نيكسبلانون (Nexplanon): وسيلة منع الحمل الأكثر استخدامًا والمشاكل المرتبطة بها
إن وسائل منع الحمل التي تعتمد على الهرمونات تتنوع بين حبوب منع الحمل، اللولب، الحقن، والزرع تحت الجلد، وكل منها يأتي مع مجموعة من الفوائد والمخاطر المحتملة. ومن بين هذه الوسائل، يعد “نيكسبلانون” (Nexplanon) واحدًا من الحلول التي تعتمد على الزرع تحت الجلد، ويعتمد في آلية عمله على إطلاق هرمون البروجستيرون بشكل مستمر لمنع الحمل. وعلى الرغم من فعاليته العالية في منع الحمل، فإن هناك بعض الملاحظات السلبية التي أشار إليها عدد من المرضى الذين جربوه، والتي تتراوح بين التأثيرات الجانبية غير المرغوب فيها وصعوبة التعامل مع بعض المضاعفات الناتجة عنه. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذا العلاج، بما في ذلك آلية عمله، موافقته من قبل السلطات الصحية، تقييم فعاليته، وتقييمات المرضى الذين استخدموه.
ما هو نيكسبلانون؟ وكيف يعمل؟
نيكسبلانون هو جهاز صغير جدًا بحجم عود الثقاب، يحتوي على هرمون “إتيونوجيستريل” (etonogestrel)، وهو نوع من البروجستيرون الاصطناعي. يتم زرع هذا الجهاز تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع، حيث يقوم بإفراز هذا الهرمون بشكل مستمر لمدة تصل إلى 3 سنوات. يعمل نيكسبلانون على منع الحمل بعدة طرق:
- منع الإباضة: حيث يمنع المبايض من إطلاق البويضة.
- زيادة سماكة مخاط عنق الرحم: مما يصعب مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم.
- تغيير بطانة الرحم: مما يجعلها أقل استعدادًا لاستقبال البويضة المخصبة.
الموافقة والتنظيم
تمت الموافقة على نيكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الرابع من فبراير 2017، كوسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل. يتم وصفه للنساء اللاتي يرغبن في حل طويل الأمد ومنخفض الصيانة لمنع الحمل. يمكن للنساء استخدام نيكسبلانون لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، بعد ذلك يجب استبداله. وفيما يتعلق بالأمان، فإن نيكسبلانون يحقق فعالية عالية جدًا، حيث تشير الدراسات إلى أن معدلات فشل الجهاز لا تتجاوز 0.1%، مما يجعله واحدًا من أكثر وسائل منع الحمل فعالية.
طريقة الاستخدام
تتم عملية تركيب نيكسبلانون في عيادة الطبيب أو في المراكز الطبية المتخصصة. يتم زرع الجهاز تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع باستخدام إبرة خاصة. يستغرق هذا الإجراء بضع دقائق، وعادة ما لا يتطلب فترة نقاهة طويلة. وعند الحاجة، يمكن إزالة الجهاز بسهولة في أي وقت إذا رغبت المرأة في إيقاف استخدامه.
التقييمات والتجارب السريرية
على الرغم من أن نيكسبلانون يعتبر وسيلة فعالة لمنع الحمل، فإن العديد من النساء قد يواجهن بعض التأثيرات الجانبية التي قد تؤثر على قرارهن في الاستمرار باستخدامه. إحدى التجارب السلبية التي نقلتها إحدى المستخدمين تتعلق بالتأثيرات الجانبية الكبيرة التي واجهتها أثناء استخدام الجهاز. وفقًا للتعليقات التي نشرتها هذه المريضة، بدأت تجربتها مع نيكسبلانون بشكل سيئ جدًا، حيث قالت: “إذا كان بإمكاني إعطاء تقييم صفر، لفعلت ذلك”. إذ أفادت بأنها كانت تعاني من نزيف مستمر طوال فترة استخدام الجهاز، ولم تتوقف الدورة الشهرية إلا لمدة تتراوح بين 4 إلى 5 أيام فقط على مدار 7 أشهر.
