نكسبلانون (Nexplanon): وسيلة منع الحمل الفعالة مع بعض الآثار الجانبية
تعتبر وسائل منع الحمل واحدة من أهم الخيارات التي تعتمد عليها النساء لتنظيم الأسرة وتحديد توقيت الإنجاب. ومن بين هذه الوسائل، يأتي جهاز “نكسبلانون” (Nexplanon) الذي يعد من أكثر الطرق الحديثة والأكثر فعالية لمنع الحمل. هو عبارة عن زرعة صغيرة توضع تحت الجلد في الذراع، وتحتوي على هرمون “إتيونوجيستريل” الذي يعمل على منع حدوث الحمل عبر عدة آليات، مثل تثبيط الإباضة، وتثخين مخاط عنق الرحم، وتغيير بطانة الرحم.
كيف يعمل نكسبلانون؟
يُزرع جهاز “نكسبلانون” تحت الجلد في الذراع باستخدام إبرة صغيرة. بمجرد أن يُزرع، يبدأ الجهاز في إفراز هرمون “إتيونوجيستريل” بشكل مستمر. هذا الهرمون له تأثيرات متعددة تمنع حدوث الحمل، من أهمها:
- منع الإباضة: حيث يمنع الجهاز إفراز البويضات من المبيض.
- زيادة لزوجة المخاط في عنق الرحم: مما يعيق وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم.
- تغيير بطانة الرحم: ليجعلها غير مناسبة لاستقبال البويضة الملقحة.
يمتد تأثير “نكسبلانون” لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، وبعد هذه الفترة، يجب على المرأة استبداله لجهاز جديد إذا كانت ترغب في الاستمرار في استخدامه.
مراجعات المرضى وتقييماتهم
يُظهر العديد من المرضى الذين استخدموا جهاز “نكسبلانون” أن التجربة قد تكون إيجابية إلى حد كبير من حيث فعالية منع الحمل، ولكن العديد منهم أشاروا إلى بعض الآثار الجانبية التي يمكن أن تؤثر على جودة الحياة. في هذا السياق، إليك إحدى المراجعات التي قدمتها امرأة استخدمت جهاز “نكسبلانون” لمدة خمس سنوات:
“لقد كنت أستخدم نكسبلانون لمدة حوالي خمس سنوات، وأنا في سن العشرين الآن. نعم، بدأت باستخدام هذه الوسيلة من وسائل منع الحمل في سن الخامسة عشرة. يمكنني القول أنني ما زلت أشعر بمشاعر مختلطة حيال هذه الوسيلة، حيث إن رغبتي الجنسية شبه معدومة، كما أن حالتي المزاجية وصلت إلى أدنى مستوياتها. لم أواجه مشكلات في الوزن، ولكن حقيقة أنها زادت من مستويات القلق والاكتئاب عندي جعلتني أشعر بعدم الرغبة في تناول الطعام أو القيام بأي نشاط، وكأنني لا أرغب في التفاعل مع العالم من حولي. من ناحية أخرى، لم أكن حاملاً قط، لذا يمكنني القول أن هذه الوسيلة تقوم بوظيفتها من ناحية منع الحمل، ولكن عندما يشعر جسدي أنه ليس حاملًا (أي عند نزول الدورة الشهرية)، فإنني أتعرض لنزيف طويل يستمر لمدة أسبوعين في بعض الأحيان، على الرغم من أنني كنت أواجه فترة دورة شهرية مدتها أربعة أيام فقط في السابق، دون أي آلام شديدة. الآن، أشعر كما لو أن رحمتي يتم سحبها باستمرار، وذلك قبل حتى أن يبدأ النزيف.”
كما توضح هذه المراجعة، يُلاحظ أن بعض المستخدمين قد يعانون من انخفاض في الرغبة الجنسية وزيادة في الاكتئاب والقلق، وهي آثار جانبية شائعة تتعلق بتغييرات هرمونية تحدث نتيجة لاستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.
