نكسپلانون (Nexplanon): وسيلة فعالة لمنع الحمل
تعتبر وسائل منع الحمل من أكثر المواضيع التي تشغل اهتمام الكثير من الأشخاص الذين يسعون إلى تنظيم حياتهم الأسرية وضمان التحكم الكامل في مواعيد الإنجاب. ومن بين الوسائل الحديثة والفعالة التي ظهرت في الآونة الأخيرة، تبرز وسيلة نكسپلانون (Nexplanon) التي لاقت قبولاً واسعاً بين النساء حول العالم. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذه الوسيلة من حيث آلية عملها، فعاليتها، تجارب المرضى، ومزاياها وعيوبها.
ما هو نكسپلانون؟
نكسپلانون هو عبارة عن جهاز صغير الحجم يتم زرعه تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع، ويحتوي على هرمون الإيتونوجستريل (etonogestrel)، الذي يعمل على منع الحمل من خلال إفراز كمية مستمرة ومنخفضة من الهرمون. يتمثل عمله الرئيسي في منع التبويض (أي عدم إطلاق البويضة من المبيض)، كما يساعد في زيادة كثافة مخاط عنق الرحم مما يجعل مرور الحيوانات المنوية صعباً، ويقلل من احتمالية تخصيب البويضة.
طريقة الاستخدام
يتم تركيب نكسپلانون بواسطة الطبيب المختص، حيث يتم إدخال الجهاز تحت الجلد في منطقة الذراع العلوية باستخدام إبرة صغيرة. لا يحتاج هذا الإجراء إلى تخدير عام، ويمكن أن يتم في عيادة الطبيب أو في المستشفى. يستمر تأثير نكسپلانون لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، وبعد هذه الفترة يتم إزالة الجهاز وتثبيت جهاز جديد إذا رغبت المرأة في الاستمرار في استخدامه.
الموافقة والاعتماد الطبي
تمت الموافقة على نكسپلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 24 سبتمبر 2016، مما يعني أنه أصبح منتجاً معترفاً به من قبل السلطات الصحية في العديد من البلدان، ويتم استخدامه على نطاق واسع. ويعتبر من ضمن الوسائل المعتمدة والموثوقة في مجال تنظيم الحمل.
الفعالية
تعتبر نكسپلانون واحدة من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث تصل نسبة نجاحها في الوقاية من الحمل إلى 99%، وهو ما يجعلها من بين الوسائل الأكثر فعالية مقارنة بالكثير من وسائل منع الحمل الأخرى. تشير الدراسات إلى أن جهاز نكسپلانون يعد من أكثر الخيارات أماناً، خصوصاً بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من مشاكل في استخدام وسائل منع الحمل الأخرى مثل الأقراص أو الحقن.
تجارب المرضى
تعد تجارب المرضى جزءاً مهماً لفهم مدى فاعلية وسيلة معينة ومدى ملاءمتها لحياة الشخص. تقول إحدى المراجعات الشهيرة التي تركتها إحدى المستخدمين على موقع إلكتروني:
“لقد استخدمت نكسپلانون لمدة تزيد عن عامين، وبشكل عام أعتقد أنه أفضل وسيلة لمنع الحمل. كانت دورتي الشهرية طبيعية الشهر الذي تلا تركيب الجهاز، ولم تأتِ الدورة الشهرية التالية لمدة عام كامل. وعندما عادت الدورة بعد عام، استمرت لأكثر من أسبوعين، وبعد شهر من ذلك، ظهرت الدورة مرة أخرى واستمرت لمدة أسبوعين. ولكن منذ شهرين، لم تأتِ الدورة الشهرية، وأنا الآن أشعر بتحسن.”
على الرغم من أنها راضية عن فعالية نكسپلانون في منع الحمل، إلا أن المريضة لاحظت بعض التغيرات في مزاجها، حيث قالت:
“ألاحظ بعض التقلبات في المزاج بشكل غير مبرر، وأشعر أحياناً بحالة من الاكتئاب أو التوتر دون سبب واضح. رغم ذلك، فإنني أعتبر هذه التأثيرات الجانبية غير ملحوظة مقارنة بفوائد نكسپلانون.”
