“نوتي شكسبير: استكشاف الجانب المظلم لأعمال شكسبير”
يُعد وليام شكسبير واحداً من أعظم الكُتّاب في تاريخ الأدب الإنجليزي، وقد خلف وراءه إرثاً ضخماً من الأعمال الأدبية التي أثرت في الأدب العالمي. ولكن، بينما يتم الاحتفاء بشكسبير كرمز للأدب الرفيع، فإن كتاب “نوتي شكسبير” للمؤلفين مايكل ماكرون وتوم لوليفيتش، الصادر عن دار أندروز مك ميل في يونيو 1997، يقدم منظوراً مغايراً يستكشف الجوانب الأقل لياقة في أعماله. يُعد هذا الكتاب فحصاً شاملاً للعديد من المقاطع في أعمال شكسبير التي تتضمن محتويات مثيرة للجدل مثل العنف، والجريمة، والبذاءة، والتمييز العنصري، والجنسانية، والتمييز الجنسي، ومعاداة السامية.
مقدمة حول الكتاب
“نوتي شكسبير” لا يهدف إلى التهجم على شكسبير كشخص، بل يسعى لتقديم قراءة جديدة لأعماله من خلال تسليط الضوء على جوانبها المثيرة للجدل التي قد تكون غفلت عنها القراءات التقليدية. في هذا السياق، يقدم الكتاب تحليلاً لمجموعة من النصوص التي تحتوي على مضامين غير لائقة تتعارض مع الصورة المثالية التي عادةً ما تُرسم لأعمال شكسبير.
تحليل المحتويات
العنف والجريمة
يستعرض الكتاب كيف أن شكسبير لم يكن غريباً عن توظيف العنف والجريمة في نصوصه. من مشاهد القتل المروعة إلى الصراعات الدموية التي تُعرض في مسرحياته مثل “ماكبث” و”هاملت”، يعكس شكسبير في أعماله درجة من العنف لا تتوافق دائماً مع القيم الإنسانية الحديثة. يناقش الكتاب كيف أن العنف ليس مجرد عنصر سردي، بل هو جزء من بنية درامية تعكس الصراعات النفسية والأخلاقية للشخصيات.
البذاءة والفظاظة
لا يُعد استخدام البذاءة في الأدب شكلاً نادراً، لكن ماكرون ولوليفيتش يقدمان أمثلة محددة من أعمال شكسبير التي تحتوي على لغة فظة وغير لائقة. في مسرحية “تاجر البندقية” و”هنري الخامس”، تظهر إشارات بذيئة تُعبر عن جوانب مختلفة من المجتمع البريطاني في ذلك الوقت، والتي كانت تُعتبر مقبولة في السياق التاريخي لكنها تُثير الآن تساؤلات حول مدى لياقتها.
العنصرية والتمييز الجنسي
يلفت الكتاب الانتباه إلى صور العنصرية والتمييز الجنسي الموجودة في أعمال شكسبير، مثل التحيز تجاه النساء والأجانب. في مسرحية “عطيل”، يتناول شكسبير قضايا العنصرية بشكل واضح من خلال شخصية عطيل، الذي يُنظر إليه بتوجس بسبب أصله. كما تُظهر مسرحيات أخرى مثل “ترويض النمرة” كيف يتم تصوير النساء بطرق تتسم بالتحيز وتكرس الأدوار النمطية.
معاداة السامية
يُعتبر “تاجر البندقية” من أبرز الأمثلة التي يدرسها الكتاب في سياق معاداة السامية. يتم تناول شخصية شيلوك، وهو يهودي، بشكل يجعله رمزاً للشر، مما يعكس الصور النمطية السلبية حول اليهود في زمن شكسبير.
تأثير الكتاب
“نوتي شكسبير” يسعى لتقديم قراءة أكثر واقعية وشمولية لأعمال شكسبير من خلال الكشف عن العناصر التي قد تكون غُفلت عنها أو تم التغاضي عنها في قراءات سابقة. من خلال تقديم هذا التحليل، يسهم الكتاب في توسيع فهمنا لشكسبير ليس فقط ككاتب عبقري، ولكن أيضاً كشخص عاش في زمن كانت فيه القيم الاجتماعية والثقافية مختلفة تماماً عن اليوم.
الخلاصة
يُقدم “نوتي شكسبير” تحليلاً متعمقاً للأبعاد المظلمة لأعمال وليام شكسبير، مما يساعد في تعزيز النقاش حول طبيعة الأدب الكلاسيكي وكيفية تفسيره في العصر الحديث. من خلال استكشاف جوانب العنف، والبذاءة، والتمييز، يقدم الكتاب رؤى جديدة حول إرث شكسبير، ويشجع القارئ على النظر إلى أعماله من منظور نقدي أعمق.