فعالية نكسبلانون
يعتبر “نكسبلانون” واحدًا من أكثر وسائل منع الحمل فعالية. بحسب الدراسات السريرية، تتراوح فعالية هذه الوسيلة بين 99٪ و 100٪، مما يعني أن فرصة حدوث الحمل أثناء استخدامه تكون ضئيلة للغاية. في مراجعة أخرى، تم تصنيف فعالية جهاز نكسبلانون بـ 5 من 10 من قبل مستخدمة قالت إنها لم تعاني من حمل غير مرغوب فيه طوال فترة استخدامه.
من حيث الاستخدام، يتميز نكسبلانون بكونه لا يتطلب من المرأة أن تتذكر تناوله يوميًا كما في حال الحبوب المانعة للحمل، مما يقلل من نسبة حدوث خطأ بشري. بمجرد أن يتم زرع الجهاز، يمكن أن تستمر فعاليته لمدة تصل إلى ثلاث سنوات دون الحاجة إلى أي تدخل آخر.
الآثار الجانبية
بالرغم من فعاليته العالية، فإن “نكسبلانون” ليس خاليًا من الآثار الجانبية. تُشير العديد من المراجعات إلى بعض الآثار التي قد تكون مزعجة للبعض، مثل:
- اضطرابات الدورة الشهرية: قد يعاني بعض النساء من تغييرات في الدورة الشهرية، مثل نزيف غير منتظم أو غزارة النزيف أو حتى انقطاع الدورة الشهرية تمامًا. كما في حالة المراجعة التي تم ذكرها سابقًا، يمكن أن تستمر الدورة الشهرية لفترة أطول بكثير من المعتاد.
- تغيرات المزاج: من الآثار الجانبية الشائعة أيضاً تغيرات في المزاج، مثل القلق والاكتئاب، وهو ما أشار إليه العديد من المستخدمين في تجاربهم.
- تأثيرات على الرغبة الجنسية: هناك بعض النساء اللواتي أشرن إلى انخفاض الرغبة الجنسية أثناء استخدام نكسبلانون.
- آلام في الصدر أو الصداع: قد تعاني بعض النساء من صداع مستمر أو آلام في الثدي خلال الفترة الأولى بعد الزرع.
- زيادة في الوزن: رغم أن العديد من النساء لم يُبلِّغن عن زيادة ملحوظة في الوزن، إلا أن بعضهن قد يلاحظن تغيرات في الوزن كنتيجة لتأثيرات هرمونية.
تاريخ الموافقة والانتشار
تمت الموافقة على جهاز “نكسبلانون” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 20 فبراير 2017. ومنذ ذلك الحين، أصبح واحدًا من الخيارات المفضلة للنساء اللواتي يفضلن وسائل منع الحمل طويلة الأمد والفعالة.
على الرغم من فعاليته، يظل الجهاز خيارًا يتطلب استشارة طبية دقيقة قبل اتخاذ القرار باستخدامه، حيث يختلف تأثيره على النساء وفقًا للتاريخ الطبي والمشاكل الصحية الخاصة بكل امرأة.
عدد المرات التي يتم فيها وصف الجهاز
على الرغم من كونه وسيلة مريحة للغاية، إلا أن “نكسبلانون” لا يزال يُوصف بشكل محدود مقارنة بالخيارات الأخرى، مثل الحبوب أو اللولب. وفقًا لبعض الإحصائيات، تم وصف “نكسبلانون” حوالي 8 مرات في الدراسات التي تم إجراؤها لمقارنة فعاليته مع وسائل منع الحمل الأخرى.
الخلاصة
يمكن القول إن جهاز “نكسبلانون” يُعد من أكثر وسائل منع الحمل فعالية وأمانًا، ولكنه ليس خاليًا من الآثار الجانبية. بالنسبة للعديد من النساء، قد يكون الحل الأمثل لمنع الحمل لفترات طويلة دون الحاجة إلى تذكر استخدامه يوميًا. ومع ذلك، يجب على المرأة أن تكون على دراية بالآثار الجانبية المحتملة، مثل تغيرات المزاج أو اضطرابات الدورة الشهرية، وأن تناقش مع طبيبها قبل اتخاذ قرار استخدامه لضمان تناسبه مع حالتها الصحية.