في الثامن والعشرين من مارس عام 1942، شهدت مدينة سان نازير الفرنسية واحدة من أبرز الأحداث العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، وهي هجوم معروف بإسم “هجوم سان نازير”. وقد تم تنفيذ هذا الهجوم بواسطة القوات البريطانية في إطار عملية “شاركويز” التي كانت تهدف إلى تعطيل ميناء سان نازير الفرنسي، الذي كان يعتبر مركزًا مهمًا لبناء وصيانة السفن الألمانية.
تمثلت الغاية الرئيسية للهجوم في تدمير المرافق البحرية الألمانية في الميناء، بما في ذلك مرفأ الغواصات الذي كان يستخدم لإصلاح وصيانة الغواصات الألمانية. وقد تم تنفيذ الهجوم بشكل مبتكر وجريء، حيث استخدمت قوات خاصة بريطانية مدعومة بوسائل تدمير متطورة.
من بين العناصر الرئيسية للهجوم كان توجيه ضربات مدمرة باستخدام سفينة قديمة تم تعديلها لتحمل كميات كبيرة من المتفجرات، والتي تم تقديمها كضحية لاستهداف المرافق البحرية الألمانية. كما شهد الهجوم اشتباكات مباشرة بين القوات البريطانية والألمانية، حيث تمكنت القوات البريطانية من تحقيق أهدافها الرئيسية برغم المقاومة الشديدة من القوات الألمانية.
ترتب على الهجوم خسائر فادحة للقوات البريطانية، حيث بلغ عدد القتلى والجرحى نحو 169 شخصاً، إلا أن نتائج الهجوم كانت ذات أهمية استراتيجية كبيرة. فقد أدى تدمير المرافق البحرية الألمانية في سان نازير إلى تأثير ملموس على قدرة ألمانيا النازية في إجراء عمليات بحرية، وساهم في تأخير جهودها العسكرية في البحر المتوسط والمحيط الأطلسي.
تعتبر معركة سان نازير إحدى العمليات البارزة التي أظهرت الشجاعة والتضحية من جانب القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، وقد تركت بصمة بارزة في تاريخ الصراعات العسكرية العالمية.