في نهاية العراق، الكتاب الذي كتبه بيتر و. غالبريث، نجد أنفسنا أمام لوحة تصوير واقعية للبلد الذي تأرجح بين أمواج الاضطراب والانقسام. يرصد الكتاب واقع العراق بعد سنوات من الاحتلال والصراعات الداخلية، حيث يبدو الوضع كأنه يقترب من نهايته المؤلمة.
عندما نتحدث عن العراق، يبرز الكاتب ببراعة فنية التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدها البلد. في الشمال، تظهر كردستان ككيان مستقل، لكنها تحمل في طياتها تحدياتها وصراعاتها الخاصة. يصوّر الكتاب هذا الجزء من العراق كدولة ذات حكومة مستقلة، رغم وجود تحديات تتمثل في التوترات الإثنية والسياسية.
وفي الجنوب، نجد أن الأحزاب الشيعية قامت بتشكيل دولة إسلامية، حيث يعكس هذا التشكيل التحول الديني والسياسي الذي شهدته المنطقة. يظهر الكتاب بوضوح كيف تدير بعض أجزاء هذه الدولة بصرامة، ويتسم نظامها ببعض الجوانب التي تذكر بنظام طالبان في أفغانستان.
أما في الوسط السني من العراق، فإن الكتاب يسلط الضوء على الفراغ السياسي الذي يميز هذه المنطقة. يعاني الوسط السني من تقلبات سياسية واستقرار هش، حيث تظهر ضعف الهياكل الحكومية وتأثير الفوضى على حياة الناس.
تاريخ النشر لهذا الكتاب يعود إلى عام 2007، وقد صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون، مما يبرز توقيت إصداره في فترة حساسة من تاريخ العراق. يشكل الكتاب غلافًا ورقيًا يمكن للقارئ من خلاله التفاعل مع أحداث هذا البلد بشكل أعمق، ويتيح له استكشاف التحولات السياسية والاجتماعية التي مر بها العراق خلال تلك الفترة الصعبة.
في فئة الكتب السياسية، يأتي هذا العمل في قسم السياسة الدولية، حيث يتناول بجدية تأثيرات الأحداث السياسية على مستقبل البلد وتقسيماته الداخلية. يمتلك هذا الكتاب قيمة استثنائية للقارئ الباحث عن فهم أعمق للتحولات السياسية في العراق وتأثيراتها الواسعة.