نكسبلانون: مميزات وعيوب

النكسبلانون (Nexplanon): موانع الحمل وآثاره الجانبية من وجهة نظر المرضى

النكسبلانون هو جهاز صغير يُزرع تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع ويُستخدم كوسيلة فعّالة وطويلة الأمد لمنع الحمل. يُعد النكسبلانون من وسائل منع الحمل الهرمونية التي تعتمد على إفراز هرمون البروجيستيرون بشكل مستمر في الجسم، مما يمنع حدوث الإباضة ويجعل المخاط في عنق الرحم أكثر كثافة، ما يعيق وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة. وعلى الرغم من فعاليته الكبيرة، إلا أن هناك بعض الآراء المتباينة بين المستخدمين حول مدى تأثيره على الجسم والآثار الجانبية التي قد ترافقه.

موافقة إدارة الغذاء والدواء

تمت الموافقة على استخدام النكسبلانون من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 10 أبريل 2016، حيث بدأ انتشاره في الأسواق العالمية كخيار مريح وفعال للنساء الراغبات في وسيلة منع حمل تدوم لعدة سنوات دون الحاجة إلى التفكير فيها يومياً، مثل الحبوب أو الحقن. يأتي النكسبلانون كأحد خيارات وسائل منع الحمل طويلة المدى التي تدوم فعّاليتها لمدة تصل إلى 3 سنوات من الاستخدام المستمر.

الآثار الجانبية المحتملة

على الرغم من أن النكسبلانون يعد من الخيارات الشائعة في وسائل منع الحمل طويلة المدى، فإن بعض المستخدمين قد يواجهون مجموعة من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها. يختلف تأثيره من شخص لآخر، وبعض النساء قد يجدن تحسناً في حياتهن الصحية والجنسية، في حين أن البعض الآخر قد يشعرن بتغييرات سلبية قد تؤثر على نوعية حياتهن.

من بين الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً التي قد تُرافق استخدام النكسبلانون:

• تغيرات في الوزن: قد تؤدي بعض وسائل منع الحمل الهرمونية، بما في ذلك النكسبلانون، إلى زيادة الوزن. يُعزى هذا التأثير إلى التغيرات الهرمونية التي قد تؤثر على عمليات الأيض في الجسم.
• اضطرابات في الدورة الشهرية: يعاني بعض المستخدمين من تغيرات في الدورة الشهرية، مثل النزيف غير المنتظم أو غياب الدورة الشهرية تماماً.
• تغيرات مزاجية: هناك تقارير تفيد بأن بعض النساء قد يعانين من تغييرات في المزاج، مثل الاكتئاب أو القلق.
• آلام في الثدي: بعض النساء قد يعانين من زيادة في حجم الثدي أو الشعور بالألم فيه.
• صداع: تعتبر الشكاوى من الصداع أيضاً من الآثار الجانبية الشائعة.

تجربة مريضة مع النكسبلانون

تُظهر تجربة إحدى المستخدمين للنكسبلانون ما يمكن أن يشعر به البعض من تأثيرات سلبية على الوزن والنشاط الجنسي. تقول المريضة:

“الحقيقة أنني كنت أعتبر النكسبلانون خياراً رائعاً لأنه يوفر لي راحة بال كبيرة، فلا داعي للقلق بشأن الحقن كل ثلاثة أشهر أو تناول الحبوب يومياً. لكن هذا هو الشيء الوحيد الجيد الذي يمكنني قوله عن هذا الجهاز. لطالما كنت أزن حوالي 120-125 رطلاً، وكان معدل الأيض لديّ جيداً. لكنني اكتسبت 30 رطلاً منذ أن تم زرع هذا الجهاز في ذراعي، وأثر ذلك بشكل كبير على شعوري تجاه نفسي. كنت أشعر بالإحباط الشديد لدرجة أنني لم أرغب في أن أكون حميمية مع شريكي لأنني كنت أشعر بالقرف من نفسي. لم يتغير نمط حياتي، والشيء الوحيد الذي كان يمكن أن يسبب زيادة الوزن هو هذا الزرع في ذراعي. حتى أنني حاولت اتباع حمية غذائية، ولكن ذلك لم يساعد. الآن، وبعد مرور 6 أشهر فقط على إزالة هذا الجهاز اللعين من ذراعي، بدأت أعود إلى حجمي الطبيعي. لن أستخدم هذا الشكل من وسائل منع الحمل مرة أخرى.”

تشير هذه التجربة إلى تأثيرات سلبية كبيرة على الوزن والثقة بالنفس، وهو ما يعكس انطباعات سلبية لبعض النساء اللواتي استخدمن النكسبلانون. وعلى الرغم من أن التجربة الفردية لا تعكس بالضرورة ما سيشعر به الجميع، إلا أنها تسلط الضوء على بعض الآثار الجانبية التي يمكن أن تكون ملحوظة في حالات معينة.

تقييم فعالية النكسبلانون

من حيث الفعالية، يُعتبر النكسبلانون من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث تبلغ فعاليته حوالي 99% في منع الحمل. فهو يتفوق على الكثير من الوسائل الأخرى مثل الحبوب أو الواقيات الذكرية من حيث عدم الحاجة إلى التذكر اليومي أو التعامل مع عمليات الحقن المتكررة.

لكن، رغم فعاليته العالية في منع الحمل، إلا أن فعالية النكسبلانون قد تتأثر ببعض العوامل مثل الأمراض التي قد تؤثر على امتصاص الهرمونات أو استخدام أدوية معينة قد تتداخل مع تأثيره.

ملاحظات حول وصف النكسبلانون

على الرغم من أن النكسبلانون يُعد خياراً شائعاً بين النساء، إلا أنه لا يناسب جميع الحالات، ويتطلب تقييم دقيق من قبل الطبيب المعالج. وفي بعض الحالات قد يوصى باستخدامه ثلاث مرات خلال فترة معينة، وهو ما يعني أن الجهاز يتم تجديده أو استبداله بعد ثلاث سنوات من الزرع، حسب توصيات الطبيب.

خلاصة

النكسبلانون هو خيار حديث وفعال لمنع الحمل طويل الأمد، ولكنه ليس خالياً من الآثار الجانبية التي قد تؤثر على بعض النساء. وعلى الرغم من فعاليته في منع الحمل، قد يعاني البعض من تغييرات غير مرغوب فيها في الوزن والمزاج. من المهم أن تتم مناقشة كافة الخيارات مع الطبيب المعالج قبل اتخاذ قرار باستخدام هذه الوسيلة، خصوصاً لأولئك الذين يعانون من حالات صحية خاصة قد تؤثر على فعالية أو أمان النكسبلانون. وفي النهاية، يجب أن تكون تجربة المستخدم هي المعيار الأساسي لتحديد ما إذا كانت هذه الوسيلة تناسبهن أم لا.