هزة أرضية في جارغانو، إيطاليا

في اليوم الثاني والعشرين من شهر أكتوبر عام 1756، وفي إحدى اللحظات التي كانت تتميز بسكونها الظاهري، هزت قوة طبيعية قارة أوروبا، بالتحديد شبه جزيرة جارغانو الموجودة في جنوب إيطاليا. كانت الساعة تشير إلى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر حينما أصابت هزة أرضية قوية، مصدرها منطقة مانفردونيا على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة جارغانو.

لم تكن هذه الهزة الأرضية مدمرة بشكل مباشر، لكنها كانت قوية بما يكفي لتثير الذعر والهلع بين سكان المنطقة، وتترك تأثيرات ملحوظة على البنية التحتية والمباني القائمة. ترتفع المدينة الساحلية مانفردونيا بين السهول الخصبة وجمال الطبيعة المحيطة، لكن هذا اليوم عكست الطبيعة الأخرى للبحر المتوسط بكل قوتها.

تتردد ذكريات الهزة القوية في النابولي وكالابريا، وحتى في جزيرة صقلية الجميلة، حيث وصلت موجات الصدمة الناتجة عن الهزة، لتعكس حجم القوة التي أطلقها الطبيعة في تلك اللحظة المفاجئة. ولم يقتصر تأثير هذه الهزة على الحدود الإيطالية فقط، بل امتدت أيضًا إلى اليونان، حيث شعر سكان السواحل المطلة على خليج كورنثوس بالهزة القوية التي هزت قارة أوروبا في تلك الساعة المشحونة بالتوتر.

وعلى الرغم من عدم تسجيل أضرار مادية كبيرة أو خسائر بشرية فادحة، فإن هذه الهزة الأرضية تجسدت كتذكير قاسٍ بقوة الطبيعة وهشاشة الحياة البشرية أمام عوامل الطبيعة غير المتنبئ بها. وبينما يظل البحر المتوسط مسرحًا لعواصفه وهدوئه، فإن هذه اللحظات القوية تذكرنا بأننا مجرد زوار عابرين على هذه الأرض، وأن الطبيعة لها كلمة السر الأخيرة.