نكسبلانون (Nexplanon): وسائل منع الحمل وتأثيراتها
تعد وسائل منع الحمل الهرمونية من بين أكثر الأساليب انتشاراً في تنظيم الحمل، ويُعد جهاز نكسبلانون (Nexplanon) واحداً من أبرز هذه الوسائل التي تحظى بشعبية كبيرة بين النساء في مختلف أنحاء العالم. يعتبر نكسبلانون من وسائل منع الحمل التي يتم إدخالها تحت الجلد، وتعمل على إفراز هرمونات تؤدي إلى منع الحمل بفعالية لفترة تصل إلى ثلاث سنوات. رغم فعاليته، قد يواجه بعض المستخدمين آثاراً جانبية تتراوح بين غير المؤذية والمزعجة، وهو ما يستدعي تسليط الضوء على تجارب المرضى والمعلومات المتعلقة بالدواء.
ما هو نكسبلانون؟
نكسبلانون هو عبارة عن جهاز صغير الحجم يتم إدخاله تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع، حيث يفرز هرمون “الإيتونوجستريل” (etonogestrel)، وهو هرمون صناعي يشبه هرمون البروجسترون الذي يُفرز طبيعياً في الجسم. يعمل نكسبلانون على منع الحمل بآليات متعددة تشمل تثبيط التبويض (إيقاف إطلاق البويضات من المبيض) وزيادة سماكة المخاط في عنق الرحم، مما يصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة.
متى تمت الموافقة على نكسبلانون؟
تمت الموافقة على نكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 16 مارس 2017 كوسيلة فعالة وآمنة للنساء اللاتي يرغبن في منع الحمل. منذ ذلك الحين، أصبح يُستخدم على نطاق واسع في العديد من البلدان حول العالم كوسيلة منع حمل طويلة الأمد.
كيفية استخدام نكسبلانون؟
يتم إدخال نكسبلانون بواسطة طبيب مختص في العيادات الطبية أو المستشفيات. لا يحتاج المرضى عادة إلى عملية جراحية معقدة، إذ يتم استخدام إبرة صغيرة لزرع الجهاز تحت الجلد. يتم تحفيز جهاز نكسبلانون بعد إدخاله مباشرة لإفراز الهرمونات بشكل مستمر، مما يضمن منع الحمل لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
مزايا نكسبلانون
- فعالية عالية: يتمتع نكسبلانون بمعدل فعالية يفوق 99% في منع الحمل، مما يجعله أحد أكثر الوسائل أماناً.
- سهولة الاستخدام: بما أن الجهاز يتم زرعه لمرة واحدة فقط ويستمر في العمل لمدة ثلاث سنوات، فإن النساء لا يحتاجن إلى القلق بشأن تناول حبوب منع الحمل يومياً.
- مناسب للنساء ذوات حالات صحية معينة: يمكن أن يكون نكسبلانون خياراً مناسباً للنساء اللاتي لا يمكنهن استخدام وسائل منع الحمل التي تحتوي على الإستروجين.
الآثار الجانبية والتجارب الشخصية
رغم فعالية نكسبلانون، فإن بعض المستخدمين قد يعانون من آثار جانبية قد تؤثر على تجربة استخدامهم له، وهي تشمل:
- الحيض غير المنتظم: يُعتبر النزيف أو تغييرات في الدورة الشهرية أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً. حيث قد تعاني بعض النساء من نزيف مستمر أو انقطاع الدورة الشهرية تماماً لفترات طويلة.
- الصداع: قد يعاني بعض المرضى من صداع أو ألم في الرأس بسبب التغيرات الهرمونية الناجمة عن نكسبلانون.
- الآثار الجانبية المتعلقة بالمزاج: قد يشعر البعض بتغيرات في المزاج أو زيادة في التوتر أو القلق نتيجة تأثير الهرمونات.
