نكسبلانون: موانع الحمل وآثاره

نكسبلانون (Nexplanon): موانع الحمل وتأثيراتها على الصحة

يُعدُّ نكسبلانون (Nexplanon) واحدًا من وسائل منع الحمل الهرمونية التي تعتمد على زرع شريحة صغيرة تحت الجلد. يتميز هذا النوع من موانع الحمل بفعاليته العالية في منع الحمل لفترات طويلة تصل إلى ثلاث سنوات، ويعمل عن طريق إفراز هرمون البروجستيرون الصناعي الذي يمنع التبويض ويُحدث تغيرات في مخاط عنق الرحم لجعل مرور الحيوانات المنوية أكثر صعوبة. ورغم فعاليته، قد يواجه البعض من المرضى آثارًا جانبية قد تكون مزعجة أو مؤلمة، كما هو الحال مع العديد من وسائل منع الحمل الهرمونية.

آلية عمل نكسبلانون

يتم زرع شريحة نكسبلانون تحت جلد الذراع العلوي، وتفرز الهرمون بشكل مستمر على مدار مدة تصل إلى ثلاث سنوات. يعتبر هذا النوع من وسائل منع الحمل مثاليًا لأولئك الذين يبحثون عن حل طويل الأمد دون الحاجة لتذكر تناول حبوب يومية أو إجراء الحقن المنتظمة. الهرمون الذي يُفرز في الدم يساهم في منع الحمل من خلال آليتين رئيسيتين: الأولى، من خلال منع إطلاق البويضة من المبيض (التبويض) والثانية، بتغيير سمك مخاط عنق الرحم لجعل مرور الحيوانات المنوية أكثر صعوبة.

الآثار الجانبية لنكسبلانون

كما هو الحال مع العديد من وسائل منع الحمل الهرمونية، قد يعاني بعض المستخدمين من آثار جانبية تختلف من شخص لآخر. بعض هذه الآثار قد تكون مزعجة أو مؤلمة، بينما قد لا يعاني البعض الآخر من أي تأثيرات جانبية. من أبرز الآثار الجانبية التي تم الإبلاغ عنها مع نكسبلانون:

1. النزيف المتقطع: يُعد النزيف المتقطع والمفاجئ أحد أكثر المشاكل التي يعاني منها المستخدمون، حيث يحدث نزيف غير منتظم أو نزيف طويل الأمد، وقد يستمر لبضعة أشهر بعد بداية استخدام الشريحة.

2. زيادة حجم الثديين: قد يؤدي الهرمون إلى زيادة في حجم الثديين، مما يسبب شعورًا بعدم الراحة والألم في بعض الحالات.

3. الألم في منطقة المبيض: تشير بعض النساء إلى شعورهن بألم مشابه لذلك الذي يحدث أثناء الدورة الشهرية، وقد يكون هذا الألم في منطقة المبيض، وقد يتصاعد ليشعرن وكأن أحد المبايض على وشك أن “ينفجر”.

4. زيادة الوزن: بعض النساء لاحظن زيادة في الوزن بعد البدء في استخدام نكسبلانون، ما قد يسبب قلقًا بالنسبة للبعض، إذ قد تزيد الأوزان بمقدار عدة كيلوغرامات.

5. التقلبات المزاجية: تعد التقلبات المزاجية أحد الأعراض الشائعة بين مستخدمي وسائل منع الحمل الهرمونية، وقد يشعر البعض بتقلبات حادة في المزاج، مما قد يسبب لهم صعوبة في التعامل مع الضغوط اليومية.

6. آلام في الثدي: زيادة حجم الثديين قد ترافقها آلام شديدة، ما قد يؤثر على الراحة اليومية للمرأة.

