نكسبلانون (Nexplanon) لمنع الحمل: مراجعته من حيث الاستخدام والفعالية والآثار الجانبية
يعد نكسبلانون (Nexplanon) أحد الوسائل الحديثة والمستخدمة بشكل شائع لمنع الحمل، حيث يُعتبر من الأنظمة الهرمونية طويلة المدى التي توضع تحت الجلد وتوفر حماية مستمرة ضد الحمل. يتميز هذا الجهاز بتصميمه المدمج الذي يسهل إدخاله تحت الجلد، مما يجعله خيارًا مناسبًا للكثير من النساء اللاتي يبحثن عن وسيلة منع حمل فعّالة لا تحتاج إلى تذكر استخدامها بشكل يومي. ورغم فوائده العديدة، إلا أن هناك بعض الآراء المختلطة حول فعاليته وراحته، وهو ما سنتناوله في هذا المقال، مع التركيز على تجارب المرضى والمراجعات التي تساهم في فهم كيفية تأثيره على حياة المستخدمين اليومية.
مقدمة عن نكسبلانون (Nexplanon)
يتمثل نكسبلانون في جهاز صغير يبلغ حجمه تقريبًا بحجم عود الثقاب، وهو يحتوي على هرمون يسمى “إتيونوجستريل” وهو نوع من البروجستين. يُزرع هذا الجهاز تحت الجلد في الجزء العلوي من الذراع، ويعمل على إفراز الهرمون بشكل مستمر لمنع الحمل. يتم تركيبه في عيادة الطبيب ويستمر تأثيره لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، مما يتيح للمرأة راحة البال من متاعب الأقراص اليومية أو الحقن الشهرية.
يُعتبر نكسبلانون خيارًا مفضلًا للكثير من النساء اللاتي لا يرغبن في استخدام موانع الحمل التي تتطلب تذكيرًا يوميًا أو شهريًا. فهو يعد فعالًا في الوقاية من الحمل بنسبة تتجاوز 99% إذا تم استخدامه بشكل صحيح. ومع ذلك، كما هو الحال مع معظم وسائل منع الحمل الهرمونية، يمكن أن يعاني البعض من آثار جانبية تختلف من شخص لآخر.
تجربة المريض مع نكسبلانون
تشارك إحدى النساء التي استخدمته تجاربها، قائلةً: “بدأت استخدام نكسبلانون في نوفمبر 2013. ومنذ ذلك الحين كانت فترات الدورة الشهرية غير منتظمة بشكل كبير، وكان لدي حب الشباب وزادت من مشاعري السلبية نحو حياتي الجنسية حيث انخفضت رغبتي في ممارسة الجنس بشكل حاد. لم أمارس العلاقة الجنسية لفترات طويلة بسبب استمرار النزيف وانخفاض الرغبة الجنسية. لكن ما أحببته في نكسبلانون هو أنك لا تحتاجين لتذكر تناوله يوميًا، كما أنني لم ألاحظ زيادة في وزني. ومع ذلك، اضطررت إلى إزالته بعد ستة أشهر لأنني لم أتمكن من تحمله أكثر.”
هذه التجربة تعكس بعض الآثار الجانبية الشائعة التي قد تواجهها بعض النساء أثناء استخدام نكسبلانون. يمكن أن تشمل الآثار الجانبية الأخرى التي تم الإبلاغ عنها تقلبات في المزاج، صداع، وألم في الثدي، وزيادة في الوزن لدى بعض المستخدمين. لكن من جهة أخرى، تجد بعض النساء أن هذه الآثار الجانبية تقتصر على فترة قصيرة من الاستخدام.
فعالية نكسبلانون وتقييمه
تقيم بعض الدراسات السريرية نكسبلانون على أنه من أكثر وسائل منع الحمل فعالية. وفقًا لإحدى الدراسات، فإن فعاليته تصل إلى حوالي 99% في الوقاية من الحمل، ما يجعله خيارًا موثوقًا للنساء اللاتي يسعين لحماية مستمرة ضد الحمل دون الحاجة إلى التذكير المستمر.
