، جاءت موجة بحرية بارتفاع يبلغ ثمانية أقدام تقريباً، متجهة من الجنوب إلى خليج المدينة، عبرت طول الميناء بمسافة تبلغ أربعة أميال. كانت سرعتها تقريباً اثنتي عشرة ميلاً في الساعة. وقتها كانت هناك ما يقرب من مئتي سفينة في الميناء متجهة شرقاً. تمزقت العديد منها عن مراسيها وغرقت سفينة محملة بالفحم وأربع برجوات محملة بشحن ثقيل. وتم سحب سفينة مع ثلاثة أبواب شراعية، بحمولة ثمانمائة طن، عبر الأمواج لمسافة تقريباً ربع ميل مثل كرة الفلين، لتجد نفسها محاصرة على شاطئ ساندي بوينت. تعرضت العديد من السفن الأخرى لأضرار جسيمة وتمزق بفعل الموجة، ولكن لم يكن هناك وسيلة للتواصل معها. في الجهة العلوية من الميناء، قلبت الموجة قوارب صغيرة، وفصلت رباطات السفن الصغيرة، وتسببت في أضرار لنادي نيو هيفن لليخوت. وتم العثور على قارب صغير مقلوب في خليج موريس الليلة، محملاً بكميات من ملابس البحارة وأشجار الأشرعة المتكسرة والحبال الفارغة، إلى جانب اثنين وثلاثين درجة تم سحبها من سطح متن السفن بفعل الموجة. ويتساءل الآن الناس عما إذا كانت حوادث أخرى قد وقعت.”
إن هذا الحدث يظل محل شك من قبل الخبراء، حيث أن الهيئة الجيولوجية الأمريكية لم تسجل أي هزة أرضية كبيرة في المنطقة في تلك الفترة. ومع ذلك، يظل وقوع هذه الحادثة تذكيراً بقوة الطبيعة وتأثيرها المدمر، وكيف يمكن لظواهر غير متوقعة مثل الموجات البحرية العاتية أن تلحق أضراراً جسيمة بالممتلكات وتهديداً بالحياة.