التجربة الشخصية لمريضة مع نكسبلانون

أظهرت مراجعة إحدى المريضات التي استخدمت نكسبلانون مدى المعاناة التي قد يتسبب فيها هذا النوع من وسائل منع الحمل لبعض النساء. تقول المريضة: “كانت تجربتي مع نكسبلانون فظيعة للغاية. كنت قد استخدمته لمدة 4 أشهر فقط، ومنذ البداية عانيت من مشاكل مستمرة. نزيف متواصل وأحيانًا كانت هناك جلطات دموية، حيث كان يحدث نزيف مفرط لدرجة أنني فقدت وعيي في بعض الأوقات بسبب هذا النزيف. أصبت بألم شديد في المبيضين، خاصة في الجهة اليمنى، لدرجة أنني كنت أشعر وكأن المبيض سوف ينفجر داخل جسدي. كما أنني لاحظت زيادة واضحة في حجم ثدييّ، حيث زادوا بحجم كوبين وكنت أشعر بألم دائم فيهما. وزني ازداد أيضًا بحوالي 15 كيلوغرامًا، وكنت أعاني من تقلبات مزاجية شديدة، مع رغبات غير مفسرة للطعام. شعرت أن الهرمونات في الشريحة كانت عالية جدًا بالنسبة لجسمي. على الرغم من أنني كنت قد استخدمت حقن ديبو (Depo) لسنوات ولم أواجه أي مشاكل، إلا أنني لا أستطيع أن أوصي بنكسبلانون على الإطلاق.”

تقييم فعالية نكسبلانون

على الرغم من فعاليته العالية في منع الحمل، إلا أن العديد من المراجعات الطبية والمراجعات الشخصية تشير إلى أن نكسبلانون قد لا يكون الخيار الأنسب للجميع. بناءً على التجربة الشخصية للعديد من النساء، فإن التقييم العام للفعالية يتراوح بين الشخص الذي يتلقى فوائد من هذه الوسيلة وبين من يعانون من آثار جانبية كبيرة.

في المراجعة التي تم تقديمها، حصل نكسبلانون على تقييم ضعيف للغاية، حيث منحته المريضة درجة 1 من 10. وفيما يتعلق بالفعالية من ناحية منع الحمل، يُعتبر هذا المنتج فعالًا بنسبة 99% في منع الحمل إذا تم استخدامه بشكل صحيح. ومع ذلك، فإن الآثار الجانبية التي قد تنجم عنه قد تكون شديدة بالنسبة لبعض المستخدمين.

الموافقة والتنظيم

تمت الموافقة على نكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 21 مايو 2017، ما يجعله خيارًا معتمدًا في السوق الأمريكي. ومع ذلك، تُوصي العديد من الهيئات الصحية بضرورة استشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار باستخدام هذه الوسيلة، خصوصًا في حال وجود تاريخ صحي قد يفاقم من الآثار الجانبية.

عدد الوصفات الطبية

وفقًا للتقارير الطبية والإحصاءات، فإن نكسبلانون يتم وصفه بشكل متزايد من قبل الأطباء كخيار لمنع الحمل طويل الأمد. تشير بعض الدراسات إلى أن هذا النوع من موانع الحمل يتم وصفه في المتوسط ثلاث مرات للمريضات اللواتي يعانين من صعوبة في استخدام وسائل منع الحمل الأخرى أو اللاتي يرغبن في حل طويل الأمد دون الحاجة لتذكر تناول الحبوب يوميًا.

هل يجب على النساء التفكير في الخيارات البديلة؟

بينما يُعتبر نكسبلانون خيارًا مثاليًا لبعض النساء نظرًا لفعاليته وطول مدة استخدامه، فإن أولئك اللواتي يعانين من آثار جانبية قوية قد يفضلن التفكير في بدائل أخرى. بعض هذه البدائل تشمل:

• اللولب الرحمي (IUD): يعد خيارًا جيدًا بالنسبة للنساء اللواتي يرغبن في تجنب الهرمونات أو يعانين من صعوبة في تحملها.
• الحبوب الهرمونية: يمكن أن تكون أكثر مرونة في تعديل الجرعات حسب احتياجات الجسم.
• حقن منع الحمل: خيار آخر طويل الأمد ولكنه يتطلب حقنًا منتظمة.

في النهاية، يبقى القرار بشأن استخدام نكسبلانون أو أي وسيلة أخرى أمرًا يعتمد على التفضيلات الشخصية، الصحة العامة، ومدى تحمل الجسم للأدوية الهرمونية. يُنصح دائمًا بالتشاور مع الطبيب المختص قبل اتخاذ القرار النهائي لضمان اختيار الوسيلة الأنسب للصحة والراحة الشخصية.