نكس بلانون (Nexplanon): وسائل منع الحمل بين الفعالية والمخاوف
يعد نكس بلانون (Nexplanon) من وسائل منع الحمل التي أثبتت فعاليتها في منع الحمل لدى العديد من النساء حول العالم، لكن في المقابل، تظهر تجارب بعض المستخدمين التي قد تختلف بين الفعالية والتأثيرات الجانبية. في هذا المقال، سوف نستعرض جميع الجوانب المتعلقة بهذا النوع من وسائل منع الحمل، ابتداءً من تفاصيل موافقته من قبل الهيئات الصحية، وصولًا إلى الآراء الشخصية للمستخدمات وفعاليته.
نكس بلانون: تعريف واستخدامات
نكس بلانون هو جهاز مكون من قضيب صغير الحجم يتم زرعه تحت الجلد في الذراع العلوي للمرأة. يحتوي هذا الجهاز على هرمون “الإتيونوجيستريل” (etonogestrel)، وهو شكل صناعي من البروجسترون، ويعمل على منع الحمل من خلال ثلاث آليات رئيسية:
- منع الإباضة: يمنع نكس بلانون المبيضين من إطلاق البويضة.
- تغيير قوام المخاط العنقي: يجعل مخاط عنق الرحم أكثر كثافة، مما يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم.
- تغيير بطانة الرحم: يثبط نمو البطانة التي يمكن أن تستقبل البويضة المخصبة.
عادةً ما يظل نكس بلانون فعالاً لمدة تصل إلى ثلاث سنوات من تاريخ زرعه، وهو يوفر وسيلة منع حمل طويلة المدى ومريحة، حيث لا يحتاج المستخدم إلى التفكير في وسائل منع الحمل اليومية.
موافقة الهيئة الصحية:
تمت الموافقة على استخدام نكس بلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في تاريخ 8 يونيو 2017، ويُعتبر من وسائل منع الحمل الموثوقة التي أثبتت فعاليتها في منع الحمل لدى النساء اللاتي لا يرغبن في الحمل لفترات طويلة.
التأثيرات الجانبية والمخاوف:
على الرغم من فعاليته العالية، فإن العديد من النساء قد يعانين من بعض التأثيرات الجانبية نتيجة لاستخدام نكس بلانون. وتتمثل بعض الآثار الجانبية الشائعة في:
- النزيف غير المنتظم: يمكن أن تعاني بعض النساء من نزيف مستمر أو متقطع بعد زرع الجهاز، وهو ما قد يستمر لشهور أو حتى طوال فترة استخدام الجهاز.
- زيادة الوزن: أظهرت بعض الدراسات زيادة في وزن بعض المستخدمين خلال فترة استخدام نكس بلانون.
- تغيرات مزاجية: يمكن أن يعاني بعض المستخدمين من تقلبات مزاجية أو مشاعر اكتئاب.
- الصداع والدوار: بعض النساء يشتكون من صداع مستمر أو شعور بالدوار خلال فترة استخدامه.
يستمر البحث حول الآثار الجانبية لهذا النوع من وسائل منع الحمل، وقد يختلف تأثيره بشكل كبير من امرأة لأخرى.
آراء المستخدمات:
من خلال استطلاعات الرأي وتجارب بعض المستخدمات، يمكننا أن نرى تبايناً كبيراً في التقييمات. على سبيل المثال، عبرت إحدى المستخدمات عن تجربتها بشكل مؤلم قائلة:
“الزراعة = لن أكررها مرة أخرى! عمري 23 سنة، وقد مر شهرين تقريباً على زراعة الجهاز. كنت أعاني من نزيف يومي منذ أن تم زرعه، وزدت في الوزن بشكل ملحوظ، كما أنني أصبحت في حالة مزاجية متقلبة للغاية، أعيش أربع حالات مزاجية يومياً، وأعاني من قلة النوم والشعور بالتعب والدوار بشكل مستمر. زرت الطبيب اليوم وأخبرني أن جسمي يرفض الجهاز وأنه يجب إزالته في أقرب وقت، وأكد لي أنني قد لا أستفيد منه، ونصحني باستخدام الحقن التي تعطى كل 11 أسبوعاً بدلاً من ذلك. إذا كنت تشعرين بما أشعر به، أنصحك بشدة أن تطلبي المساعدة الطبية”.
