في الفترة الممتدة من الثالث من يوليو عام 1940 حتى الخامس والعشرين من سبتمبر نفس العام، شهدت سلسلة من الهجمات البريطانية على الأسطول الفرنسي في ميناء مرسيليا والأماكن المحيطة بها، وهذه الهجمات تعتبر جزءاً من الإستراتيجية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية لمنع الأسطول الفرنسي من الوقوف إلى جانب ألمانيا النازية بعد احتلالها لفرنسا.
تأتي هذه الأحداث في سياق تزايد التوترات بين بريطانيا وفرنسا بعد سقوط فرنسا في يد القوات الألمانية، حيث بدأت بريطانيا تخشى أن تستولي ألمانيا على أسطول البحر الأبيض المتوسط الفرنسي وتستخدمه ضد الأسطول البريطاني في المنطقة. وفي هذا السياق، قامت القوات البريطانية بشن هجمات جوية وبحرية مكثفة على موانئ الأسطول الفرنسي في مرسيليا وتولون والموانئ الأخرى بهدف تدمير السفن الحربية الفرنسية أو على الأقل تعطيلها عن الخروج للمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب القوات الألمانية.
تعتبر هذه الهجمات جزءاً من الحملة البريطانية الواسعة لتقليص قوة فرنسا بعد سقوطها، وكانت تستهدف في المقام الأول إبعاد التهديد البحري الفرنسي عن الشواطئ البريطانية والحيلولة دون استخدام الأسطول الفرنسي ضد القوات البريطانية أو التحالف البريطاني الفرنسي المستقبلي ضد ألمانيا.
رغم أن الهجمات البريطانية تسببت في تدمير عدد كبير من السفن الفرنسية، إلا أنها لم تنجح في القضاء تماماً على القوة البحرية الفرنسية، حيث استمرت بعض السفن في البقاء والانضمام إلى الأسطول الألماني أو الاختباء في موانئ آمنة تحت سيطرة الفلامنديين الألمان.
تعد هذه الأحداث جزءاً من التاريخ المعقد والمؤلم لفترة الحرب العالمية الثانية، حيث تظهر الصراعات الدولية والتحالفات المتغيرة والتداعيات البشرية والاقتصادية لهذه الفترة التي شهدت تغيرات جذرية في السياسة العالمية والتوازنات العسكرية.