نهاية مأساوية: حمزة البسيوني
مقدمة
يعتبر اللواء حمزة البسيوني من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في تاريخ مصر الحديث، حيث عرف بقسوته الشديدة وضلوعه في تعذيب المعتقلين خلال فترة عمله كمدير للسجن الحربي في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. هذه المقالة تسلط الضوء على الجانب المظلم من حياة حمزة البسيوني، وكيف أن نهايته كانت مأساوية ومثيرة للعبرة.
مشهد الكلب في فيلم “احنا بتوع الأوتوبيس”
يتحدث الفنان المصري الراحل عبد المنعم مدبولي عن واقعة مؤلمة حدثت في سجون حمزة البسيوني، وهي ما ألهمت مشهد تقليد الكلب في فيلم “احنا بتوع الأوتوبيس”. يروي مدبولي أن لديه جارة كان زوجها معتقلًا في السجن الحربي، وبعد عناء طويل تمكنت من زيارته. خلال الزيارة، أحضر زوجها أمامها وأمام ابنتهما في وضع مذل يشبه الكلب، وعندما سأل البسيوني الزوج المعتقل عن هويته، أجاب الأخير بأنه “كلب”، وعندما طلب منه تقليد الكلب، فعل ذلك تحت التهديد والإهانة.
من هو حمزة البسيوني؟
حمزة البسيوني كان مدير السجن الحربي في عهد عبد الناصر، واشتهر بلقب “ملك التعذيب”. يروى أن أحد المسجونين قال له: “ألا تتقي الله؟” فرد البسيوني: “لو ربنا بتاعك نزل هحبسه في سجن انفرادي”. هذا الطاغية لم يكن يتورع عن استخدام أبشع وسائل التعذيب لإرهاب المعتقلين والحصول على اعترافاتهم.
نكسة 1967 ونهاية البسيوني
بعد نكسة 1967، بدأت الحكومة في تصفية رجال عبد الحكيم عامر، ومن بينهم حمزة البسيوني. تم إحالته إلى المعاش ثم القبض عليه والتحقيق معه بسبب انحرافاته وتعذيبه للمعتقلين. وُضع البسيوني في سجن القلعة مع بعض ضحاياه، حيث عانى هناك من المعاملة القاسية التي كان يفرضها على المعتقلين سابقًا.
الكاتب الصحفي صلاح عيسى يروي أنه التقى بحمزة البسيوني في سجن القلعة عام 1968، حيث شاهده رجلاً عجوزًا ضعيفًا ومكسورًا، يمشي بخوف وانكسار أمام المخبرين الذين كانوا يصرخون فيه. هذه الصورة المذلة للبسيوني كانت تختلف تمامًا عن صورته السابقة كمدير للسجون الحربية القاسي.
موت حمزة البسيوني
في 19 نوفمبر 1971، والذي كان يوافق أول أيام عيد الفطر المبارك، كان حمزة البسيوني مسافرًا من الإسكندرية إلى القاهرة مع شقيقه. اصطدمت سيارته بسيارة محملة بحديد البناء، ما أدى إلى وفاته مع شقيقه. تعرضت جثته لتشويه كبير نتيجة دخول عدد من الأسياخ الحديد فيها.
المستشار خيري يوسف، الذي كان رئيسًا لإحدى النيابات وقتها، يروي أنه عند معاينة الحادثة، اكتشف أن سائق السيارة كان يقود بسرعة جنونية واصطدم بالسيارة المحملة بالحديد، ما أدى إلى اختراق الأسياخ الحديدية لجمجمته وتمزيق جسده.
المزيد من المعلومات
يسرد الفنان عبد المنعم مدبولي في قصته المؤثرة تفاصيل مأساة إنسانية حقيقية تمثلت في مشهد تقليد الكلب في فيلم “أحنا بتوع الأتوبيس”. يتذكر مدبولي تلك اللحظات الصادمة عندما كان الفن ينعكس واقعًا مريرًا للمعتقلين في سجون حمزة البسيوني، مدير السجن الحربي في عهد جمال عبد الناصر.
ويشير الفنان إلى قصة جارته التي كان زوجها معتقلاً، حيث قام البسيوني بتنفيذ مشهد مهين لزوجها أمامها وأمام ابنتها، يقلده فيه الكلب. وفي هذا السياق، يتفاعل مدبولي مع الواقع المرير الذي عاشه الناس تحت حكم البسيوني، ويقرر تجسيد هذا المأساوي في إطار فني من خلال فيلمه.