هذه التجربة توضح أن نكسپلانون قد يسبب لبعض النساء تغيرات في المزاج، وهو تأثير جانبي قد يختلف من شخص لآخر، ولكنه يبقى ضمن الأعراض الجانبية التي يمكن أن تحدث مع وسائل منع الحمل الهرمونية بشكل عام.
تقييم فعالية نكسپلانون
تقييم فعالية نكسپلانون في منع الحمل كان ممتازاً من قبل العديد من المستخدمات، حيث أعطت بعضهن الجهاز تقييم 9 من 10 من حيث الفعالية. يجدر بالذكر أن نكسپلانون يعتبر أكثر أماناً وفاعلية من وسائل منع الحمل الأخرى مثل الحبوب التي قد تتأثر بالأدوية الأخرى أو نسيان تناول الحبة في الموعد المحدد.
الآثار الجانبية
مثل أي وسيلة طبية أو دوائية، قد يصاحب نكسپلانون بعض الآثار الجانبية التي تختلف من شخص لآخر. تشمل هذه الآثار الجانبية المحتملة:
- تقلبات مزاجية: العديد من النساء أبلغن عن شعورهن بتغيرات في المزاج، سواء كان ذلك شعوراً بالاكتئاب أو القلق.
- تغيرات في الدورة الشهرية: كما ذكرت التجربة السابقة، قد يلاحظ البعض تغييرات في مواعيد وطول الدورة الشهرية.
- صداع: قد يحدث صداع خفيف أو شديد عند بعض النساء.
- زيادة في الوزن: بعض المستخدمات أشرن إلى زيادة طفيفة في الوزن، وهو عرض جانبي قد يرتبط بتغيرات هرمونية.
- ألم في مكان الزرع: قد يحدث تورم أو ألم طفيف في مكان زرع الجهاز، ولكنه عادة ما يكون مؤقتاً.
مميزات نكسپلانون
من أهم مزايا نكسپلانون:
- فعالية عالية: تصل فعاليته إلى 99%، مما يجعله واحداً من أكثر الخيارات أماناً.
- طويل الأمد: لا يحتاج إلى تغييره أو استبداله إلا بعد ثلاث سنوات، مما يعني أنه لا يتطلب تذكيراً يومياً مثل الحبوب.
- سهولة الاستخدام: بمجرد زرعه، لا يحتاج إلى عناية يومية.
- مرونة: يمكن للنساء اللاتي يستخدمن نكسپلانون اختيار توقيت إزالته إذا رغبن في الحمل.
عدد مرات وصف نكسپلانون
تعتبر نكسپلانون من الوسائل التي يصفها الأطباء بشكل متكرر، حيث تمت الإشارة إلى أنها تمت وصفها في أكثر من 7 مرات لمريضات مختلفات، مما يعكس الثقة الكبيرة في فعاليته من قبل الأطباء.
موانع الاستخدام
رغم الفوائد المتعددة، لا يُنصح باستخدام نكسپلانون في بعض الحالات مثل:
- النساء الحوامل أو اللاتي يشتبه في حملهن.
- النساء اللواتي يعانين من تاريخ في الإصابة بسرطان الثدي أو الأورام الهرمونية.
- النساء اللاتي يعانين من اضطرابات دموية شديدة مثل جلطات الدم.
الخلاصة
يعتبر نكسپلانون من أكثر وسائل منع الحمل فعالية وأماناً، حيث يوفر حماية مستمرة لمدة ثلاث سنوات تقريباً. وعلى الرغم من بعض الآثار الجانبية التي قد تظهر على بعض النساء مثل تغيرات في المزاج أو الدورة الشهرية، إلا أن العديد من المستخدمات يعتبرونه الخيار الأفضل مقارنة بالعديد من وسائل منع الحمل الأخرى. إذا كنتِ تفكرين في استخدام نكسپلانون كوسيلة لمنع الحمل، من الأفضل استشارة طبيبك المختص لتحديد ما إذا كان هذا الخيار هو الأنسب لحالتك الصحية.