في السادس من سبتمبر عام 1912، انفجرت بركان “نوفاروبتا” بقوة مدمرة في شبه جزيرة الاسكا في الولايات المتحدة. تلك اللحظة الفارقة تاريخية شهدت تحطيم الصمت الطبيعي للبركان، حيث أطلقت هذه الكتلة الأرضية العنان لقوتها الهائلة في أحد أكبر ثورات الطبيعة التي شهدها العالم.
تمثلت هذه الكارثة الطبيعية في ثوران البركان، الذي يُعتبر أحد أعظم الاندفاعات البركانية في التاريخ المعاصر. وقعت الكارثة في منطقة تحمل اسم “شبه جزيرة الاسكا”، التي تقع على خطوط الطول 155.16 درجة غرباً وخطوط العرض 58.27 درجة شمالاً. وقد تمثلت الموقع الدقيق لهذا الثوران في إحداث محطة نوفاروبتا البركانية على الخريطة الجيولوجية.
لقد كان البركان من نوع الكالديرا، وهو تصنيف يشير إلى طبيعة انفجاره الهائلة وتأثيره المدمر. وما جعل هذا الثوران لافتًا هو تصنيفه بفهرس الأحداث البركانية العالمي برقم VEI 6.0، حيث تعكس هذه الدرجة قوة الانفجار وحجم الرماد والغازات الملقاة في الغلاف الجوي.
تأثرت المنطقة المحيطة بالبركان بشكل هائل، حيث شهدت انخراطًا كاملاً للطبيعة البركانية. تسبب هذا الانفجار في حدوث تدمير فادح، مع تسجيل خسائر بشرية تجاوزت الحد الأدنى، حيث بلغت حصيلة الوفيات اثنين، ووفقًا للوصف، كانت تلك الوفيات ناجمة عن الظروف القاسية التي أحدثها البركان.
مع ارتفاع الارتفاع الجيولوجي لهذا البركان إلى حوالي 841 مترًا، فإن آثار هذا الثوران تُظهر عظمة القوى الطبيعية. الرماد البركاني والتدفقات الحارة قد تركت بصماتها الدائمة على هذه المنطقة، مما يجعلها واحدة من المعالم الجغرافية الفريدة في تاريخ الأحداث البركانية.
يظل البركان “نوفاروبتا” شاهدًا على هذا الحدث الرائع في سجلات الطبيعة، مع الآثار الباقية التي تروي قصة قوة الأرض وتأثيرها الكبير على الحياة والبيئة المحيطة. إن فهم هذا الثوران وتأثيراته يسهم في تعزيز الوعي حول تلك القوى الطبيعية الهائلة وضرورة التحضير والتصدي للكوارث المحتملة في المستقبل.