يُعتبر جهاز “نوفا رينغ” (NuvaRing) أحد وسائل منع الحمل الحديثة التي تحتوي على مزيج من الهرمونات، يتألف من الإيثينيل إستراديول (Ethinyl Estradiol) والإيتونوجيستريل (Etonogestrel). يتم استخدام هذا الجهاز بطريقة مبتكرة، حيث يُوضع داخل المهبل ويعمل على إطلاق الهرمونات بشكل مستمر لمدة ثلاثة أسابيع، ما يساعد في منع الحمل من خلال تنظيم الدورة الشهرية وتثبيط الإباضة. وبالرغم من فوائده في منع الحمل، إلا أن هناك بعض التجارب السريرية التي تُظهر تأثيرات جانبية قد تؤثر على بعض المستخدمين، كما هو الحال مع العديد من وسائل منع الحمل الأخرى.
تمت الموافقة على استخدام “نوفا رينغ” في 22 ديسمبر 2016 من قبل الهيئة التنظيمية للأدوية، وهو ما يعكس مدى تقدمه وفاعليته بعد الخضوع لاختبارات مكثفة ودراسات إكلينيكية. تعود فعاليته العالية إلى قدرته على منع الحمل بنسبة تصل إلى 99% إذا تم استخدامه بشكل صحيح. وهو يتطلب التزامًا أسبوعيًا بتغيير الحلقة، مما يجعله وسيلة مريحة وسهلة مقارنةً ببعض الطرق الأخرى مثل الحبوب أو الحقن.
تجارب المرضى مع نوفا رينغ
من بين التجارب التي وردت من المرضى حول استخدام جهاز “نوفا رينغ”، نجد أن بعضهم قد عانى من أعراض غير مريحة في البداية، مثل الألم الحاد والمفاجئ في منطقة أسفل البطن. كما أشارت إحدى المراجعات إلى أنها بدأت استخدام الحلقة في أبريل 2016 بناءً على توصية الطبيب، حيث كانت تعاني من دورة شهرية غير منتظمة وآلام شديدة. ولكن بعد فترة قصيرة من استخدام نوفا رينغ، بدأت تعاني من آلام حادة جدًا، كانت تستمر طوال اليوم وتؤدي في بعض الأحيان إلى انحناء جسمها بسبب شدتها.
تفترض المراجعة أن هذه الآلام كانت بسبب التكيف الأولي للجسم مع الهرمونات الموجودة في نوفا رينغ، حيث استمرت هذه الآلام لمدة شهر تقريبًا قبل أن تختفي بشكل تام. وبعد أن انقضت هذه الفترة، تحسن الوضع بشكل ملحوظ، حيث أصبح تنظيم الدورة الشهرية أكثر انتظامًا وأقل ألمًا. ومع ذلك، تذكر المراجعة أنها توقفت عن استخدام نوفا رينغ في ديسمبر 2016 بسبب معاناتها من الاكتئاب الشديد والتقلبات المزاجية التي ظهرت خلال الأشهر التي استخدمت فيها الجهاز. هذه الأعراض تسببت في تغيير قرارها في استخدام الوسيلة بشكل نهائي، وهو ما يعكس تجربة شخصية لبعض المستخدمين مع الآثار الجانبية النفسية التي يمكن أن تحدث نتيجة لاستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.
الفاعلية والآثار الجانبية
تُصنف فعالية نوفا رينغ في منع الحمل بأنها عالية جدًا، حيث تتراوح نسبة النجاح في منع الحمل من 98% إلى 99% إذا تم اتباع التعليمات بشكل دقيق. يُعد ذلك أعلى من العديد من وسائل منع الحمل الأخرى، مثل الحبوب التي قد تؤثر على نسبة الامتصاص بناءً على انتظام تناولها. وقد أظهرت الدراسات أن فعالية نوفا رينغ لا تقل عندما يتم استخدامها بشكل متسق ومنتظم.
لكن كما هو الحال مع جميع الأدوية والوسائل الطبية، لا يخلو نوفا رينغ من الآثار الجانبية التي قد تظهر عند بعض المستخدمين. تتضمن هذه الآثار الجانبية التغيرات في المزاج مثل الاكتئاب أو القلق، والصداع، والغثيان، وزيادة الوزن، وأحيانًا تغيرات في الشهية. لذلك، يُنصح المرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية أو هرمونية سابقة بأن يستشيروا طبيبهم قبل استخدام هذه الوسيلة.
كيفية الاستخدام
يُستخدم نوفا رينغ عن طريق وضع الحلقة داخل المهبل، حيث تظل في مكانها لمدة ثلاثة أسابيع، ويتم إخراجها في الأسبوع الرابع. خلال هذه الفترة، يطلق نوفا رينغ كميات ثابتة من الهرمونات (الإيثينيل إستراديول والإيتونوجيستريل) التي تمنع الإباضة وتنظم الدورة الشهرية. بعد ثلاثة أسابيع، يتم إخراج الحلقة لمدة أسبوع واحد، وفي هذا الأسبوع يحدث نزول الطمث في الغالب، ثم يُستبدل نوفا رينغ بحلقة جديدة. يعتبر هذا النظام مريحًا بالنسبة للعديد من المستخدمين مقارنة بالحاجة لتذكر تناول الحبوب يوميًا.
التوصيات والاعتبارات
رغم أن نوفا رينغ يعتبر وسيلة فعالة جدًا في منع الحمل، إلا أنه قد لا يكون مناسبًا لجميع النساء. من الضروري أن تتحدث المريضة مع طبيبها حول تاريخها الصحي، وخاصة إذا كانت تعاني من مشاكل صحية قد تؤثر على استخدام الهرمونات، مثل تاريخ عائلي من الجلطات الدموية، أو مشاكل في القلب، أو السرطان الهرموني. كما يُنصح بمراجعة الطبيب بشكل دوري للتأكد من أن استخدام هذه الوسيلة يظل مناسبًا لحالتها الصحية.
خلاصة
يُعد نوفا رينغ خيارًا ممتازًا لمن ترغب في وسيلة منع حمل فعالة وسهلة الاستخدام، إلا أن مثل أي دواء آخر، قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية التي تختلف من شخص لآخر. على الرغم من أن فعاليته في منع الحمل تصل إلى 99% إذا تم استخدامه بشكل صحيح، إلا أن الآثار الجانبية المحتملة مثل الاكتئاب وتقلبات المزاج قد تؤثر على بعض المستخدمين، كما حدث في التجربة التي تمت الإشارة إليها. من المهم أن يكون لدى المستخدم الوعي الكامل بكيفية استخدام هذه الوسيلة وأن يتم استشارة الطبيب لضمان أنها الخيار الأنسب لحالتها الصحية.