نوفارينج لمنع الحمل

وسائل منع الحمل باستخدام الإيثينيل إستراتديول والإيتونوجيستريل (NuvaRing)

تُعد وسائل منع الحمل من أهم الحلول الطبية التي تساعد النساء في تنظيم الأسرة، ويوجد العديد من الطرق والوسائل المختلفة التي يمكن للمرأة استخدامها لتحقيق ذلك. من بين هذه الوسائل، يعتبر “نوفارينج” (NuvaRing) الذي يحتوي على مزيج من الإيثينيل إستراتديول والإيتونوجيستريل أحد الخيارات الحديثة والمريحة التي توفرها صناعة الأدوية. ولكن، كما هو الحال مع معظم وسائل منع الحمل، قد تختلف التجارب والآراء حول فعاليته وأعراضه الجانبية.

التركيبة والآلية

يحتوي جهاز نوفارينج على مزيج من هرموني الإيثينيل إستراتديول والإيتونوجيستريل، وهما من أشكال الهرمونات الأنثوية التي تعمل على منع الحمل بعدة آليات. أولاً، يمنع الهرمونان الإباضة (توقف إنتاج البويضة من المبيض). كما يعملان على تغيير طبيعة المخاط في عنق الرحم ليمنعا مرور الحيوانات المنوية إلى داخل الرحم، وأيضًا يعدلان جدار الرحم ليجعله غير مناسب لزرع البويضة الملقحة. يتم وضع هذا الجهاز في المهبل ويتم إزالته بعد 3 أسابيع، ثم يتم استبداله بعلاج جديد بعد أسبوع من الانقطاع.

الفعالية

وفقًا لتقييم فعالية جهاز نوفارينج، يُعد من وسائل منع الحمل ذات الفعالية العالية إذا تم استخدامه بشكل صحيح. معدلات الفشل لهذا الجهاز تعتبر منخفضة جدًا (أقل من 1% سنويًا) في حال استخدامه بالطريقة الصحيحة. وهو يعمل بنفس فعالية حبوب منع الحمل الفموية أو طرق منع الحمل الهرمونية الأخرى. ومع ذلك، قد تتأثر فعاليته في بعض الحالات مثل نسيان وضعه أو استخدام أدوية أخرى قد تتداخل مع فعاليته.

التجارب السريرية والتقييم

بحسب آراء بعض المرضى، فإن التجربة مع نوفارينج قد تختلف بشكل كبير من شخص لآخر. في مراجعة لعدد من التجارب الحية من قبل مستخدمات الجهاز، تذكر إحدى السيدات تجربتها مع نوفارينج قائلة:

“استخدمت طريقة نوفارينج لمدة 18 شهرًا، وكانت تجربتي جيدة إلى حد ما. أحببتها لأن وضعها كان سهلاً للغاية، وعادةً ما تنسى أنك تستخدمها. لكن للأسف، اضطررت للتوقف عن استخدامها بسبب الإصابة بعدوى الخميرة بشكل متكرر كل شهر، مما كان مزعجًا للغاية، والأدوية التي وصفها لي الطبيب لم تحسن حالتي. كما أن رغبتي الجنسية تراجعت بشكل كبير من مستوى عادي إلى مستوى معدوم”.

تُظهر هذه الشكوى أن رغم الفوائد المرتبطة بالسهولة والراحة في الاستخدام، قد تظهر بعض الآثار الجانبية المزعجة التي تؤثر على بعض النساء بشكل مباشر. ومن أبرز هذه الأعراض التي يمكن أن يواجهها المستخدمون هي التغيرات في الرغبة الجنسية، ومشاكل في المهبل مثل الالتهابات الفطرية أو غيرها من الحالات التي قد تترافق مع الاستخدام المستمر.

تصنيف الفعالية والتقييم العام

عند تقييم فعالية جهاز نوفارينج بناءً على تجارب المرضى، حصل الجهاز على تقييم متوسط يعكس التجارب المتباينة. حيث تم تصنيف فعاليته بمتوسط 6 من 10، مما يشير إلى أنه على الرغم من فعالياته العالية في منع الحمل، إلا أن الآثار الجانبية السلبية قد تخلق تجربة غير مريحة لبعض المستخدمين.

تاريخ الموافقة من قبل إدارة الغذاء والدواء

حصل جهاز نوفارينج على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 31 مايو 2016، مما جعله جزءًا من خيارات منع الحمل الهرمونية المعترف بها في الأسواق الطبية. وقد لاقى الجهاز قبولا جيدا في البداية بسبب سهولة استخدامه مقارنة بغيره من الوسائل التقليدية مثل الحبوب أو الحقن.

كيفية استخدام نوفارينج

يتم إدخال جهاز نوفارينج في المهبل بشكل مريح للغاية، حيث يمكن للمرأة أن تقوم بذلك بنفسها بسهولة. يتم ترك الجهاز في مكانه لمدة 3 أسابيع، ثم يتم إخراجه لمدة أسبوع واحد، وبعد ذلك يتم استبداله بجهاز جديد. من المهم الالتزام بمواعيد التغيير وعدم ترك الجهاز داخل المهبل لفترات أطول من المدة المقررة، حيث أن ذلك قد يقلل من فعاليته في منع الحمل.

الأعراض الجانبية والمخاوف

رغم أن نوفارينج يعتبر من وسائل منع الحمل المريحة والفعالة، إلا أن بعض المستخدمين قد يعانون من بعض الأعراض الجانبية. قد تشمل هذه الأعراض:

• التغيرات الهرمونية: مثل تقلبات المزاج، وزيادة أو فقدان الوزن، وتغيرات في الشهية.
• التهابات مهبلية: وهي إحدى المشاكل التي أشار إليها بعض المستخدمين، مثل التهابات الخميرة المهبلية.
• التأثير على الرغبة الجنسية: كما ورد في إحدى التجارب الشخصية، حيث لاحظت السيدة انخفاضًا في رغبتها الجنسية بشكل كبير أثناء استخدام الجهاز.

عدد المرات التي يتم فيها وصف الدواء

تم وصف جهاز نوفارينج ثماني مرات، مما يدل على كونه خيارًا شائعًا لبعض النساء اللاتي يفضلن تجنب الطرق التقليدية مثل الحبوب أو الحقن. ومع ذلك، قد تختلف حالات وصفه حسب الحالة الصحية للمرأة، ومدى ملاءمة الجهاز لها.

الختام

في النهاية، يُعتبر جهاز نوفارينج خيارًا جيدًا وفعالًا لمنع الحمل بالنسبة للعديد من النساء، ولكنه قد لا يكون مناسبًا للجميع. من الضروري استشارة الطبيب المختص قبل اتخاذ قرار بشأن استخدام هذا الجهاز، خاصة في حالة وجود تاريخ صحي أو حساسيات معينة. كما يجب على كل امرأة تقييم تجربتها الشخصية ومرونة استخدامها لهذا الجهاز في ضوء أي أعراض جانبية قد تظهر.