الدواء نيكسبلانون (Nexplanon) – استخدامه في منع الحمل
يعدُّ نيكسبلانون (Nexplanon) من وسائل منع الحمل الفعّالة التي لا تعتمد على التذكّر اليومي أو الأسبوعي مثل حبوب منع الحمل التقليدية، مما يجعله خيارًا مفضلًا للكثير من النساء اللواتي يبحثن عن طريقة منع حمل طويلة المدى وذات فعالية مرتفعة. نيكسبلانون هو عبارة عن جهاز صغير يُزرع تحت الجلد في الذراع، ويطلق هرمونًا صناعيًا يسمى “إيتونوجيستريل” يعمل على منع الحمل بعدة طرق، أبرزها منع التبويض، وكذلك زيادة لزوجة المخاط في عنق الرحم، مما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية اختراق الرحم.
كيف يعمل نيكسبلانون؟
يعمل نيكسبلانون عن طريق إفراز هرمون “إيتونوجيستريل” بشكل مستمر في الدم لفترة تصل إلى ثلاث سنوات، وهو هرمون مشابه للبروجسترون الطبيعي في الجسم. هذا الهرمون يقوم بعدة وظائف رئيسية تمنع حدوث الحمل، مثل:
- منع التبويض: حيث يمنع نضوج البويضة في المبيض، مما يعني أنه لا يوجد بويضة ليتم تخصيبها بواسطة الحيوانات المنوية.
- زيادة لزوجة مخاط عنق الرحم: مما يصعب دخول الحيوانات المنوية إلى الرحم.
- تغيير بيئة الرحم: بحيث يصعب على البويضة المخصبة أن تنغرس في جدار الرحم.
المزايا والعيوب وفقًا لتجربة المرضى
أحد أبرز الأسباب التي تجعل النساء يفضلن نيكسبلانون هو راحته وفعاليته العالية، فضلاً عن كونها طريقة منع حمل طويلة الأمد ولا تتطلب التفكير المستمر كما هو الحال مع الحبوب اليومية. وفقًا لتجربة إحدى المستخدمين، فإن أبرز المزايا التي تم الإشارة إليها تشمل:
- راحة البال: لا حاجة لتذكر تناول حبوب منع الحمل يوميًا أو زيارة الطبيب بشكل متكرر.
- فترات الحيض أخف وأقل ألمًا: تلاحظ بعض النساء أن فترات الحيض تصبح أخف بكثير مقارنة بما كانت عليه قبل استخدام نيكسبلانون.
- أعراض متلازمة ما قبل الحيض (PMS) أقل حدة: قد يساهم نيكسبلانون في تخفيف الأعراض المزعجة لمتلازمة ما قبل الحيض، مثل التورم والتقلبات المزاجية.
ومع ذلك، فإن هناك بعض العيوب التي يمكن أن تؤثر على قرار بعض النساء باستخدامه. من أبرز هذه العيوب:
- النزيف المستمر: العديد من النساء يشكين من حدوث نزيف أو بقع دموية مستمرة، وهي واحدة من الشكاوى الشائعة المرتبطة باستخدام نيكسبلانون. هذه الظاهرة قد تستمر لفترة طويلة، مما يسبب انزعاجًا للعديد من النساء.
- تأثير على بعض الأجهزة الطبية: قد لا يمكن استخدام نيكسبلانون بشكل مريح مع بعض الأجهزة الطبية مثل جهاز قياس ضغط الدم (الكافة) على الذراع الذي يحتوي على الزرعة.
فعالية نيكسبلانون
وفقًا للعديد من الدراسات السريرية والتجارب على مستخدمي نيكسبلانون، يعتبر هذا الدواء من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث تصل فعاليته إلى حوالي 99% إذا تم استخدامه بشكل صحيح. كما أن فعاليته تظل مستمرة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، ما يجعله خيارًا طويل الأمد وسهل الاستخدام. يتميز نيكسبلانون بكونه لا يتأثر بعوامل مثل الأدوية الأخرى أو الاضطرابات الهورمونية، مما يجعله خيارًا مريحًا وآمنًا للكثير من النساء.
الموافقة والاعتماد
تمت الموافقة على نيكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في تاريخ 24 يونيو 2016، وهو متاح الآن في العديد من الأسواق حول العالم. تمت دراسة نيكسبلانون بشكل مكثف قبل الموافقة عليه، وقد أظهرت الدراسات السريرية أن فعاليته لا تقتصر على منع الحمل فحسب، بل تشمل أيضًا تحسين بعض جوانب الصحة النسائية مثل تنظيم الدورة الشهرية وتقليل آلام الحيض.
التكرار والمواعيد
فيما يتعلق بعدد مرات الوصفات الطبية، على الرغم من أن نيكسبلانون يمكن أن يستمر فعاليًا لمدة ثلاث سنوات، إلا أن هذا لا يعني أن المريضات لن يحتجن لزيارة الطبيب طوال تلك الفترة. من الضروري زيارة الطبيب لإجراء فحص دوري للتأكد من أن الزرعة في مكانها الصحيح وعدم وجود أي مضاعفات أو آثار جانبية غير مرغوب فيها. كما يوصى بإزالة الزرعة بعد مرور ثلاث سنوات إذا كانت المرأة ترغب في تغيير وسيلة منع الحمل.
الآثار الجانبية المحتملة
كما هو الحال مع أي دواء أو جهاز طبي، قد يواجه بعض المرضى آثارًا جانبية بعد استخدام نيكسبلانون. تشمل الآثار الجانبية الشائعة التي قد تواجهها بعض النساء:
- ألم في مكان الزرعة: قد يشعر البعض ببعض الألم أو التورم في الذراع بعد وضع الزرعة.
- التغيرات في الدورة الشهرية: مثل النزيف المستمر أو الغزارة أو انقطاع الدورة الشهرية تمامًا.
- زيادة في الوزن: بعض النساء قد يلاحظن زيادة في الوزن، ولكن هذا يعتمد على استجابة الجسم الفردية.
- تقلبات المزاج: على الرغم من أن هذه الأعراض أقل شيوعًا، قد يشعر البعض بتقلبات مزاجية بسبب التغيرات الهرمونية.
تقييم فعالية العلاج من قبل المرضى
فيما يتعلق بتقييم فعالية نيكسبلانون، فإن العديد من النساء يعطينه تقييمًا مرتفعًا بفضل مميزاته العديدة. واحدة من التقييمات الهامة تشير إلى أن فعالية نيكسبلانون تصل إلى 9 من 10 من حيث الفاعلية، وهو ما يعكس رضا كبير بين المستخدمين. وتستفيد الكثير من النساء من مزايا هذا النظام طويل الأمد، رغم التحديات المرتبطة بالنزيف المستمر.
خلاصة
نيكسبلانون هو خيار مثالي لمن تبحث عن وسيلة فعّالة لمنع الحمل تستمر لعدة سنوات دون الحاجة للتفكير اليومي أو المتابعة المستمرة. على الرغم من بعض الآثار الجانبية التي قد تتضمن النزيف المستمر أو صعوبة استخدام بعض الأجهزة الطبية، يبقى نيكسبلانون واحدًا من أكثر الوسائل فاعلية والأقل تعقيدًا في الاستخدام. إذا كنتِ تفكرين في استخدامه كوسيلة لمنع الحمل، يجب عليكِ استشارة طبيبك الخاص لتحديد ما إذا كان مناسبًا لحالتك الصحية وظروفك الشخصية.