حمزة البسيوني، الملقب بـ”ملك التعذيب”، كان مديرًا للسجون الحربية في فترة حكم جمال عبد الناصر. تميزت سجونه بالتعذيب والقهر، وكان يعتبر رمزًا للقمع والظلم. وفي ظل موجة الاضطرابات والتغييرات السياسية، أصدرت قرارات بتصفية عدد من المسؤولين، بما في ذلك “عبد الحكيم عامر”، وتم إحالة البسيوني إلى التقاعد.
تتوالى الأحداث بعد ذلك، حيث تم القبض على البسيوني والتحقيق معه بسبب انحرافاته وتورطه في انتهاكات حقوق الإنسان. وفي هذا السياق، يروي الكاتب الصحفي “صلاح عيسى” لقائه بالبسيوني أثناء احتجازه في سجن القلعة، حيث يصف حالة انكساره وضعفه.
تتوارج الأحداث حتى يأتي يوم ١٩ نوفمبر عام ١٩٧١، حيث يلقى حمزة البسيوني حتفه في حادث سيارة مروع. يُصف الموت بأنه عبرة للآخرين، وتظهر تفاصيل الحادث الفظيع الذي أدى إلى تشويه جثته. يتابع المستشار “خيري يوسف” تفاصيل المعاينة ويشير إلى تشويه الجثة الغريب.
تجسد حياة حمزة البسيوني نهاية مأساوية، حيث لا يُصلى عليه، ويُدفن بطريقة مأساوية، وتعكس هذه النهاية الساخرة القدر الذي ألقاه الله على هذا الرجل الذي كان يمارس التعذيب والقهر. تنتهي الحكاية بموته المأساوي، الذي يتساءل الناس فيه عن عدالة الله وعن إنعكاسات أفعاله على نهايته المروعة.
تستكمل قصة حمزة البسيوني، ملك التعذيب الذي كان يمثل رمزًا للقمع في سجون حكومة جمال عبد الناصر. بعد نكسة عام 1967، تم اتخاذ قرارات بتصفية العديد من المسؤولين، بما في ذلك “عبد الحكيم عامر”. وقد أحيل البسيوني إلى التقاعد وتم القبض عليه للتحقيق في انتهاكاته لحقوق الإنسان.
يظهر حالة الانكسار والضعف التي عاشها حمزة البسيوني أثناء فترة احتجازه في سجن القلعة. يصفه الكاتب الصحفي “صلاح عيسى” بأنه أصبح رجلًا عجوزًا، شعره أبيض كالثلج، يمشي بضعف وإنكسار. يروي لقاءًا حينها مع البسيوني الذي كان يحاول الوقوف والمشي بصعوبة أمام زنزانته.
بعد فترة من الاعتقال، يتم إطلاق سراح البسيوني، لكنه يبقى خارج الأضواء ويبتعد عن الرأي العام. وفي ١٩ نوفمبر ١٩٧١، تحدث حادث سيارة أليم أسفر عن وفاة حمزة البسيوني وشقيقه. يصف المستشار “خيري يوسف” تفاصيل الحادث، الذي أدى إلى تشويه الجثتين بشكل مروع، ويشير إلى أنهما اصطدما بسيارة محملة بأسياخ حديد، ما تسبب في تمزيق جثتيهما.
تظهر نهاية حمزة البسيوني كنهاية مأساوية، حيث يتم دفنه بشكل مهين ولم يُصلى عليه. يتساءل الناس عن عدالة الله وعن إنعكاسات أفعاله القهرية والمتعسفة على نهايته المأساوية، مما يبرز القضاء الإلهي والعدالة الطبيعية التي تحكم في نهاية الأفراد الذين يسيئون للإنسانية وينتهكون حقوق الإنسان.
خاتمة
موت حمزة البسيوني كان نهاية مأساوية لرجل اشتهر بالقسوة والتعذيب. جسده تعرض لتشويه كبير وأصبح عبرة لمن يعتبر. لم يتمكن من دخول المسجد للصلاة عليه، حيث أبى الله أن يدخل التابوت المسجد، مما أثار تساؤلات حول العقاب الإلهي الذي تعرض له بعد موته.
القصة تظل تذكيرًا دائمًا بأن الظلم والطغيان لا يمكن أن يستمرا، وأن العدالة الإلهية ستلاحق الظالمين حتى بعد وفاتهم. نهاية حمزة البسيوني هي عبرة لكل من يتجبر ويظلم الناس، وتظل قصته في ذاكرة التاريخ كدرس قاسي حول نهاية الظالمين.