في الخامس من أغسطس عام 1944، وقعت واحدة من الحوادث البارزة التي شهدتها الحرب العالمية الثانية، وهي “هروب كورا”، أو ما يُعرف بالإنجليزية بـ “The Cowra Breakout”. وقد كانت هذه الحادثة أحد أكبر عمليات الهرب الجماعي من الأسر في التاريخ، حيث قام نحو 1,104 من الأسرى اليابانيين في معسكر الاحتجاز الحربي في كورا، نيوساوث ويلز، أستراليا، بمحاولة جريئة للهروب.
تأتي هذه الحادثة في سياق الصراع العالمي بين الحلفاء ومحور القوى، حيث تم احتجاز الأسرى اليابانيين في كورا بعد سقوطهم في الحروب في المحيط الهادئ ومناطق أخرى. وكان هذا المعسكر مخصصًا لاحتجاز الجنود والبحارة والطيارين اليابانيين.
وفي ذلك اليوم الحافل، قرر مئات الأسرى اليابانيين الهروب من المعسكر بشكل جماعي، وقاموا بالهجوم على الأسوار بوسائل متنوعة، من بينها السياج الشائك والأسوار الخشبية. وقاموا أيضًا بإشعال النيران وإطلاق النار على حراس المعسكر.
ردًا على هذه المحاولة الجماعية للهروب، تم تفعيل الإنذارات في جميع أنحاء المنطقة، وهرعت القوات الأسترالية للتصدي للأسرى الهاربين. وقد شهدت المواجهة بين الأسرى والقوات الأسترالية حوادث عنف عديدة، أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من الجانبين.
بالرغم من محاولة الهروب الجماعية الضخمة، إلا أن نجاح الأسرى في الهرب كان محدودًا، حيث قُتل العديد منهم في المعركة أو أُعيدوا إلى الاحتجاز. وفي نهاية المطاف، لقي حوالي 231 أسيراً يابانياً مصرعهم، وقد أُصيب العديد من الآخرين.
تعتبر حادثة هروب كورا واحدة من الحوادث البارزة التي تبرز ضعف الحراسة في المعسكرات وقوة الإرادة واليأس لدى الأسرى. وقد أثارت هذه الحادثة اهتمامًا عالميًا وأثارت تساؤلات حول كيفية تعامل الدول بأسراها والسيطرة على المواقف الصعبة في ظل الحرب العالمية الثانية.
لمزيد من المعلومات حول هروب كورا وتأثيراته، يمكنك الاطلاع على المقالات والدراسات المتعلقة بالموضوع في الأرشيف الرقمي للحرب العالمية الثانية أو مواقع الذاكرة التاريخية المختلفة.