فيما يخص تجربة إحدى المستخدمات التي قامت باستخدام نكسبلانون قبل 6 أشهر، فإنها تشير إلى أن عملية إدخال الجهاز لم تكن سيئة، حيث لم تواجه أي كدمات أو مشاكل أثناء إدخال الجهاز. ولكن بعد فترة قصيرة من إدخال الجهاز، بدأت تجربتها تتغير بشكل ملحوظ، إذ بدأت تعاني من نزيف مستمر استمر لفترة طويلة. ورغم أن طبيبها نصحها باستخدام حبوب منع الحمل الأخرى (مثل “مونونيزا”) لتحسين انتظام الدورة الشهرية، إلا أن الجمع بين نكسبلانون والحبوب الهرمونية الأخرى أدى إلى تفاقم الأعراض.
وفقاً لتجربتها الشخصية، بدأت تشعر بالغثيان الشديد، مما جعلها غير قادرة على التركيز، وأضافت أن الألم الناتج عن الصداع كان أكثر حدة. ومع الوقت، تحسن النزيف قليلاً، لكن كانت هناك فكرة واحدة في ذهنها: لماذا تستخدم اثنين من وسائل منع الحمل في نفس الوقت؟ في النهاية، قررت إيقاف استخدام “مونونيزا” والتفكير في إزالة نكسبلانون من جسمها.
التقييم الفعالية: من خلال هذه التجربة، حصل نكسبلانون على تقييم 4 من 5 من قبل هذه المريضة، نظراً للآثار الجانبية المزعجة التي عانت منها. وعلى الرغم من أن الجهاز منع الحمل بنجاح، إلا أن الآثار الجانبية كانت سبباً في اتخاذ القرار بإزالته.
عدد الوصفات الطبية لنكسبلانون
بحسب المعلومات المتوفرة، يتم وصف نكسبلانون للمرضى مرتين بشكل عام، مما يشير إلى أن معظم النساء اللواتي يستخدمن هذه الوسيلة قد يتعاملن معها لفترات طويلة (قد تصل إلى 3 سنوات). إلا أن بعض النساء، مثل تلك التي ذكرنا تجربتها، قد يواجهن رغبة في إزالة الجهاز بسبب الآثار الجانبية التي يمرون بها.
نصائح للمستخدمين الجدد
إذا كنتِ تفكرين في استخدام نكسبلانون كوسيلة لمنع الحمل، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في اتخاذ القرار الأنسب:
- مناقشة الآثار الجانبية مع الطبيب: من المهم أن تتحدثي مع طبيبك عن أي آثار جانبية قد تظهر، خصوصاً إذا كنتِ عرضة للمشاكل الهرمونية أو كانت لديكِ حساسية تجاه بعض الأدوية.
- مراقبة الدورة الشهرية: قد تكون فترات النزيف غير المنتظمة مزعجة، لذلك من الضروري متابعة الحالة مع طبيبك إذا كان النزيف مستمراً لفترات طويلة.
- التحلي بالصبر: يمكن أن يحتاج الجسم إلى بعض الوقت للتكيف مع نكسبلانون، لذلك يجب أن تكوني مستعدة لبعض التغييرات في البداية.
هل نكسبلانون مناسب لكِ؟
نظراً لأن نكسبلانون هو وسيلة فعالة وموثوقة لمنع الحمل، فإنه يعتبر خياراً ممتازاً للكثير من النساء اللاتي يرغبن في تجنب الحمل لفترة طويلة. ولكن، يجب أن تكوني على دراية بأن بعض النساء قد يعانين من بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على نوعية حياتهن. من المهم أن تستشيري الطبيب المعالج وتناقشي معه جميع الخيارات المتاحة وتختاري الوسيلة الأنسب لكِ بناءً على حالتك الصحية وظروفك الشخصية.
خاتمة: يعتبر نكسبلانون من الخيارات الفعالة والموثوقة للعديد من النساء، ولكنه قد لا يكون مناسباً للجميع. تجربتك الخاصة مع هذا الجهاز قد تختلف بشكل كبير حسب حالتك الصحية الخاصة وطريقة استجابة جسمك لهرمونات منع الحمل. من الضروري أن تحافظي على التواصل المستمر مع طبيبك لضمان أفضل تجربة ممكنة وللتعامل مع أي مشاكل قد تظهر.