تُظهر المراجعات الشخصية لعدد من النساء اللواتي استخدمن نكسبلانون أن فعاليته قد تختلف من امرأة لأخرى. ففي حين قد تجد بعض النساء أنه يعمل بشكل مثالي، يعاني البعض الآخر من تأثيرات جانبية تؤثر على تجربتهن. يمكن أن تتراوح فعاليته حسب استجابة الجسم الفردية للهرمون، وهو ما يفسر وجود تباين في التقييمات. بعض المستخدمين، مثل المراجعة المذكورة أعلاه، سجلوا تقييمًا متوسطًا يصل إلى 6 من 10، وهو ما يعكس الرضا الجزئي بسبب الآثار الجانبية التي واجهوها.
التجربة السريرية واعتماده من قبل الهيئات الطبية
تمت الموافقة على نكسبلانون من قبل هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) في 5 مايو 2014، ما جعله وسيلة معترف بها عالميًا لتنظيم الحمل. تمثل هذه الموافقة خطوة مهمة في مجال وسائل منع الحمل، حيث يعتبر نكسبلانون بديلاً طويل الأمد يتسم بالراحة والفعالية، ويعد خيارًا مناسبًا للنساء اللواتي يفضلن تجنب الحمل لفترات طويلة دون القلق المستمر بشأن تناول الأدوية.
عدد المرات التي تم وصف نكسبلانون فيها
وفقًا للإحصاءات الطبية، يتم وصف نكسبلانون بشكل منتظم للنساء اللاتي يبحثن عن وسائل منع حمل فعّالة وطويلة المدى. تشير بعض الدراسات إلى أن هذا الجهاز قد تم وصفه خمس مرات على الأقل في المراحل الأولية من إطلاقه في السوق، مما يعكس تزايد الاهتمام به وتوجه النساء لاستخدامه كخيار رئيسي لمنع الحمل.
الآثار الجانبية والمخاوف الشائعة
من الجدير بالذكر أن العديد من النساء قد يعانين من بعض الآثار الجانبية أثناء استخدام نكسبلانون. تتفاوت هذه الآثار من حالة إلى أخرى، وقد تشمل نزيفًا غير منتظم أو طويل الأمد، تغيرات في المزاج، زيادة الوزن، أو انخفاض في الرغبة الجنسية. تعتبر هذه الآثار الجانبية غير مريحة لبعض النساء، ما يؤدي بهن إلى إزالة الجهاز بعد فترة قصيرة من استخدامه، كما حدث مع إحدى المراجعات التي تم ذكرها سابقًا.
مع ذلك، يعتبر بعض النساء أن الراحة الناتجة عن عدم الحاجة لتذكر تناول حبوب منع الحمل يوميًا تفوق السلبيات التي قد يعانين منها. وفي معظم الحالات، تختفي بعض الآثار الجانبية مع مرور الوقت أو بعد إزالة الجهاز.
الخلاصة
نكسبلانون هو وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل على المدى الطويل، ويوفر حماية مستمرة دون الحاجة إلى تذكير يومي. ومع ذلك، يجب أن تكون النساء على دراية بالآثار الجانبية المحتملة، التي قد تتفاوت من شخص لآخر. قد يواجه بعض المستخدمين مشاكل مثل النزيف غير المنتظم أو انخفاض الرغبة الجنسية، وهو ما قد يتطلب اتخاذ قرار بإزالة الجهاز في بعض الحالات.
إجمالاً، يعتبر نكسبلانون خيارًا جيدًا للنساء اللواتي يسعين لمنع الحمل بشكل فعال دون القلق من تذكر وسائل منع الحمل الأخرى. ومع ذلك، من المهم أن تتشاور كل امرأة مع طبيبها قبل اتخاذ القرار بشأن استخدامه للتأكد من أنه الخيار الأنسب لها بناءً على حالتها الصحية الشخصية.