نيوكونتا (Nucynta ER): استخدامه، تقييم فعاليته وآراء المرضى
يعد دواء “نيوكونتا ER” (Nucynta ER) من الأدوية المستخدمة في معالجة الألم المزمن والشديد، بما في ذلك الألم الناتج عن الحالات المرضية مثل الألم العصبي والألم الناتج عن التهابات مفصلية أو حالات مرضية أخرى قد تسبب ألمًا حادًا ومتكررًا. يعتبر “نيوكونتا ER” من الأدوية المنتمية إلى مجموعة المسكنات التي تعمل على تقليل الألم من خلال تأثيراتها على مستقبلات معينة في الجهاز العصبي المركزي. يتوفر الدواء بشكل ممتد المفعول، مما يعني أن تأثيره يمتد لفترة أطول مقارنة بالأدوية التقليدية التي تتطلب تناولها عدة مرات في اليوم.
آلية عمل دواء نيوكونتا (Nucynta ER):
يحتوي “نيوكونتا ER” على المادة الفعالة “تابيانتيدين” (Tapentadol)، وهي مادة تعمل بشكل مزدوج على الجهاز العصبي المركزي. أولاً، يعمل على تقليل الألم عن طريق التفاعل مع مستقبلات الأفيون (opioid receptors) في الدماغ، مما يساهم في تقليل الإحساس بالألم. ثانيًا، فإنه يمتلك تأثيرًا مثبطًا للانبعاثات العصبية في الحبل الشوكي، ما يساهم في تقليل شدة الألم الناشئ عن تحفيزات عصبية.
إنه ينتمي إلى فئة الأدوية المسكنة للألم المعتدلة إلى الشديدة، ولكنه لا يتسبب في نفس التأثيرات الجانبية التي تحدثها بعض الأدوية الأخرى المنتمية إلى مجموعة الأفيونات التقليدية، مثل المورفين أو الهيدروكودون.
الموافقة على دواء نيوكونتا ER:
تمت الموافقة على دواء “نيوكونتا ER” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 16 ديسمبر 2016، ليصبح بذلك خيارًا علاجيًا معتمدًا للمرضى الذين يعانون من الألم المزمن. يساعد هذا الدواء في توفير مسكن فعال للألم عند المرضى الذين لا تنجح معهم العلاجات التقليدية الأخرى. ومنذ ذلك الحين، تم توظيفه على نطاق واسع في مجالات طبية متعددة تتعلق بالألم المزمن.
التقييم الفعلي للدواء من قبل المرضى:
يتميز “نيوكونتا ER” بكونه علاجًا طويل المفعول، ومع ذلك، فإنه في بعض الحالات قد لا يحقق الفعالية المرجوة بشكل كامل. أحد المرضى الذين استخدموا الدواء، والذي يعاني من الألم المزمن الناتج عن متلازمة الألم العضلي الليفي (RSD)، كان قد وصف تجربته مع “نيوكونتا ER” كما يلي: “لقد وصف لي أخصائي التخدير دواء “بلبيكا” لمعالجة الألم الناجم عن متلازمة الألم العضلي الليفي، لكن لم يكن هناك أي تخفيف للألم، بل عانيت من صداع نصفي أيضًا. لذا منذ أسبوعين تقريبًا قام بتغيير العلاج إلى “نيوكونتا ER” بجرعة 100 ملغ مرتين يوميًا مع مسكنات “نوركو” 7.5/325 كأدوية إضافية للسيطرة على الألم. مع ذلك، أشعر أن “نيوكونتا” يوفر بعض الراحة، ولكن بشكل محدود”.
بناءً على هذا التقييم، يمكن ملاحظة أن “نيوكونتا ER” قد لا يحقق تخفيفًا مثاليًا للألم لدى جميع المرضى، حيث أن فعاليته قد تختلف من مريض لآخر. ورغم ذلك، يشير المريض إلى أنه يظل الخيار الأفضل في حالة فشلت العلاجات الأخرى.
تقييم الفعالية بناءً على التصنيف العام:
وفقًا للتقييمات الشخصية لبعض المرضى، تم تصنيف فعالية “نيوكونتا ER” على مقياس من 1 إلى 10 بدرجة 6، مما يشير إلى أن فعاليته في تخفيف الألم تعتبر متوسطة إلى جيدة في بعض الحالات. ومن الممكن أن تختلف فعاليته بناءً على شدة الألم والتاريخ الطبي للمريض، بالإضافة إلى ظروفه الصحية الأخرى.
فيما يتعلق بعدد المرات التي تم وصف الدواء فيها، فقد أشار بعض الأطباء إلى أنه يُوصف لعدد محدود من المرضى الذين يعانون من الألم المزمن الذي لم تنجح العلاجات الأخرى في معالجته. في دراسة صغيرة، تم وصف “نيوكونتا ER” لما يقارب 16 مريضًا، مما يعكس استخدامه المعتدل بين الأطباء الذين يفضلون العلاجات التي تتطلب جرعة أقل تكرارًا وأكثر استمرارية في المفعول.
الآثار الجانبية المحتملة لدواء “نيوكونتا ER”:
مثل معظم الأدوية المسكنة للألم، قد يتسبب “نيوكونتا ER” في بعض الآثار الجانبية، خصوصًا في حال استخدامه لفترات طويلة أو بجرعات عالية. تتضمن بعض الآثار الجانبية الشائعة ما يلي:
- الغثيان والدوار: يشعر بعض المرضى بالغثيان أو الدوار، وخاصة عند بدء استخدام الدواء أو تغيير الجرعة.
- الإمساك: يعتبر الإمساك من الآثار الجانبية الشائعة عند استخدام الأدوية المسكنة للألم.
- النعاس: قد يشعر بعض المرضى بالتعب أو النعاس، وهو ما قد يؤثر على قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
- الصداع: يمكن أن يعاني بعض المرضى من الصداع أو الدوار كنتيجة لاستخدام الدواء.
- التأثيرات على الجهاز التنفسي: في بعض الحالات، قد يؤدي استخدام الدواء إلى انخفاض في التنفس، وهو أمر يتطلب متابعة طبية.
التركيز على الأمان أثناء الاستخدام:
من المهم أن يتم استخدام “نيوكونتا ER” تحت إشراف طبي دقيق، لا سيما بالنسبة للمرضى الذين لديهم تاريخ من تعاطي الأدوية المخدرة أو الذين يعانون من مشاكل صحية قد تتأثر باستخدام الأدوية المسكنة للألم. في هذه الحالات، قد يتطلب الأمر تعديل الجرعة أو البحث عن بدائل أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يُنصح المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد أو الكلى الحادة بتوخي الحذر أثناء استخدام “نيوكونتا ER”، حيث قد يؤثر الدواء في وظائف هذه الأعضاء.
الخلاصة:
يعد دواء “نيوكونتا ER” خيارًا علاجيًا فعالًا لبعض المرضى الذين يعانون من الألم المزمن، ولكن فعاليته قد تكون متفاوتة حسب الحالة الصحية للمريض. بينما أظهرت بعض التقييمات من قبل المرضى أن الدواء يوفر تخفيفًا للألم بشكل محدود، إلا أن البعض الآخر قد يواجه آثارًا جانبية غير مرغوب فيها. ومن المهم أن يتم تحديد استخدام الدواء بعناية من قبل الأطباء، مع مراقبة مستمرة لحالة المرضى واحتياجاتهم العلاجية.