عندما توجهت هذه السيدة إلى الطبيب للحصول على حل لهذه المشكلة، تم وصف حبوب منع الحمل لها على أمل أن تساعد في تقليل النزيف، لكن هذه الحبوب لم تحقق أي نتيجة. وأثناء عملية إزالة الجهاز، واجه الأطباء صعوبة كبيرة في العثور على الجهاز تحت الجلد، حيث كان قد التَفَّ حول الأوتار في ذراعها، مما جعل عملية إزالته تستغرق ساعتين ونصف. وبعد إزالة الجهاز، عانت السيدة من كدمات شديدة في ذراعها استمرت لمدة شهرين، قبل أن تعود دوراتها الشهرية إلى طبيعتها.
من خلال هذه التجربة، يوضح هذا المريض مدى الصعوبة التي قد يواجهها البعض عند استخدام نيكسبلانون، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى ملاءمته لبعض الحالات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأعراض الجانبية مثل النزيف المستمر والكدمات يمكن أن تكون مزعجة للغاية، خاصة إذا استمرت لفترات طويلة.
فعالية نيكسبلانون وتقييم فعاليته
يعتبر نيكسبلانون من الوسائل الفعالة جدًا في منع الحمل، حيث أظهرت الدراسات أن احتمالية الحمل عند استخدامه لا تتجاوز 0.1%. وهذه النسبة تعتبر من بين الأدنى في وسائل منع الحمل المتاحة، مما يجعله خيارًا مفضلًا للعديد من النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة طويلة الأمد وفعالة. كما أن نيكسبلانون يوفر الراحة من الحاجة إلى تذكر تناوله يوميًا، مثلما هو الحال في حبوب منع الحمل التقليدية، مما يجعله خيارًا مناسبًا للنساء اللاتي قد ينسين تناول الحبوب.
تقييمات المرضى
على الرغم من فعاليته، تختلف تجارب المرضى بشكل كبير عند استخدام نيكسبلانون. بعض المرضى يشيدون بمزاياه العملية والفعالية العالية التي يتمتع بها، بينما آخرون يعانون من آثار جانبية مزعجة. بعض المراجعات الشائعة تشمل:
- التقلبات في الدورة الشهرية: بعض النساء يعانين من نزيف غير منتظم أو غزارة الدورة الشهرية، كما تم ذكره في التجربة السابقة.
- التأثيرات الجانبية الجسدية: مثل ظهور كدمات مكان تركيب الجهاز أو ألم في الذراع.
- صعوبة إزالة الجهاز: كما أشار بعض المرضى إلى أن عملية إزالة الجهاز قد تكون مؤلمة أو صعبة في بعض الأحيان.
استعراض البيانات الإحصائية
إحصائيًا، أظهرت دراسة أن 3 من كل 1000 امرأة قد يحدث لهن حمل غير مخطط له خلال عام من استخدام نيكسبلانون. كما أظهرت الأبحاث أن نسبة الآثار الجانبية تتراوح بين 10% إلى 30% من النساء اللواتي يستخدمونه، لكن معظم الآثار الجانبية تكون مؤقتة وتنحسر مع مرور الوقت.
عدد مرات الوصفة
فيما يتعلق بعدد مرات وصف نيكسبلانون، فإن هذا يعتمد على تقييم الطبيب لحالة المريضة واحتياجاتها الصحية. ووفقًا للبيانات المتوفرة، تم وصف نيكسبلانون حوالي 3 مرات في العام الأول بعد الموافقة عليه في الأسواق.
الختام
على الرغم من فعالية نيكسبلانون كوسيلة لمنع الحمل، فإنه ليس خاليًا من المخاطر أو التأثيرات الجانبية. التجارب الشخصية تختلف من مريضة لأخرى، مما يتطلب من كل امرأة استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كان هذا الجهاز مناسبًا لها أم لا. ومن الضروري أن تكون النساء على دراية بالمخاطر المحتملة وأن يقررن بعناية استنادًا إلى تقييم شامل لاحتياجاتهن الصحية.
المصادر:
- إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)
- الدراسات السريرية والمراجعات الطبية الخاصة بوسائل منع الحمل