يظهر من هذه الشهادة أن تجربتها كانت سلبية بشكل كبير، حيث كانت تعاني من نزيف متواصل، زيادة في الوزن، وتغيرات مزاجية ملحوظة. كما أن هذه التجربة تؤكد أن نكس بلانون قد لا يكون مناسبًا لجميع النساء، وأنه يجب على كل امرأة أن تأخذ في الحسبان حالتها الصحية وتجربتها الشخصية عند اختيار وسائل منع الحمل.
تقييم فعالية نكس بلانون:
بخصوص فعالية نكس بلانون، تم تصنيفه على نطاق واسع كوسيلة موثوقة جدًا لمنع الحمل، حيث أظهرت الدراسات أن نسبة الفشل لا تتجاوز 0.1% خلال أول سنة من الاستخدام. هذا يعني أن هناك أقل من 1 حالة حمل لكل 100 امرأة تستخدمه على مدى عام واحد. مع ذلك، كما هو الحال مع جميع وسائل منع الحمل، قد تختلف الفعالية من امرأة لأخرى حسب الظروف الصحية الشخصية.
تجربة المرأة مع وسائل منع الحمل:
يجب على المرأة أن تكون على دراية بأن نكس بلانون ليس الوسيلة الوحيدة المتاحة، حيث توجد العديد من الخيارات الأخرى مثل الحبوب، الحقن، اللولب، وغيرها من وسائل منع الحمل. تختلف استجابة النساء لهذه الوسائل بناءً على عوامل متعددة مثل الوراثة، الصحة العامة، نمط الحياة، والتاريخ الطبي.
من المفيد دائمًا استشارة الطبيب المتخصص قبل اتخاذ قرار بشأن وسائل منع الحمل. يمكن للطبيب أن يقدم نصائح مفصلة بناءً على الحالة الصحية لكل امرأة، وأن يساعدها في اختيار الطريقة الأكثر ملاءمة لها.
الأدوية البديلة:
إذا كانت المرأة تعاني من آثار جانبية غير مرغوب فيها من نكس بلانون، يمكن أن تقترح بعض البدائل مثل:
- الحقن الهرمونية: حيث يتم حقن المرأة بهرمونات تمنع الحمل كل 11 أو 12 أسبوعاً. هذه الوسيلة قد تكون مناسبة للنساء اللاتي يعانين من مشاكل مع النزيف المنتظم.
- اللولب الرحمي (IUD): يتوافر اللولب الذي يتم زرعه داخل الرحم ويعمل على منع الحمل لفترات طويلة، ويتوفر منه نوعان: اللولب الهرموني واللولب غير الهرموني.
- الحبوب المركبة: التي تحتوي على مزيج من هرموني الاستروجين والبروجستيرون، ويمكن أن تكون خياراً آخر للنساء اللواتي يفضلن طرق منع الحمل الفموية.
الخلاصة:
نكس بلانون يُعد من الخيارات الفعالة والطويلة الأمد لمنع الحمل، ولكن كما هو الحال مع أي وسيلة طبية، قد لا يناسب الجميع. ينبغي على النساء أخذ قرارهن بناءً على الاستشارة الطبية وتجربة وسائل منع الحمل المختلفة، حيث يختلف تأثيرها من امرأة لأخرى. التأثيرات الجانبية مثل النزيف المتواصل، تغيرات المزاج، وزيادة الوزن هي أمور يجب على المرأة أن تكون على دراية بها، وأن تراقب حالتها الصحية عن كثب خلال استخدامه.